تحقيق نسرين صادق .. عندما تتجول في منطقة العاصمة الإدارية الجديدة لا يمكن أن تصدق أن هذه المنطقة منذ 9 شهور فقط كانت واحدة من مكونات البيئة الصحراوية المصرية. .. لا يمكن أن تصدق أن هذه الطرق الفسيحة اخترقت كتلا صخرية.. وكثبانا رملية وطبيعة جبلية عنيدة ومتحجرة. .. لا يمكن أن تصدق أن هذه المنطقة يمكن أن تشق بطنها كي تستقر فيها المرافق من كهرباء ومياه وتليفونات وصرف صحي الخ.. .. لكنك إذا شاهدت معي.. سواعد المصريين الفتية وكيف تتعامل مع هذه الطبيعة الجامدة.. فإنك سوف تدرك حتما أن المصري بالفعل "جبار".. وأنه قادر إذا أراد أن يحقق المستحيل ويقهر كل الظروف والتحديات حتي قسوة الطبيعة وصلابة الصخور والجبال. .. هنا عشرات.. بل مئات وآلاف القصص الإنسانية.. كل فرد تقابله هو قصة في ذاته.. كيان بشري استوعب كل الحضارات وأذهل العالم بقدراته وصلابته وقوته.. فكانت سواعده أقوي من الصخر وأقوي من قسوة الطبيعة وجبروتها.. وبينما كنت أتلمس جيوب "الجاكت" كي أحجب أصابعي عن البرد القارس.. كان الشباب يشمرون أياديهم وأذرعهم ينحتون الجبال.. يشقون الطرق.. يشيدون العمارات والعقارات ومنشآت الحكومة والخدمات. .. كان هدفي أن أتسلل خلف هذه السواعد المصرية الفتية.. إنها لا تتجمل بالأناشيد الوطنية أو الأغاني الحماسية.. لكن تفانيهم واخلاصهم يلهم الأدباء والشعراء بأعلي معاني الوطنية.. وأعمق جذور الانتماء وأسمي خصائص الوطنية. الجمهورية بدأت جولتها.. انطلاقا من داخل إحدي العمارات التي تم الانتهاء من الهيكل الخرساني لها التقت "الجمهورية" بعبد الله محمد "16 سنة" أحد عمال البناء والذي اعتلي سقالة لإنهاء أعمال بناء الجدران.. قال "أنا من مركز سيدي سالم بكفر الشيخ عرفت المكان عن طريق واحد صاحبي قالي المكان فيه رزق فجيت استرزق.. بقالي 3 أيام فيه وبشتغل من 7 الصبح حتي 4 العصر والحمد لله اليومية هنا أفضل من اللي كنت بقبضها في البلد وربنا يبارك في الرزق "ليواصل عقب ذلك عمله وهو يردد "الهمة يا رجالة". وعلي بعد خطوات منه كان زميله أحمد العوضي "20 سنة" والذي أشار إلي أنهم لا يغادرون المكان إلا عندما يحصلون علي إجازة وبسؤاله عما إذا كانت الحياة في المكان صعبة كانت إجابته "احنا واخدين علي كده وربنا قال اسع يا عبد وانا أسعي معك واحنا بنسعي علشان ربنا يكرمنا". تحقيق الحلم عدة أمتار قطعناها لنتوقف أمام العمارة رقم 109 بالمجاورة الثامنة والتي تحظي بطبيعة خاصة نظرا لانها أول عمارة تم تنفيذها في المشروع من قبل شركة المقاولين العرب وبداخلها توجد 4 وحدات تم الانتهاء من تشطيبها بالكامل في الطابق الثاني كنموذج لما سيكون عليه المشروع. داخل الطابق الأول بالعمارة 109 تقابلت "الجمهورية" مع المهندس هيثم ابوشادي اول مهندس يأتي إلي المكان في 15 أبريل الماضي فور الإعلان عن المشروع.. شاب يبلغ من العمر "31 عاما" ترك زوجة وثلاثة من الأطفال بمفردهم في مدينة طنطا وجاء إلي الصحراء