سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فرسان في بلاط "الجمهورية" رضا مصطفي "التجهيزات الفنية": 14 ساعة نرتب الحروف يومياً û سيد عبدالسلام "الجمع الآلي": التكنولوجيا في الثمانينيات سهلت العمل
تحتفل دار التحرير للطبع والنشر بعيدها ال 63 وسط جنودها المجهولين من الإداريين والأمن وعمال التجهيزات الفنية والجراج والتوزيع وهم من أعمدة المؤسسة ربما لا يعلم عنهم القارئ شيئاً إلا أنهم لبنات هامة في صدور الجريدة لا يمكن الاستغناء عنها. رضا مصطفي من قسم التجهيزات الفنية معاش منذ عام 2006 يعود بذاكرته للوراء ويقول كنا نعمل في مطبخ الجرنال "الصالة" بقسم العناوين أيام المطبعة القديمة وكانت تأتي الصفحات بالرصاص ونقوم باستخراج العناوين وبعد ذلك حدث عملية تطوير وانتقلنا من الصالة إلي قسم التنفيذ ومنه إلي صالة التجهيزات الفنية مشيراً إلي أن السمة السائدة في ذلك الوقت الحب والمودة والتعاون بين جميع الزملاء كبيراً وصغيراً وأتذكر أن رئيس مجلس الإدارة كان دائماً بجانب العمال والإداريين ويحبهم ويشجعهم علي العمل لرفع شأن مؤسستنا الصحفية مضيفاً أن تلك الأيام لن تعوض وأطالب جميع العاملين بالمؤسسة بجميع فئاتهم بأن يضعوا نصب أعينهم "الجمهورية" ويحافظون عليها لأنها هي صاحبة الفضل الكبير علينا جميعاً "ولحم أكتافنا من خيرها". ويقول الحاج سيد عبدالسلام عملت في التحرير للطبع والنشر 44 عاماً منذ عام 1960 بقسم الجمع الآلي بالصالة حتي خرجت علي المعاش وأنا رئيس القسم مع الحاج أحمد طنطاوي وكانت طبيعة العمل في تلك الأيام مرهقة لأننا كنا نعمل علي ماكينة بها خزانة حروف يتم تجميعها في تابلوهات وكانت الوردية تبدأ من الثانية ظهراً حتي فجر اليوم الثاني يتم خلالها تجهيز الطبعة الأولي والثانية وكنا نعيش حالة من المودة والانسجام بين جميع العاملين داخل وخارج القسم ومرت علينا أيام صعبة كثيرة ولكن روح التعاون والمثابرة كانت هي الفيصل في حل أي مشكلة مهما كانت وشهدت تطوير القسم وإنشاء التجهيزات الفنية في مطلع الثمانينيات باستخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة في تلك الفترة وهذا سهل كثيراً من مهمة العمل مضيفاً أنه تعامل مع كبار الصحفيين والكتاب منهم الأستاذ مصطفي بهجت وإسماعيل الحبروك وإبراهيم نوار وأنه في المؤسسة منذ عهد الأستاذ عبدالمنعم الصاوي رئيس مجلس الإدارة ثم جاء الأستاذ محسن محمد وشهدت المؤسسة طفرة كبيرة في عهده وزادت المبيعات ثم تولي الأستاذ سمير رجب رئاسة مجلس الإدارة والتحرير حتي خرجت علي المعاش في تلك الفترة عام .2004 ويعود كارم محمود بذاكرته إلي الخلف قائلاً بدأت العمل بالمؤسسة في عام 1969 حتي عام 2011 في أول عملي كان القسم يسمي "بقسم التبييض" وكان الأستاذ فتحي غانم رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير للمساء في ذلك الوقت وتولي بعده الأستاذ بهجت بدوي ومن أجمل الأيام التي عايشتها في داخل المؤسسة حيث قمت بالعمل مع الأستاذ حمدي النحاس بتنفيذ "الكورة والملاعب" كما شرفت بالعمل مع الأستاذ عبدالرحمن فهمي في تنفيذ جريدة الأهلي وكان في ذلك الوقت سكرتير تحرير المساء الأستاذ مختار أمين مؤكداً علي أن هذه الأيام لا تعوض فكانت الصداقة والأخوة شعار الكل وعن طبيعة العمل يقول كنت أعمل التجهيزات بقسم التبييض "الصف بالرصاص" وكانت عملية صعبة ومرهقة حتي تم تطوير القسم في عام 1983 وأصبح يسمي بالتنفيذ واستخدم الورق واللزق "البروميد" لاتمام عملية تجميع الصفحة وكانت عملية أسهل من السابقة ولقد تم تطوير القسم مرة أخري وتم تسميته "بالتجهيزات الفنية" وشملت الجمع الفيلمي والفوتوشوب وأصبح العمل علي