ان كنتم تقتلون باسم الدين الاسلامي فالاسلام بريء منكم براءة الذئب من دم يوسف! ان كنتم تقتلون ما تسمونهم بأعداء الاسلام من المسيحيين فأقول لكم ان الله سبحانه وتعالي في محكم كتابه قال: "ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكون من اصحاب السعر" فالعدو الحقيقي هو الشيطان وقد دعاكم واصبحت من حزبه وان كنتم لا تعلمون شيئاً عن الإسلام فسوف اعرفكم ما هو الإسلام! قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ما اطيبك واطيب ريحك وما اعظمك واعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن اعظم عند الله من حرمتك" كما اهتمت الشريعة الإسلام بغير المسلمين واشار الله إلي احترام عقائدهم فقال تعالي "اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا اتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين". كما امر الله بمعاملة غير المسلمين معاملة حسنة فقال تعالي "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا إليهم ان الله يحب المقسطين" كما نادي رسول الله بحسن معاملة غير المسلمين والاحسان لهم فقال "من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة" وحينما تولي عمرو بن العاص ولاية مصر كتب له سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: ان معك أهل الذمة والعهد فأحذر يا عمر ان يكون رسول الله صلي الله عليه وسلم خصمك. بل ذهب الإسلام إلي أبعد من ذلك فقد شهد تاريخ الإسلام معاملة غير المسلمين من النصاري واليهود معاملة حسنة فقد شكا يهودي علي بن ابي طالب رضي الله عنه فذهب إلي القضاء وكان القاضي هو عمر بن الخطاب في ايام خلافة ابي بكر الصديق قال عمر لعلي: اجلس بجانب خصمك يا أبا الحسن فغضب علي غضبا شديدا رؤي في وجهه وقضي عمر بين اليهودي وبين علي وأخذ اليهودي حقه ثم قال عمر لعلي: يا علي اغضبت لتحقيق العدالة؟ قال: لا ولكني غضبت لفواتها قال عمر: كيف ذلك؟ قال: لقد ناديتني بالكنية فقلت يا أبا الحسن والكنية تكريم وناديت خصمي باسمه المجرد فأين العدالة يا عمر؟ وخشيت ان يظن اليهودي ان العدل ضاع بين المسلمين كما أوصي عمر رضي الله عنه الخليفة من بعده بأهل الذمة ان يوفي لهم بعهدهم وان يقاتل من ورائهم وألا يكلفوا فوق طاقتهم هذا هو الاسلام الذي يحث علي التسامح والمحبة ولا يفرق بين إنسان وآخر إلا بالتقوي فمن أنتم حتي تقتلوا الابرياء من الناس بحجة الدين الذي هو بريء منكم ليوم الدين! رحم الله شهداءنا الأبرياء من الجيش والشرطة وجميع افراد الشعب.