إذا صح ما جاء في تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية. بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب. عرضت علي دول عربية تشكيل تحالف عربي علي غرار الناتو. مدعوم أمريكياً وإسرائيلياً لمكافحة ما تسميه بالنفوذ الإيراني في المنطقة. فإن ذلك يعني أن أمريكا نصبت فخاً لإيقاع دول المنطقة في حرب سُنِّية شيعية ضروس. قد تمتد إلي كل جغرافيا المنطقة.. وهذه المرة لن تُبْقِي ولن تَذَر!! النية الأمريكية الإسرائيلية واضحة. والخطر ماثل. ومبررات الحرب قائمة. بل إن الحرب جارية بالفعل. فإيران متهمة بالتمدد في العراقوسوريا. وبدعم الحوثيين في اليمن. وإيران تحتل ثلاث جزر عربية هي: "أبو موسي. وطنب الصغري. وطنب الكبري" وإيران تتقدم علمياً علي نحو يشكل خطراً علي إسرائيل. وإيران متهمة أيضاً بمحاولة زعزعة استقرار الدول الخليجية العربية. ومحاولة هز عروش أنظمتها الأوتوقراطية.. وأدوات الحرب متوافرة. فمصر خزان بشري. والأموال موجودة لدي دول الخليج. ومصانع السلاح الأمريكية والإسرائيلية تعمل ليل نهار. ولديها مخزون تريد تصريفه.. وحاربوا بالمسلمين تمهيداً لإقامة إسرائيل التوراتية الكبري. هنا لابد أن أتذكر بعض الأمور. أولها أن أمريكا تخطئ خطأً كبيراً حينما تقول "النفوذ الإيراني بالمنطقة" أمريكا تنسي أو تتناسي أن هناك تزاوجاً بين الثقافتين العربية والفارسية منذ بداية الدولة العباسية. فقد اعتمد الخلفاء العباسيون علي وزراء وكُتَّاب من الفرس. وكانوا يشكلون الساعد اليمني لهم. بل إن الأمانة العلمية تقتضي مني القول إن مدنية أو حضارة الفرس كانت غالبة علي العراق قبيل الفتح الإسلامي. لأن آخر من حكم العراق قبل الإسلام هم الساسانيون من الفرس. ولا ينبغي للفكر الأمريكي الصهيوني أن ينسي أو يتناسي أن الفرس ساهموا مساهمة قوية في الثقافة العربية الإسلامية. ونذكر أعلاماً منهم مثل: الإمام أبوحنيفة النعمان. صاحب المذهب الإسلامي المعرف باسمه. وحماد الراوية. جامع المعلقات. وسيبويه الام المقدَّم في النحو وتدوينه. والكسائي أحد الأئمة الأعلام في النحو واللغة. والقراءات.. وأحد القراء السبعة. وغيرهم الكثير. الأمر الثاني أن الفرس ليسوا دخلاء علي المنطقة. وإن كانوا قد دخلوا سورياوالعراق. فبطلب من حكومتي البلدين. ثالثاً: أن إيران لا تشكل خطراً علي الخليج. ولو افترضنا أن للفرس أطماعاً. فإن القواعد الأمريكية تغطي عين الشمس. رابعاً: لابد أن أتذكر هنا كلمة الرئيس اللبناني ميشيل عون. أمام الجامعة العربية. حينما قال: إن الفكر الصهيوني نجح في تمويل الحرب الصهيونية العربية. وها هو يريد توسيعها إلي حرب عربية فارسية. ولأن خير الكلام ما قل ودل.. فإن الرئيس عون قال فأوجز. وحينما يتكلم قائد أو مفكر لبناني ينبغي أن نسمع. لأن اللبنانيين أهل فكر وسياسة ونضال. عند الضرورة. وأنا لا أدافع عن إيران أو غيرها. ولكن إذا كنت أطالب بالسلام والمصالحة مع إسرائيل باعتبارها كياناً واقعياً. فكيف أدعو إلي الحرب مع إيران. والشيعة والعرب؟!!.. لقد تفوق العقل الصهيوني علي العقل العربي. لكن المؤمن لا يُلدَغ من جُحْري مرتين. كلمات باقية.. "أيها الناس. إني وُليت عليكم. ولست بخيركم. فإن رأيتموني علي حق فأعينوني. وإن رأيتموني علي باطل فقوموني. أطيعوني ما أطعت الله فيكم. فإن عصيته. فلا طاعة لي عليكم". أبوبكر الصديق في أول خطبة بعد توليه الخلافة.