لتلحفه أشعة الشمس الحارقة فتلقي باثارها علي وجهه فتكسبه سمرة أولاد البلد الشقيانين. هيثم هو مدير المشروع بشركة المقاولين العرب فرع شرق ووسط الدلتا وصاحب اول عمارة تم بناؤها في المكان بأكمله علي مسطح 600 متر لذا ارتسمت علي وجهه ابتسامة تعبر عن حجم الانجاز الذي أشرف علي صناعته. قال.. حضرت إلي المكان وهو صحراء بلا طرق لدرجة أننا كنا نمشي بالطريق ولا نستطيع العودة لكن كانت لدينا عزيمة وإصرار علي البقاء والنجاح فأحضرنا المعدات وبدأنا في أعمال الحفر.. الصخور كانت عقبة أمامنا ورغم ذلك وفي ظل المنافسة بين الفروع نجحنا في الانتهاء من الهيكل الخرساني بالكامل ومع آخر سقف تم صبه عملنا حفلة لأن حلمنا تحقق. يضيف: "حاجة حلوة لما الواحد يشوف حلمه بيتحقق أمام عينيه.. المكان تحول من صحراء نتوه فيها إلي وحدات سكنية كاملة التشطيب وهذا ليس حلمي بمفردي ولكن حلم 230 شخصا يعملون في المكان كلهم اتفقوا علي هدف واحد تحقق بروح الفريق". أكد المهندس هيثم انه فخور بمشاركته في مشروع كبير يضم كل الشركات الوطنية التي أثبتت كفاءة عالمية مشيرا إلي أن المشروع حفر بداخله قصة نجاح سيحكيها لأحفاده وكله فخراً. * أعمال رصف الطرف والتي تتم بمنظومة جديدة ترصد أيضا قصص نجاح من خلال سائقي المعدات الذين رسموا بأصابعهم طرقا عالمية تضم 8 حارات في الاتجاهين إلي جانب حارتين للدراجات. عريس الموقع علي أحد الطرق الداخلية بالحي السكني والذي يبلغ عرضه 40 مترا شاهدناه يعتلي إحدي معدات الصرف يقودها ذهابا وإيابا من أجل تمهيد الطريق مع آخرين بدوا وكأنهم خلية نحل تضيف جديدا في كل دقيقة تمر.. اسمه أحمد محمد جبر "23 سنة" من محافظة الاسماعيلية جاء إلي المكان تاركا زوجة شابة لم يمر علي زواجهما سوي عدة أشهر من أجل البحث عن لقمة عيش حلال. بابتسامة تعكس إحساسه بالفخر أشار إلي مجيئه للموقع منذ ثمانية أشهر حيث كان الأمر مجرد صحراء فبدأ في تكسير الدبش وتمهيد الأرض حتي ظهرت العمارات ليتم تمهيد الطرق أمامها وإنشاء الطرق الداخلية. أكد أن الشركة التي يعمل بها وفرت له استراحة سكنية في مدينة بدر ووسائل انتقال إليها وأنه لولا الراتب الذي يتقاضاه من العمل في المشروع ما كان استطاع تدبير نفقات زواجه موضحا أن جهاز الخدمة الوطنية يوفر لهم أماكن لشراء ما يحتاجونه من أطعمة بأسعار مناسبة لتسهيل الحياة بالنسبة لهم. أشار إلي أنه قبل حضوره للعمل في الموقع كان يعمل في مشروع محور روض الفرج وكلها مشروعات قومية شرف لأي مصري المشاركة فيها. ورصدت الجمهورية عمارات تم الانتهاء من الهيكل الخرساني الخاص بها في المجاورة الأولي حيث يتم تنفيذ 105 عمارة بواقع 69 عمارات تم إسنادها لشركة طلعت مصطفي و34 عمارة تنفذها شركة بتروجيت في حيث تقوم الشركة القابضة من خلال تحالف شركات العبد وايجيكو ومصر لأعمال الاسمنت المسلح ومختار ابراهيم وحسن علام بأعمال إنشاء 31 عمارة في المجاورة الثامنة إلي جانب 44 عمارة أخري