تتضارب الآراء بين الاسلوب الامثل لإدارة المؤسسات والقطاعات والادارات الحكومية والخاصة . وتتضارب المفاهيم بين اسلوب تطوير العلاقة بين الرئيس والمرؤوسين والعاملين داخل المؤسسة التي يديرها . وحيث إن الهدف الرئيسي لأي مؤسسة أو ادارة النجاح في العمل والاستغلال الامثل للعنصر البشري لصالح المؤسسة وتحقيق أقصي طاقة انتاجية يمكن تحقيقها كل عام مالي ومع اتجاه الدولة نحو التركيز علي محاربة الفساد المستشري داخل بعض المؤسسات الخدماتية والانتاجية الحكومية والخاصة فانه لابد من التفرقة بين اسلوب الادارة المتعسف الذي يعتبره البعض هوالاسلوب الامثل للحد من الفساد بانواعه المختلفة والذي يتضمن الفساد المالي والاخلاقي والزمني والاهمال في العمل وعدم احترام لوائح وقوانين العمل والفساد الخاص بعدم وجود احترام متبادل بين الرئيس والمرؤوسين وفساد التكاسل في تنفيذ الاعمال المكلف بها المرؤوسين وعدم تنفيذها بالكفاءة والجودة المطلوبين وفي التوقيت الزمني المخطط . ونري وجود تفرقة بين هذا الاسلوب المتعسف واسلوب الادارة المعتمد علي بث روح المحبة والتسامح والحب بين الرئيس والمرؤوسين ونجاح الرئيس في تغيير انماط واساليب عمل المرؤوسين وتعديلها وتطويرها لتحقيق الصالح العام للمؤسسة المدارة وصالح الوطن والشعب المصري . وأري انه ليس قصورا أو عيبا في رئيس مؤسسة ما ان يدبرها مع المرؤوسين باسلوب الحب والتسامح والتشجيع والتحفيز والاثابة والعقاب والعمل باسلوب جماعي لصالح تطوير اداء المؤسسة وتغيير نمط عمل الشخصيات السلبية من العنصر البشري للعمل داخل المؤسسة . ونري انه اذا فكر رئيس المؤسسة أو الادارة أو الشركة في كون المرؤوس إنسانا وبشرا وأباً أو أماً أو شخصاً هادفاً لانشاء أسرة جديدة أو مسئولاً عن عائلة بها زوجة وأولاد وعضواً في مجتمع صغير أو كبير فإن ذلك ليس عيبا في الادارة بل هو اسلوب راقي لإنجاح عمل المؤسسة المسئول عنها ونري ان الاسلوب الامثل لاخراج أقصي طاقة انتاجية من المرؤوسين هو تعميق الحب المتبادل وحبهم للمؤسسة العاملين بها و عدم نفورهم من الذهاب يوميا الي الجهة التي يعمل بها ولذلك فانه من الواجب هو سماع آراء المرؤوسين وتشجيعهم علي الافصاح بما يدور داخلهم من شكوك واحساسهم بالظلم الواقع علي احد منهم. ولذلك فان الرئيس الناجح هو الذي يواصل اجتماعاته مع المرؤوسين والتشاور معهم وحل مشاكلهم الادارية والاجتماعية والعلمية وتلبية تطلعاتهم العلمية والادبية والنفسية والاجتماعية والمادية في اطار منظومة متكاملة . وللاسف نري كثيرا من الرؤساء ومع تزايد نسبتهم باستمرار ينفذون اسلوب التعسف والعنف الأداري وعدم الاهتمام بالعنصر البشري العامل بالمؤسسة واعتبار الاستبداد بالرأي والقسوة هما مفتاح نجاح الاداء مما أدي في الوقت الحالي الي تعميق مبادئ الكراهية وعدم الاحترام المتبادل وتزايد مستوي الاكتئاب والنفور والاحباط النفسي والاداري و التنفيذي مما يؤدي للاسف الي الانخفاض المستمر في الطاقات الانتاجية والانعكاس المباشر وغير المباشر علي افراد الاسرة و المجتمع الصغير المسئول عنه المرؤوس وعدم نجاحه في ادارة الاسرة الصغيرة بالاسلوب الامثل و بالتالي انخفاض مستوي الاجيال المتعاقبة في المجالات النفسية والعلمية والرياضية والدينية. وللأسف نواجه تأثيرات سلبية علي تماسك الاسرة المصرية الصغيرة والمجتمع الصغير وزيادة نسب الطلاق وعدم التفاهم بين الزوج والزوجة والانجال نظرا لاقتناع كل شخص فيهم بعدم قدرته في تأدية واجباته الوظيفية وشعوره بالنهر. والاحتقار من زملائه او مديرية داخل المؤسسة التي يعمل بها لذلك أري أهمية قيام السادة الوزراء والمسئولين الكبار بالدولة لنشر اسلوب الادارة من خلال العمل الجماعي وبث روح المحبة والاخاء والاحترام المتبادل بين الرئيس والمرؤوسين واحترام الاراء وعدم التحقير والنهر المستمر لكل مرؤوس والقضاء علي التنافس غير الشريف بين المرؤوسين وليس عيبا علي وزير او محافظ او مدير كبير ان يقوم بتعميق التعاون الاجتماعي مع مرؤوسيه والتعرف علي مشاكلهم والعمل علي حلها والتقارب معه في الافراح والمآتم ولا يعتبر ذلك تقليلا في الهبة الخاصة بالمسئول بل اري ان ذلك عاملا مساعدا وقويا للحصول علي اقصي طاقة انتاجية من المرؤوسين ويساعد علي تقوية الاسرة وبث روح الانشراح والرضا والاقتناع و السرور والبهجة لدي المرؤوسين .