صورة من صور الوفاء عاشتها "الجمهورية" أمس الذي وافق الذكري الثامنة والعشرين بعد المائة لميلاد الضاحك الباكي عملاق الكوميديا نجيب الريحاني. .. رافقنا ابنته جينا التي تحرص علي الحضور إلي مصر في ذكري ميلاده ووفاته من كل عام لتحيي ذكراه وتشبع رغبتها في فعل كل ما يلزم لتخليد ذكراه رغم تجاوزها الخامسة والثمانين من عمرها. جمعت الورود.. ونسقتها وأحاطتها بالأوراق الملونة ولصقت قلوب رائعة حملت عبارات أحبك.. وافتقدك كثيراً... وكتبت رسالة تزينت بصورة والدها الراحل.. تحمل الكثير من معاني الحب والإخلاص والدعاء بالرحمة والوعد بالوفاء الأبدي. في مقابر الأقباط الكاثوليك خلف جراح هيئة النقل العام بفم الخليج.. دخلت تحمل ورودها مع مشاعر الحنين.. استقبلها عمال المقابر بالترحاب.. وسارعوا بفتح مقبرة نجيب الريحاني وقاموا بتنظيفها من الأتربة.. وبادرت جينا بالدخول لوضع إكليل الزهور علي المقبرة.. وتفحص ما يتحتم عليها عمله ليظل المكان لائقاً بذكري والدها. .. رغم كل هذا الوفاء الفردي من الوحيدة الباقية علي قيد الحياة من عائلة نجيب الريحاني.. إلا انه كان مؤسفا للغاية أن تري القليل من مقتنيات نجيب الريحاني يعلوها التراب وفي حالة لا تتناسب مع مكان الرجل الذي طالما ولايزال يصنع البهجة في نفوس كل من يري أعماله الفنية زوج من الشمعدان وصليب وتمثال للمسيح ولوحة فنية لطقوس مسيحية.. كلها متهالكة تحتاج مع الحب ليد خبير تعيد لها رونقها لتظل ذكري نجيب الرحياني تبرق للأبد وهو الذي يستحق متحفا خاصا وجائزة سنوية تحمل اسمه لكل من يبدع فناً راقياً. رحم الله نجيب الريحاني بقدر ما علمنا قيماً وأصول ضاحكاً كان أو باكياً.. قيماً عاشت حتي الآن رغم وفاته قبل 68 عاما.