تنفذها شركة المقاولون العرب في حين تقوم شركة المقاولين بتنفيذ 34 عمارة في المجاورة السادسة بالاضافة ل86 عمارة تنفذها شركة وادي النيل وتتولي إدارة الأشغال العسكرية تنفيذ 246 عمارة في المجاورتين الثانية والسابعة. الانتهاء من الطرق * أعمال الصرف وتمهيد الطرق التي يشهدها المكان يقف للإشراف عليها شاب هو المهندس خالد صالح المشرف علي الطرق بجهاز العاصمة الإدارية والذي أوضح أن العاصمة الإدارية يربطها بالقاهرة الجديدة شريانان رئيسيان هما محور بن زايد الشمالي والجنوبي انتهي منهما تماما حتي الآن 12 كيلو متر في كل طريق بعرض 124 مترا مشيرا إلي أنه يجري التخطيط لإنشاء النهر الأخضر بطول 15 كيلو مترا وهي منطقة ساحرة تضم نافورات مضيئة وراقصة وحدائق إلي جانب مجمع مطاعم. أوضح أنه وفقا لما قاله الرئيس بأننا سنصلي في المسجد والكنيسة يناير القادم فقد تم البدء في وضع أساسات المسجد ويجري حاليا عمل جسات التربة في موقع الكنيسة التي تم رصف الطريق إليه بالكامل وتتبقي أعمال "اللاند سكيب". قصص الكفاح وبعيدا عن أعمال الإنشاءات وعمال المعمار توقفت "الجمهورية" أمام مجموعة من المباني الصغيرة فتحت أبوابها كورش للحدادة واللحام وأعمال إصلاح الكاوتش للسيارات العاملة في المشروع يعمل فيها مجموعة من العمال المكافحين جاءوا إلي الصحراء للبحث عن باب رزق جديد كما يقول عمر خميس "40 سنة" والذي جاء إلي المكان منذ شهرين تاركا ورشة للحدادة في مدينة بلبيس بالشرقية. يحكي عمر أن سائقي المعدات بالمكان تربطه ببعضهم علاقة طيبة من خلال ترددهم علي الورشة الخاصة له ونظرا لمعاناتهم في إصلاح تلك المعدات وصعوبة النزول بها إلي الشرقية جاء إلي المكان منذ شهرين بعد أن علم أن المكان به فرص عمل جيدة. بابتسامة تعكس الرضا علي وجهه يضيف "الدنيا ضاقت بنا في العمران وأنا واحد متجوز وعند 4 أولاد وزي ما انتو عارفين الأسعار غليت.. اقعد جنبهم مش لاقي اكلهم ولا اجي اشوف رزقي ورزقهم والحمد لله ربنا بيكرمنا وهنا الرزق كتير". وفي ورشة مجاورة لا تتجاوز مساحتها 4 أمتار وقف عماد عيد "33 سنة" بداخلها لإصلاح كلاوتش السيارات بعد أن جاء إلي المكان تاركا زوجة وطفلتين في منزله بمحافظة القليوبية. قال "الواحد نفسه ينام في بيته وسط عياله لكن الحال وقف تحت فطلعنا الجبل وعلشان ربنا عارف أننا بندور علي الحلال رزقنا بالمكان ده.. كل السيارات بيتجي عندنا وربنا بيبعت لنا رزق كويس لأنه قال اسع يا عبد وانا أسعي معك واحنا جاين نسعي علي الرزق الحلال علشان يبارك لنا في أولادنا". عماد يقول هذا وهو ينام طيلة الأسبوع في نفس المكان الذي يعمل فيه لا يجد ما يحميه من صقيع الصحراء سوي بطانية متهالكة وجد فيها دفء الرزق الحلال. علي مقربة من ورش الكادحين تتواجد في المكان مجموعة من الكافتيريات تقدم مشروبات ووجبات ساخنة لهؤلاء المكافحين الذي كان من بينهم محمد جمعة "19 سنة" شاب من الفيوم يقف علي عربة فول أمام إحدي