اشتكي كثير من الطبقات المحدودة من الارتفاعات الكبيرة وغير المبررة في أسعار سندويتش الفول وطبق الكشري حتي وصلت إلي أن البعض أصبح غير قادر علي شراء ما يسد رمقه من الفول والكشري. سندويتش الفول وصل في بعض الأماكن إلي 5.2 جنيه وطبق الكشري إلي 20 جنيهاً في بعض المحلات فهل هذا معقول. مكونات هذه الأكلات من فول وأرز وعدس كانت تنتج في مصر وتحقق فائضاً كبيراً ويصدر للخارج إلا أن هذه المحاصيل تراجعت بشكل كبير السنوات الماضية ولم نعرف حتي الآن سبب التراجع والأمر كله والسر كله عند وزارة الزراعة التي تعرف تماماً سبب تراجع إنتاج الفول والعدس في مصر واستيراد ما يقرب من 80% من حاجة الشعب من الفول والعدس بتكلفة 2 مليار دولار سنوياً. يعد الفول من المحاصيل الاستراتيجية التي عرف المصريون زراعتها من قديم الزمن واعتبر المصريون وجبة الفول والكشري من الوجبات الأساسية التي تعتمد عليها أسر كثيرة في الإفطار والغذاء والعشاء لأنها وجبات تعطي الاحساس بالشبع طول اليوم وعلي مدار سنوات طويلة ازدهرت زراعة الفول في مصر وكانت تحقق الاكتفاء الذاتي ونقوم بتصديره إلي الخارج. في نهاية السبعينيات كانت تنتج ما يقرب من 400 ألف طن سنوياً إلي أن تراجعت هذه المساحات لتنهار زراعة الفول التي أصبحت لا تسد احتياجات السوق المحلي سوي 20% ونستورد النسبة المتبقية من الخارج من انجلترا واستراليا وتركيا وغيرها من الدول التي لم تعرف هذه الزراعات نهائياً. أما العدس فهو من المحاصيل التي تعد من أهم المأكولات لدي المصريين وكان الفلاحون يتسابقون علي زراعة العدس بنوعيه الأصفر وأبوجبة إلا أن هذا الاهتمام تحول إلي الإهمال فأصبحت الأكلات الشعبية تنتج نسبا ضئيلة للغاية مما اضطر الحكومة لسد حاجة الشعب من هذه الأكلات إلي استيراد ما تحتاجه من هذه البقوليات لحاجة الشعب إليها بمبالغ ترهق ميزانية الدولة بمبلغ 2 مليار دولار سنوياً لو التزمت وزارة الزراعة بدراسة أسباب تراجع إنتاج هذه المحاصيل وقامت بعلاجها وأعيد زراعتها مرة ثانية حتي في الأراضي الصحراوية الجديدة حتي نهر النيل وعادت هذه الزراعة مرة ثانية ووفرت هذه المبالغ الدولارية الكبيرة التي ترهق ميزانية الدولة خاصة هذه الأيام. وما ينطبق علي الفول والعدس هناك بعض المحاصيل الأخري تراجع إنتاج مصر فيها أيضا وكان لنا فيها ميزة نسبية مثل القطن الذي كان يحتل عرش القطن طويل التيلة علي مستوي العالم وتراجع إنتاجنا بشكل مخيف عدة سنوات طويلة مضت وقامت الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة بعد جهد طويل من إنتاج سلالات جديدة تعيد للقطن المصري عرشه المفقود وتعاقد المستوردون علي ما يقرب من 80% من إنتاج القطن هذا العام. أيضا محصول القمح الذي كنا ننتج ونصدر لروما في السابق أصبحنا نستورد ما يزيد علي 60% من حاجة مصر. كان يطلق علي مصر زمان بلد زراعي فأصبحنا لا بلد زراعي حيث نستورد كل شيء ولا بلد صناعي حيث تحتاج الصناعة لمجهود كبير من الحكومة لعودتها إلي عهدها السابق. أيضا في ظل الظروف الصعبة التي نعانيها من عدم توافر الدولار في ظل زيادة عمليات الاستيراد لكل شيء أي نتجه إلي زراعة جميع المحاصل خاصة الزيتية لسد حاجة مصر من الزيوت والأعلاف المستوردة أيضا وامكانية احداث نمو صناعي علي الزراعات التي تقوم في مصر لسد حاجة الاحتياجات المحلية والتصدير ونحن بفضل الله نقدر لو كان هناك إخلاص وأمانة في العمل وأصبحنا علي قلب رجل واحد.