بعد ان طرح المطرب الشعبي أحمد عدوية أغنية المتسلطن علي اليوتيوب وأعلن انتهاءه من تسجيل البومه الغنائي الجديد والذي يعود به للساحة بعد طول غياب عن تقديم البومات جديدة فوجيء عدوية بهجوم شديد من الملحن حلمي بكر يطالبه فيه بالتوقف عن الغناء بسبب ظروفه المرضية التي يعاني منها والتي تؤثر كثيراً علي صوته وتمنعه من الغناء بشكل جيد وهو ما اعتبره كثيرون قسوة شديدة من بكر علي عدوية خاصة وان الأجهزة التي استخدمها عدوية لتحسين الصوت هي نفس الأجهزة التي يستخدمها مطربون كثيرون مشاهير لحن لهم حلمي بكر نفسه ولم يطالبهم بالاعتزال في حين وجه سهامه لأحمد عدوية صاحب التاريخ الطويل فنياً في حين رأي آخرون ان بكر عنده حق في هذا النقد لأن صوت عدوية تأثر كثيرا بسبب ظروفه المرضية.. عموما فرب ضارة نافعة فقد حققت اغنية المتسلطن التي طرحها عدوية علي اليوتيوب منذ منتصف نوفمبر الماضي أكثر من مائة الف مشاهدة وكأن هجوم بكر خلق حالة من التعاطف العام سينعكس علي ألبومه الجديد.. وبين مؤيد لما قاله حلمي بكر ومعارض طرحنا السؤال متي يعتزل الفنان ويترك المساحة.. وهل هناك سن محددة للاعتزال. ُفي البداية أكد الموسيقار الكبير محمد سلطان قال انه لا يوجد سن محددة لاعتزال المطرب أو الفنان لفنه فهو من يحدد هل يستمر أم يعتزل لأنها مسئوليته الاولي والأخيرة يتحملها بنفسه وهو الوحيد الذي يقرر متي يعتزل ولا يجب ان أقول لفنان اعتزل الغناء مثلا فهو من يتحمل مسئولية نفسه وهو الادري ولا أري انني من الممكن ان اقول لفنان اعتزل. قال ان الملحن الكبير حلمي بكر كلنا نحترمه ونحبه جداً فهو قيمة كبيرة ويريد ان ينصح عدوية ويريد له الخير ولكن يفضل ان يقرر عدوية ذلك بنفسه بشكل فني محض. قال انني اوجه كلامي لحلمي بكر لا تتعب نفسك في مثل هذا الكلام والأمر متروك لصاحب الشأن موضحا ان حلمي بكر قال هذا الكلام لأنه فاهم وفي المقابل هناك قسوة والأفضل ان يتركه يأخذ نصيبه وحظه فربما يحتاج للعمل والتواجد كل إنسان ادري بظروفه. مشيرا إلي ان ما قاله حلمي بكر لا يعدو ان يكون وجهة نظر تحترم والقرار لعدوية. أشار إلي انه لا توجد سن محددة ولا يمكن ان نطالب أحداً بالاعتزال. المطرب د. أحمد إبراهيم قال ان الموهبة والصوت لا يشيخ والفنان ممكن يصاب بالعجز لكن صوته يظل يعطي فقد يتغير في الكلام لكن لا يتغير في الغناء بدليل كارم محمود والنقشبندي ومصطفي إسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد في قراءة القرآن الكريم فهي أصوات حافظت علي نفسها. قال ان الصوت قد يتأثر بالتعب العام أو المرض لكن الموهبة لا تشيخ تظل تلازم الفنان حتي وفاته المهم ان يستطيع توظيفها بشكل صحيح سواء في الكلمات أو الالحان. أضاف ان الظروف الصحية قد تدفع الفنان للاعتزال أو الدخول في منطقة صوت جديدة غير المنطقة التي تعود الجمهور غناءه فيها وقد ساعدت تقنيات الصوت الحديثة علي التغلب علي الكثير من مشاكل الصوت فهناك برنامج للصوت اسمه "أوتينون" يستطيع مهندس الصوت بالماوس ان يعلي النغمة أو يخفضها في الصوت حتي لا يحدث نشاز وهناك أصوات كثيرة تغني فيديو كليب ولا تغني إلا من خلال أجهزة الصوت ولا تغني لايف وخاصة الاصوات النسائية ولكن تظل الموهبة الطبيعية افضل من المصطنع. قال ان الموسيقار الكبير الراحل محمد عبدالوهاب مر بهذه الظروف فقد كان صوته رنان "تينور أول" وهي الاقوي في الصوت الرجالي وبعد ظروف صحية معينة وفترة احتجاب للصوت عاد عبدالوهاب ولكن بمنطقة جديدة ونغمة صوت جديدة وهي منطقة "الباريتون" وغني من خلالها "ضي ضي".. و"انت انت" ولا مش انا اللي ابكي وغيرها من الاغاني وقد كان في السابق يغني منطقة اخري مثل ادائه في الليل لما خلي وغيرها. قال ان أحمد عدوية صوت صداح ورنان ملأ الدنيا غناء وأداؤه يدرس سواء اتفقنا أو اختلفنا مع اغانيه لكن صوته لا يختلف عليه اثنان وحدثت له مشكلة مرضية وعاد بمنطقة غناء اخري تختلف عن اغانيه القديمة فهو يغني ما يناسب صوته الآن قال ان الاعتزال لظروف صحية لو الأمر تطلب ذلك لكن طالما قادر علي العطاء بآلياته الجديدة فلا بأس المهم تطويع امكاناته في حدود المتاح وادعو الملحنين والمنتجين ان يقدموا اغاني لعدوية في منطقة صوته الحالية وعن الاعتزال للفنان بشكل عام قال ان هناك نماذج كثيرة للفنانين مثل عميد المسرح العربي يوسف وهبي كان صاحب فرقة للتمثيل باسمه وانتج أفلاماً وكان البطل الاول ومع تقدم سنه بدأ يقدم الادوار التي تناسبه وطوع موهبته وليس شرطا ان يكون البطل من الجلدة للجلدة.. المهم يكون له بصمة حتي يحافظ علي اسمه ويستمر بشكل حقيقي لا ان يكون الاستمرار من أجل الاستمرار.