الكافتيريات ليقدم أطباق الفول الساخنة للعمال في الموقع. يقول.. "بشتغل علي العربية لحد الساعة واحدة الظهر بعمل ساندوتشات بطاطس وباذنجان وفول والساندوتش بجنيه وبعد كده الكافتيريات بتقدم وجبات لحمة وخضار وفراخ مشوية لزوم الغدا للناس الشقيانة والحمد لله ربنا بيرزقنا جميعا فراتبي من المكان ألفين ونصف الألف بحوشهم تقريبا كلهم لأني بنام وباكل في المكان". أرض الواقع انطلقت "الجمهورية" للحي السكني للاطلاع علي ما تم انجازه في المشروع من خلال عدد من الشركات الوطنية العاملة ومن بينها شركة المقاولون العرب والتي تتواجد في المكان بسبعة أفرع أسند لها اعمال انشاء 78 عمارة ومن بينها فرع شرق ووسط الدلتا كما أوضح المهندس سعيد الزهار مدير المكتب الفني بالفرع موضحا ان هناك 44 عمارة تتكون من بدروم وأرضي و7 طوابق متكررة و34 عمارة بدرون وأرضي وخمسة طوابق متكررة تقع جميعها في المنطقة الثالثة بالمجاورة الثامنة بدأ العمل فيها في شهر مايو الماضي ومقرر الانتهاء أكتوبر المقبل. حجم الأعمال وفي موقع الانشاء كان اللقاء مع المهندس محمد حلمي نائب مدير فرع شرق ووسط الدلتا بشركة المقاولون العرب والذي تواجد لمتابعة أعمال تنفيذ 8 عمارات تتكون من بدروم وأرضي و7 طوابق متكررة والذي أكد أن الشركة قامت بالانتهاء تماما من أعمال انشاء الهيكل الخرساني إلي جانب 80% من المباني وبلغت نسبة تنفيذ أعمال البياض 50%. أوضح أن حجم الأعمال المسندة له باستثمارات تبلغ 70 مليون جنية إلي جانب وجود طاقة بشرية تقدر ب400 شخص من موظفي الفرع والإدارات التخصصية بالإضافة إلي مائتي شخص من المقاولين المتعاونين وهو ما يشير إلي فرص وحجم العمل الذي اتاحه المشروع للجميع. أشار أن العمل في الموقع يكون علي مدار 24 ساعة علي ورديات حيث تقوم مجموعة بالعمل من 8 صباحا وحتي 6 مساء وبعد ذلك يكون العمل لنهو الأعمال أو صب الخرسانة ويتم توفير الإضاءة من خلال مولدات كهرباء موضحا أن العاملين في الموقع بعضهم يتم توفير أماكن استراحة له في مدينة بدر والبعض الآخر ممن لديهم محال إقامة قريبة يتم توفير وسائل انتقال لهم. تخطيط الموقع "الجمهورية" توقفت امام الوحدات السكنية التي يتم تنفيذها بالحي الثالث لمتابعة حجم الانجاز فيها وبالتحديد في المجاورة الثامنة حيث موقع تنفيذ 136 عمارة تتولي شركة المقاولون العرب تنفيذ 44 منها وشركة كونكراد 61 عمارة والشركة القابضة 31 عمارة. أشار المهندس أحمد العربي من جهاز العاصمة الإدارية الجديدة أن الحي يشهد تنفيذ 699 عمارة يجري العمل حاليا علي تنفيذ 361 عمارة من خلال أربعة نماذج مختلفة من حيث المساحة والتي تتراوح ما بين 110 أمتار و180 متراً تحوي جميعها أماكن انتظام وقد تم مراعاة أن تكون بعض العمارات 8 طوابق والأخري 5 طوابق لفتح مجال رؤية يحافظ علي النسق المعماري وجميع الوحدات كاملة التشيطيب بشكل فاخر حيث تم الاتفاق أن تكون ارضيات الغرف من الخشب والاستقبال من