اتفق الاطباء علي ان سوء التخطيط والاهمال من أهم أسباب فشل المستشفيات التكاملية وعدم تحقيقها لأهدافها من خدمة فقراء النجوع والقري مطالبين بضرورة الحفاظ عليها وعدم خصخصتها وإعادة تشغيلها من خلال ادخالها تحت مظلة المستشفيات الجامعية وتوفير المعدات اللازمة والكوادر الطبية المدربة للحفاظ علي حق الفقراء. الدكتور أحمد الشعراوي - عميد الكبد بالمنوفية - يقول إن في بداية تأسيس المستشفيات التكاملية كانت مجهزة بما يكفي حاجة مواطني القري طبياً ولكنها فشلت في تقديم الخدمات العلاجية نتيجة عدم توفير أطباء لها وانتدابهم يوماً أو يومين بالتالي لا يعطيها أي اهتمام في العمل وغالباً كانوا يعملون بما كعقاب فالمستشفيات كان يقودها ممارس عام وليس استشارياً وبعد خروج الدكتور إسماعيل سلام صاحب فكرة إنشائها من الوزارة تم اهمالها بالكامل بالرغم من اهميتها لأهالي القري والنجوع حيث كانت تجري بها الجراحات البسيطة مثل اللوز والزائدة البواسير والولادة مشيراً إلي ان فكرة خصخصة مثل هذه المستشفيات بمثابة اهدار لحقوق المواطن الفقير قاطن والقري والنجوع في العلاج ومن الجائز استعانة الحكومة بالقطاع الخاص لتجديدها وتطويرها مع مراعاة أن الهدف ليس استثمار الأموال ولكن تطوير الخدمة للفقير للحفاظ علي حقه في العلاج. ويضيف شعراوي لابد من استغلال هذه المستشفيات وإعادة تجهيزها بنفس الخدمة السابقة لتخفيف العبء علي المستشفيات الجامعية في الاسعافات الأولية والجراحات البسيطة والطوارئ الأولية خاصة ان مع التكدس بالمستشفيات الحكومية تهمل بعض الحالات الخطرة لذلك لابد من إعادة تشغيل المستشفيات التكاملية بمساعدة المجتمع المدني لانها بمثابة طوق نجاة لسكاني القري خاصة مع بعد المسافة عن المستشفيات الكبري. ويري الدكتور علاء عبدالحليم - نائب رئيس جامعة بني سويف ورئيس الإدارة المركزية لمستشفيات جامعة بني سويف - ان الحل الامثل للمستشفيات التكاملية ان يتم تشغيلها بواسطة أقرب مستشفي جامعي لها وتشرف المستشفيات الجامعية عليها وذلك لتميز الجامعي بالكوادر والاساتذة والخبرات والمستلزمات والأجهزة الطبية المتقدمة والاشعة ليستفيد المريض القروي بالخبرات الجامعية التي تحتوي علي نخبات من أعضاء هيئة التدريس وأطباء مدربين علي أعلي مستوي فلابد من دخولها تحت مظلة التعليم الجامعي الحكومي لتطويرها لانها طوق نجاة للمواطن الفقير اما استثمارها سيزيد من الاعباء الملقاة علي عاتق غير القادرين فلا يجب ضم مستشفيات الفقير للقطاع الاستثماري وحرمانه من حقه في مجانية العلاج. ويوضح عبدالحليم ان سبب فشل المستشفيات التكاملية يرجع لعدم الاعداد والتخطيط لها بطريقة سليمة بالإضافة لنقص الامكانيات والكوادر وعدم اعداد الكوادر وتدريبها مما أدي لعدم الاستمرارية في تقديم الخدمة لعدم وجود استراتيجية لتشغيلها لذا لابد من اعادة تأهيل البنية التحتية وعمل دراسة جدوي لأماكنها والخدمات التي يمكن تقدمها فهناك خدمات بها نقص يلزم تعويضها واعادة توزيع الكوادر بها بعدالة بحيث لا يتم تركيز تخصصات في أماكن دون الأخري وذلك بعد دراسة الخريطة الصحية ومعرفة نقاط الضعف والقوة المتوفرة بهذه المستشفيات. يشاركه الرأي الدكتور هشام عبدالحفيظ - مدير عام تأمين صحي الشرقية - قائلاًَ: المستشفيات التكاملية تكلف انشاؤها المليارات وكانت بها بنية تحتية جيدة لكنها تفتقد التخطيط الجيد لتشغيلها والاستفادة منها فمعظمها بالقري وجميع الطرق المؤدية لها سيئة مما يقلل من فرص التعيين بها والحاق الكوادر المتميزة مما أدي إلي عجز في الأطباء والتمريض بالإضافة إلي عدم إجراء الجراحات بها لعدم تجهيزها بشكل كامل وعدم احتوائها علي غرف عناية مركزة مقترحاً تحويلها لوحدات خاصة للغسيل الكلوي تتبع الحكومة نظراً لوجود عجز كبير في مراكز الغسيل الكلوي بالمحافظات بالإضافة لتوفير حضانات بها وكوادر فالحل في ضمها تحت إشراف المستشفيات الجامعية أو العامة ويمكن ان يساهم رجال الاعمال بالتمويل لتطويرها لصالح المرضي الفقراء فلابد من وضع خطة للاستفادة منها وحل مشكلتها الاساسية في بعدها عن المدن وضرورة توفير مواصلات لها.