في مواجهة الحرب الضارية. والانتصار في المعركة الفاصلة وعبور الأوضاع الطاحنة.. تشتد الإرادة وتقوي العزائم ويتلاحم أبناء الوطن الواحد.. وهذا بالضبط ما حدث عقب نكسة ..67 وقد ساهم الإعلام الوطني في ذلك الوقت في لم شمل المصريين.. بعد أن طالبهم بالترفع عن الصغائر.. ونصحهم بتنحية الخلافات.. ودعاهم إلي التضامن والتماسك.. حتي تحقق النصر المؤزر في 73 بفضل بسالة وشجاعة القوات المسلحة. بكل الأسف.. انقلب الحال خلال المعركة الحالية التي تخوضها مصر ضد قوي الشر.. وظهرت بعض التصدعات في جدار التلاحم.. نتيجة لأكاذيب الطابور الخامس.. وافتراءات النخب الفاسدة.. ومزاعم الإعلام المحرض..!!.. تلك الكتائب التي اتحدت من أجل زعزعة استقرار الدولة المصرية..!! دائما.. يشوهون الإنجازات. يسفهون النجاحات. يقلبون الحقائق.. يشككون في النوايا والأهداف.. يبثون اليأس والإحباط.. يسعون بكافة الأدوات والوسائل لإضعاف الجبهة الداخلية.. وتحريض الجماهير للخروج عن الالتزام الوطني. لا يعجبهم العجب.. وأخطرهم الإعلاميون المحرضون.. فبدلا من أن يسارع كل منهم بشرح عوائد المشروعات القومية العملاقة.. أساس نهضة الدولة وتحقيق التنمية المستدامة.. راح يشكك ويسفه.. ويركز فقط علي لون "سجادة الاستقبال". بدلا من مساندة ومؤازرة أبطال مصر في سيناء.. تجاهل الملحمة وتثمين دماء الشهداء الزكية.. وانصرف للتشكيك في قدرات المؤسسة الوطنية والنيل من مكانتها.. وبدلا من شرح جدوي القرارات الاقتصادية واستهدافها الإصلاح والتنمية.. حرص كل منهم علي إظهار الآثار الجانبية والتهويل من معاناة المواطن المصري البسيط..!! حتي الشباب.. لم يسلم من تحريضهم.. وسدوا طريق الأمل أمامه بالتشكيك في نوايا الدولة نحو أبنائها.. علي الرغم من أن كل مشروعات وخطط الدولة تستهدف في المقام الأول وضع "نصف الحاضر.. وكل المستقبل" علي طريق التنمية والرفاهية. محاربة الفساد في نظرهم "تمثيلية".. شق الطرق "إهدار للأموال".. قناة السويس الجديدة "بلا جدوي".. المدن السكنية الجديدة "وهم".. تحسن الأداء الأمني من 71 إلي 55% "أكذوبة"..!! لقد تمادي الإعلام المحرض في غيه وضلاله.. ولم تعد الظروف الراهنة تسمح بالمزيد.. ومن ثم لابد من المواجهة والتصدي.. وإعادة الحياة للإعلام الوطني.. ذو الضمير الحي.. والذمة الورعة.. الذي يساند الدولة الوطنية بالصدق والموضوعية.. ويصون الصالح العام بلا هوي ولا غرض.. ويدعم التلاحم والتماسك بالشفافية والنقد البناء. إن الدولة في أمس الحاجة.. إلي إعلام تنويري وإرشادي.. يكشف الحقائق ويحارب التضليل.. وينظر لمستقبل مصر بأمل وتفاؤل.. إعلام يبني ولا ينافق.. يوعي ولا يمجد.. يشارك في حل الأزمات.. ولا يفتعلها.. وهذا بالطبع لن يتحقق.. إلا إذا تواري "المحرضون".. والفاسدون.. والمتآمرون..!!