البورسلين. متابعة الوزير أوضح أن الدكتور مصطفي مدبولي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية يقوم بزيارات دورية للموقع للإطلاع علي معدل التنفيذ ومتابعة جودة الأعمال مشيرا إلي أن بعض الوحدات تم تشطيبها بشكل فاخر إلا أن الوزير طالب برفع الجودة وتشطيبها بمستوي أعلي. أشار إلي تخصيص مساحة كبيرة في كل تجمع سكني لإنشاء الواحة الخضراء وهي مجمع الخدمات المركزية للحي حيث تضم المدارس والمستشفيات والمراكز الطبية ودور العبادة وكل مجاورة يكون لها مجمع خدمات خاص. حجم الإنجاز التقينا المهندس محمد عبدالمقصود رئيس جهاز العاصمة الإدارية الجديدة إن العاصمة علي مساحة 170 ألف فدان تم تخطيط المرحلة الأولي منها علي مساحة 40 ألف فدان وجاري العمل حاليا كأسبقية أولي علي مساحة ثلاثة آلاف فدان وتشمكل ألف فدان "R3" وهو الحي السكني الأول يضم 25 ألف وحدة ما بين سكني واداري بدأ العمل في إنشاء 17 ألف وحدة سكنية منها موزعة علي شركات مصرية بالكامل ووصلت نسبة التنفيذ فيها إلي 45%. طرح جديد أضاف أن مساحات الوحدات تتراوح ما بين 110 و180 متراً مسطح كاملة التشطيب وتبلغ الاستثمارات خلال هذه الفترة 7 مليار جنيه ويجري حاليا التجهيز لطرح 92 عمارة جديدة تضم 2600 وحدة سيبدأ العمل فيها خلال الفترة القادمة بالإضافة إلي العمل علي طرح فيلات ووحدات تاون هاوس بنفس الحي السكني تقريباً. أكد أنه يتم حاليا التجهيز لطرح الخدمات اللازمة حتي يكون الحي السكني متكامل الخدمات سواء كانت تعليمية أو طبية أو أماكن ترفيهية وملاعب ودور العبادة. المرافق أوضح أن أعمال إنشاء الوحدات في الحي السكني تتزامن مع إنشاء أعمال المرافق باستثمارات 4 مليون جنيه حيث تتم حاليا أعمال البنية التحتية لكافة المرافق في الثلاثة أفدنة بالكامل والتي تشمل أيضا الحي الحكومي ومنطقة الوزارات وطريقي محمد بن زايد الشمالي والجنوبي. تمهيد المكان أضاف أن في المرحلة الراهنة إدخال المرافق من مياه وصرف وكهرباء وغاز طبيعي بالإضافة لتمهيد وتخطيط الطرق يساعد الشركات علي الدخول في المنطقة وبدء العمل وانجازه في ظل تواجد الخدمات بالمنطقة وهو ساهم في طرح الأراضي من خلال شركة العاصمة بعد تنفيذ المرافق والمعديات الرابطة بين الطريق الاقليمي ووصلة الطريق الأوسطي. طرق عالمية قال المهندس محمد عبدالمقصود إن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تقوم بأعمال إنشاء شبكة الطرق الرئيسية في المدينة باستثمارات 7 مليارات جنيه وبفكر جديد لتلافي أي اختناقات أو مشاكل مرورية مستقبلية حيث يتراوح عرض الطريق ما بين 94 مترا و124 مترا ويتم التنفيذ علي أعلي مستوي من الجودة مشيرا إلي أن أول طريق تم سفلته كان في الحي الحكومي عن طريق هيئة المجتمعات العمرانية. الحي الحكومي أكد أن الشهر القادم سيشهد طرح أعمال تنفيذ الحي الحكومي من خلال شركة العاصمة حيث توجد حاليا لجان للتسعير موضحا أن المشروع مخطط تنفيذه علي ثلاث