"سجن الوصمة" فيلم وثائقي يعرض معاناة السجينات سواء داخل السجن أو بعد خروجهن. ويطرح سؤالاً هل يخاف المجتمع من السجينات رغم أن السبب الأول لدخول معظمهن هو "الفقر".. يعرض الفيلم أسباب دخول بعضهم فتحكي السيدة "سنيورة جيد" إحدي النزيلات أن زوجها أخذ بضاعة "للمتاجرة" وتوفي قبل سداد الدين ولم يجد صاحب المال أمامه إلا الزوجة لأنها ضامنة وبذلك دخلت السجن واستطاعت جمعية السجينات دفع المبلغ للتاجر وإخراجها من الغارمات. ولكن عند النظر لها نجد أن هناك عدة أشياء سابقة ولاحقة لتلك الواقعة "فسنيورة" بصمت وختمت علي أوراق وهي أمية؟! ومن هنا كان التعليم ومحو الأمية سبب أساسي في دخول بعضهن إلي السجن لأنهن لا يعلمون ما في تلك الأوراق وربما يكون بالأوراق أكثر كثيراً مما أخذوا!! ولهذا يجب علي المشرع أن يضع تشريعاً بألا يأخذ بالبصمة أو الختم إلا في المحكمة. أما السبب الرئيسي لبعضهن هو الفقر فالفقر دائماً يجعل هؤلاء عرضة للسجن من أجل زواج أولادهن لمجرد سلعة. أما اللاحقة فهي الوصمة التي تلحق بالسجينة أثناء وجودها بالسجن بعدم زيارة أهلها أو أصدقائها أو أبنائها والابتعاد عنها وطلاق بعضهن وهي في السجن رغم أنها دخلت بسبب ضمان الزوج!! ورغم أن السجن تهذيب وإصلاح وكثيراً منهن قضي فترة من العقوبة إلا أنهن يخرجن من السجن الأصغر إلي الأكبر وهو المجتمع وعدم ملاءمة البيئة الخارجية للتعامل معهن. وبذلك تكون منبوذة من الجميع وهذا يؤدي إلي ضغط نفسي غير عادي والكل في المجتمع يصبح حاكماً ويصدر قرارات من وجهة نظره دون الاستفسار بأنها غارمات وليست مجرمات فمنظومة التشريعات الخاصة بالمرأة السجينة تحتاج إلي تعديل لأن قانون العقوبات المعمول به منذ سنة 1937 أصبح غير ملائم ولهذا تنظر جمعية أطفال السجينات التي قدمت الفيلم الوثائقي إلي حالة الغارمة لأن تلك البصمة في السجن تؤدي إلي وصمة طوال العمر ومن هنا أنشأت ورش عمل لتأهيل السجينات علي حرفة "الحياكة" وجعل لهن مصدر رزق سواء داخل السجن وإلحاقهن ببعض الورش بعد خروجهن لتوفير حياة كريمة وعدم قبول أفراد المجتمع بتشغيلهن وتقوم وزارة التضامن بإشراكهن في معرضها السنوي بمنتجاتهن ولكن الوصمة تظل تلاحقهن في زواج بناتهن أو أهلهم ولفظ المجتمع لهن. وتهتم الجمعية في المقام الأول بأطفال السجينات خاصة لأنهن يلدن في السجن أو تأخذ وطفلها رضيع ويظل معها داخل السجن لمدة فطامة وهو عامين وتكون الأم بذلك بين عذابين سجنها وترك طفلها ودائماً الإرادة السياسية هي الحل الأكبر لأي مشكلة مجتمعية لذلك أصدر الرئيس السيسي قانوناً بقرار وهو رفع سن الحضانة من عامين لأم الطفل إلي 4 أعوام ووقف عقوبة الإعدام علي المرأة الحامل إلا بعد سنتين من وضعها للطفل بدلاً من شهرين في القانون القديم. وأيضاً قام بفك عدد من الغارمات عن طريق القوات المسلحة وقت ان كان وزيراً للدفاع.. فهؤلاء الأطفال بلا سبب لتحمل تلك الصعاب التي يمكن أن تحل بشيء من البحث للمؤسسات الأهلية ولكن عليها أن تحلق خارج السرب فالأطفال مظلومون والأمهات لم يرتكبن ذنباً عظيماً سوي البحث عن إسعاد بناتهن وشراء أشياء بالتقسيط.. كل ذلك جسده الفيلم بصوت الكاتبة نوال مصطفي للتعبير عن واقعة كل منهن من خلال السيناريو والحوار التي قامت بتقديمه وإخراج محمد زكي وعرض مشاكل سجينات الفقر وتأثيرها علي المجتمع.. ولكن علينا أن نسأل أنفسنا أن في بعض الدول مثل هولندا أغلقت سجونها لعدم وجود مجرمين فهل تستطيع مصر في المستقبل أن تصل إلي هذا للسجينات الغارمات فقط وليس بقية المجرمات؟!