في السابعة مساء اليوم يزيح حلمي النمنم وزير الثقافة الستار عن تمثال الموسيقار فريد الأطرش وذلك بحديقة الأوبرا بحضور رئيس الأوبرا الدكتورة إيناس عبدالدايم التي عادت إلي القاهرة فجر أمس قادمة من الصين ضمن برنامج زيارة عمل. تمثال فريد الأطرش قام بتصميمه وتنفيذه اللواء محمد ثابت الفنان وأستاذ النحت وهو ضابط سابق بالقوات المسلحة وعاشق لفن النحت وتصنيع التماثيل وهو الذي قدر من قبل لحديقة الأوبرا تمثال الفنان الراحل عبدالحليم حافظ. قال لي محمد ثابت إن تمثال فريد الأطرش تكلف مبلغ 37 ألف جنيه من الخامات دفعها من جيبه من أجل تخليد الفنانين الكبار الذين خدموا مصر. يوجد الآن في حديقة دار الأوبرا تماثيل للخالدين أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش في أماكن متفرقة وقررت إيناس عبدالدايم رئيس الأوبرا وضعهم بجوار بعضهم في شارع داخل أسوار الأوبرا يطلق عليه اسم شارع الفن يضم تماثيل لكل عظماء الموسيقي والغناء في مصر. الفنان الذي نحتفل بذكري رحيله اليوم هو فريد الأطرش الذي ولد في 21 أبريل 1913 في قرية "القُرية" بضم القاف وفتح الراء بجبل الدروز.. محافظة السويداء بسوريا.. جذوره تعود إلي اليمن في الجزيرة العربية في عائلة من الأمراء. نزح جده إسماعيل باشا بأسرته أواخر القرن قبل الماضي واستقر في جبل الدروز وليس في اسمه بالكامل "الأطرش" بل أطلقه علي الجد الأمير بشير حاكم الإقليم عندما كان يناديه يا إسماعيل.. يا إسماعيل ولم يرد فقال له في غضب.. انت إيه أطرش؟.. اسمعني يا أطرش!! ومن هنا أضيف لقب الأطرش إلي العائلة واشتهرت به. فريد الأطرش اسمه بالكامل فريد بن فهد بن محمد بن فرحان بن إسماعيل ولا توجد كلمة الأطرش بل أضيفت كما أسلفنا. الأب الأمير فهد والأم الأميرة علياء بنت المنذر وهي الزوجة الثالثة له أنجب منها فؤاد وفريد وآمال التي سيصبح اسمها "أسمهان" وكرجيه وماتت الأخيرة. أثناء حرب الدروز ضد الفرنسيين هربت الأميرة علياء بأولادها الثلاثة فؤاد وفريد وآمال إلي مصر.. ركبوا القطار من عكا بفلسطين ووصلوا إلي مصر عام 1923 ودخلوها بدون تأشيرة بعد اتصال ضابط جوازات القنطرة شرق بمكتب سعد باشا زغلول رئيس الوزراء الذي أمر بدخولهم إلي مصر واستأجروا شقة بشارع باب البحر بالفجالة والتحقوا بمدرسة الخرنفش لدراسة اللغة الفرنسية ثم اشتغل فؤاد في معمل أسنان وفريد تولي توصيل الطلبات للزبائن بواسطة دراجة وبقيت آمال "أسمهان" في المدرسة تغني مع كورال الكنيسة وتحفظ أغنيات منيرة المهدية وأم كلثوم. اشتغل فريد بعد ذلك كعازف عود بكازينو بديعة مصابني للعزف وراء إبراهيم محمود ولما مرض الأخير طلب فريد من بديعة صاحبة الكازينو أن يغني ووافقت علي ذلك بل وطلبت من الملحن والمطرب الفلسطيني يحيي اللبابيدي أن يسمح لفريد الأطرش بأن يؤدي أغنيته "يا ريتني طير لأطير حواليك" مع حذف بعض الكلمات الخارجة. غناها فريد الأطرش وسجلت في الإذاعة التي افتتحت 1934 وحققت نجاحا عظيما وهي الأغنية الوحيدة التي غناها فريد الأطرش من ألحان غيره.