أجهزة الكمبيوتر وأصبح أساس الجريدة ومنه إلي المطبعة وبالطبع مرت علينا أيام صعبة ولكنها مرت بسبب حالة الحب والود بين الجميع والأيام الجميلة كثيرة خاصة لو تجمعنا أيام الأعياد والمناسبات في العمل وما أجملها من أيام ليتها تعود. ويحكي يحيي عبدالحميد رئيس جراج الجمهورية أنه عين في مايو 1962 بالجراج وكانت الأوضاع علي "قد الحال" والموارد بسيطة حيث كان يتم احضار "الموبين" بكر الورق الخاص بطباعة الجريدة علي عربات الكارو من مصر القديمة إلي المؤسسة وعدد السيارات بالجراج لا تتعدي 10 سيارات وزاد عددها بمرور الوقت في عهد الأستاذ محسن محمد والأستاذ سمير رجب وأتذكر أن عدد النسخ المطبوعة من جريدة الجمهورية في العدد الأسبوعي كان يصل إلي مليون نسخة وكانت تسود حالة من الحب والود والاحترام بين جميع العاملين بالجراج ومع الزملاء الصحفيين وخرجت معاش عام 2004 بمدة خدمة داخل المؤسسة 42 عاماً ولم يحدث أي خطأ تجاه أي زميل بالجراج ولم تحدث أي مشكلة مع أي صحفي حيث كان شعارنا هو العمل كفريق واحد كلنا نعمل من أجل مصلحة جريدتنا وأتمني من الزملاء الذين مازالوا في الخدمة أن يحافظوا عليها وتظل هي صوت الشعب ونبض الشارع حتي يتسلمها الأجيال القادمة كما تم تسليمها لهم وهي شامخة. ويقول ساعي عبداللطيف تم تعييني بإدارة الأمن في مايو 1978 في عهد الأستاذ محسن محمد رئيس مجلس الإدارة وكان مدير الأمن في ذلك الوقت محمد عبدالعظيم وكان العمل في هذا القطاع المهم في المؤسسة شرف لي وأتذكر واقعة في عهد الأستاذ سمير رجب وهي تهريب "الموبين" بكر الورق وتم السيطرة عليها عن طريق أمن المؤسسة كما أتذكر الأيام الذهبية للجمهورية عندما بلغت النسخ المطبوعة في الأيام العادية أكثر من 650 ألف نسخة وفي العدد الأسبوعي لأكثر من مليون نسخة وكانت نسبة المرتجع لا تتعدي 10% أو 15% والدليل علي ذلك كان بائعو الجرائد يحتشدون بشارع نجيب الريحاني أمام الجريدة للحصول علي الحصة الخاصة بهم وكان المسئول في ذلك الوقت عن طبع وتوزيع الجريدة الأستاذ عبدالحميد حمروش عضو مجلس الإدارة المنتدب وكان هناك أيضا بعض المسئولين بشركة الإعلانات المصرية ومنهم عبدالسلام خضر وزكريا عامر والأستاذ محمود رشيد مدير عام المصرية والأستاذ يوسف فريد مدير عام إعلانات الشرقية كانوا خير عون لجميع العاملين ليس بالمطبعة أو الإعلانات ولكن عون للجميع وكانت تربطنا صداقة قوية بينهم وكان التعامل ليس مسئول لموظفين لديه ولكن علاقة الأخ لأخيه ولا أتذكر أنه حدث عطل بالمطبعة حيث كان العمل يسير علي خير ما يرام وكانت هناك مطبعة أخري "الروتاتيف" وكان يطلق عليها بالمطبعة الأسطورة بالمبني القديم وقد خسرتها المؤسسة بعد أن رحل الأستاذ سمير رجب عنها. عطية يوسف رئيس السويتش سابقاً والجميع يعرفه في المؤسسة كبيراً وصغيراً يقول تم تعييني عام 1980 كعامل في السويتش لمدة 13 عاما حتي تم ترقيتي إلي رئيس القسم في 1993 بترشيح من الأستاذ سمير رجب الذي كان في ذلك الوقت رئيس مجلس الإدارة وعندما علمت بالأمر ترددت لخوفي من تحمل مسئولية ولكن قبلت الترقية لأنها جاءت عن طريق شخصية نكن لها جميعاً كل احترام وتقدير ومر السويتش بالعديد من التطوير والتحديث علي مر السنين حيث كنا نعمل بالنظام القديم "القرص" حتي تم تغييره لنظام "الأتوماتيك" وظل هذا النظام يعمل في المبني القديم ولكن عند انتقالنا إلي المبني الجديد في عام 2004 تم تطوير السويتش بوضعه الحالي وأدخلت أحدث التكنولوجيا عليه وكانت طبيعة العمل يحكمها الحب والاحترام بين عمال السويتش والصحفيين فكانت ذكريات جميلة لم تمر بأي عواصف بل الكل كان يخدم الآخر من موقعه ولا يتردد أي فرد في مساعدة الآخر.