تمر علي بورسعيد بعد غد الذكري ال 60 لجلاء العدوان الثلاثي "فرنساوانجلترا وإسرائيل" عن مصر. بعد ان سطرت المقاومة الشعبية في المدينة الباسلة ملحمة نضال وكفاح شارك فيها الشباب والنساء والرجال والأطفال لصد هذا العدوان الغاشم عن مصر. ليبعث للأجيال القادمة رسالة من تحت الثرا يحكي حكاية شعب قاوم الاحتلال. ضحي بكل ما يملك من أجل تراب الوطن مسجلاً ملحمة في البطولة والفداء. حكي عنها العالم. وأجبر العدوان علي الرحيل واطلق عليها بورسعيد بالمدينة الباسلة. يقول الكاتب الصحفي الراحل مصطفي شردي الذي سجل بعدسة كاميرته أحداث العدوان منذ اللحظة الأولي حتي رحيلها. وكيف انه أخبر القيادة السياسية بوصول أساطيل الدول الثلاث إلي ميناء بورسعيد. مؤكدين له أنه مجرد تهويش ولن يستطيعوا الدخول للمدينة. إلا ان المفاجأة كانت في حرق المدينة بقنابل النابالم من الطائرات ومحاولة اقتحام المدينة من البحر. إلا ان مقاومة أهالي بورسعيد التي دامت لثلاثة أيام منعتهم من النزول. حتي تمكن الجيش المصري من الوقوف عند منطقة الفردان ومنع تقدمهم للسيطرة علي قناة السويس حتي تدخل الاتحاد السوفيتي وقرر توسيع نطاق الحرب مهدداً بضرب الدول المعتدية علي مصر وهنا جاء الانسحاب بعد شهرين. يقول الرفاعي حمادة 93 سنة عضو مجلس الشعب الأسبق ان بورسعيد ضربت المثل في التضحية والفداء ودفعت ضريبة الدم. لحماية الوطن. ضد العدوان الثلاثي. ودفع شقيقي المجند الأصغر في الجيش المصري حياته برصاصة من العدو وهو يحمي القنصلية الايطالية. المكلف بحراستها. ولم يخلو منزل في بورسعيد إلا وبه شهيد أو اثنين في مقاومة الاحتلال. وقد كرمتها الدولة بأن ذكرتها سنوية في عيدها القومي. الذي كان محطاً لزيارة رئيسا مصر السابقين عبدالناصر والسادات. وإقامة عروض عسكرية. وعرض رياضي من طلبة المدارس. ومن فعاليات الاحتفال تناول سيرة الاحتلال والاحتفال بوضع أساس لعدة مشروعات للبدء في تنفيذها. وينتهي بخطاب الرئيس عبدالناصر لشعب بورسعيد في مؤتمر شعبي كبير وكبار رجال الدولة تقديراً لدور أهالي بورسعيد وما تكبدوه من خسائر في حماية الوطن. ويذكر التاريخ كيف استقبل أبناء بورسعيد الرئيس عبدالناصر في زياراته للمدينة. وكان الأهالي يصتفون علي جانبي الطريق لعدة كيلو مترات أثناء زيارة الرئيس السادات للمدينة. ولم ينسوا له قراره بتحويل بورسعيد لمدينة حرة. أما الرئيس الأسبق مبارك فقد تجاهل عصره للمدينة واقتصر علي إرسال تهنئة لأهالي بورسعيد في المناسبة. يقول سامي هويدي 92 سنة المؤرخ البورسعيدي ومدير العلاقات الخارجية بمحافظة بورسعيد بعد الحرب أتذكر كيف كانت بورسعيد محطاً لمقابلات الرئيس عبدالناصر لزعماء وسفراء عدد من الدول الأجنبية وتمتعت بشهرة عالمية ظلت تفخر بها لسنوات طويلة. ويضيف هويدي ان الملحمة الوطنية التي شهدتها بورسعيد تمثلت في المقاومة الشعبية التي أيدتها الشرطة والجيش. وكانت حائطاً قوياً لصد العدوان الثلاثي ورحيله عن مصر. ثمن الفن والثقافة روح الوطنية في أجيال بورسعيد من خلال الأشعار والألحان التي ألفها الشعراء خلال وبعد الحرب. تحكي بطولات الفدائيين عسران ومهران وذنجير والألفي. وزينب الكفراوي. وأم علي وجواد حسني. ويحيي الشاعر. ومصطفي الصياد. وأمينة شفيق. وحميدة هلال. وآلاف غيرهم. نجحوا في تكبيد جنود الاحتلال خسائر كبيرة. أهمها أسر القائد الانجليزي "مور هاوس" ابن شقيق ملكة انجلترا. وقتله. يقول الشاعر كامل عيد 85 سنة. تحولت كلماتنا إلي أشعار. ثم إلي رصاص اشعل النيران في قلوب الأهالي. فتحولت البيوت والمصانع والمستشفيات إلي معسكرات للفدائيين. ومخازن للسلاح. ومن بين الأغاني التي خلدتها الذكري علي "أنغام السمسمية" التي تسجل بالإعجاب والتقدير لأهالي وشعب المدينة الباسلة في واحدة من أهم الملاحم الوطنية في تاريخ مصر الحديث. أبناء بورسعيد وهم يستعيدون ذكري الانتصار والملحمة التي تسمي عيد النصر أحد أعيادنا القومية التي رعاها الزعيم جمال عبدالناصر والرئيس السادات يتمنون عودة الاحتفالات كي تعرف من خلالها الأجيال الجديدة ان بورسعيد صنعت ملحمة انتصار خالدة.