مراحل كل مرحلة تستغرق خمس سنوات. مشاكل متوقعة وعن المعوقات التي قابلها العاملون في المشروع سواء الخاصة بالاعتمادات أو أذون الصرف أشار إلي أن أي عمل لابد أن يصاحبه مشاكل خلال التنفيذ ويتم العمل علي حلها وتلافيها تماما هذا إلي جانب المشاكل التي قد تنجم عن غياب التنسيق في بعض الأحيان بين الشركات العاملة في المشروع لكن يتم فورا تدارك ذلك ودفع عجلة الإنتاج. فرص عمل جديدة أكد أن المشروع حقق استفادة كبيرة لجميع شركات المقاولات الوطنية من خلال حجم العمل المسند إليها إلي جانب فتح مجالات عمل لعدد كبير من العمالة المصرية فهناك علي الأقل 100 ألف فرصة عمل تم توفيرها لمهندسين. مشرفين وحرفيين وكل المهن المتعلقة بالعمل وذلك بعد حالة ركود في الفترة الماضية وهو ما التفتت له القيادة السياسية وفتحت مجالات عمل جديدة امتدت إلي خلق فرص عمل لمهن أخري مثل عمال المطاعم التي تم إقامتها بشكل مؤقت لخدمة عمال المواقع كذلك عمال ورش الكاوتش واللحام الذين جاءوا إلي الموقع ووجدوا فرص عمل فيه والأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل إن المشروع تسبب في حالة من الانتعاش الاقتصادي بمدينة بدر في ظل تأجير استراحات فيها وتشغيل المطاعم وأماكن الخدمات. وقبل أن ننصرف من المكان الذي يحكي قصص كفاح لنماذج مصرية مشرفة وجدته يطلب مني الحضور لزيارة الكافتيريا التي يعمل فيها علي الجانب الآخر.. اسمه محمود عطية "38 سنة" بشرته السمراء تحكي واحدة من القصص الرائعة بعد أن علمنا أنه جاء مع مجموعة من الشباب لتأسيس هذا المكان ليكون باب رزق لهم جميعاً. المكان مختلف عن نظيره في الواجهة المقابلة حيث إلي جانب كونه مطعماً هو أيضا مفهي بمعناه التقليدي وبداخله كان اللقاء مع الشاب محمد رضا "32 سنة" من المتوفية والذي عرفنا علي قائمة المأكولات حيث يقدم المكان ساندوتشات الفول والطعمية إلي جانب وجبات الفراخ مشيرا إلي أنه كان يعمل بأحد المطاعم في مدينة درس وعندما وجد أن الراتب لا يكفي جاء إلي المكان حيث يتحصل علي ثلاثة آلاف في الشهر. وعن الأسعار في المكان وما إذا كانت مبالغ فيها أشار إلي أن وجبة الفراخ سعرها 25 جنيها والناس مبسوطة جدا بها.. مشيرا إلي أن هناك عربات تأتي عن طريق الجيش لتوزيع المياه عليهم حتي يتمكنوا من العمل يقومون بالشراء منها إلي جانب مولدات الكهرباء التي تستخدم كمصدر للطاقة. وفي نهاية الجولة تأكدنا أن العاصمة الإدارية ليس مجرد مشروع لبناء عدد من المباني الإدارية والسكنية كما ينظر له البعض في ظروف اقتصادية تعاني منها البلد ولكنه مشروع اقتصادي لفتح مجال العمل أمام الشركات المصرية الوطنية أو توفير فرصة رزق حلال لآلاف العمل كانت قد ضاقت بهم الحياة بسبب ظروف البلد وتوقف العمل بها تماما وهو ما كان يبرر سفر بعضهم لدول تعاني من صراعات لا تتوقف فيتعرضون للخطف والقتل بها أما الآن فلم يعد هناك مجالاً للمغامرة بحثا عن لقمة عيش وفرها مشروع قومي عملاق.