لأننا شعب متفائل بطبعه وأصحاب مبدأ تفاءلوا بالخير تجدوه عندما حاولت بعض سلاسل كبري الشركات العالمية كسر حالة الركود التي يعيشها السوق المصري خاصة بعد انخفاض قيمة الجنيه المصري لأكثر من النصف أعلنت عن موسم جديد للشراء والذي توافق في هذه الفترة مع مناسبة عيد الشكر في أمريكا ودول أوروبا وهي الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر والمعروفة باسم الجمعة السوداء والذي يعد بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد ولكننا في مصر أطلقنا عليه الجمعة البيضا. في هذا اليوم تقوم أغلب المتاجر في العالم بتقديم عروض وخصومات كبيرة غير مسبوقة حيث تفتح أبوابها مبكراً وقبل موعد الافتتاح يتجمهر المواطنون أمام المتاجر ليفوزوا بالخصم الكبير قبل أن تنفد البضاعة. ولأن تجمهر المواطنين تسبب في ازدحام الشوارع وارتباك المرور أطلق رجال المرور علي هذا اليوم الجمعة السوداء لأنه أصبح مصدر ازعاج وحوادث طرق ومشاكل عديدة أمام مهام وظيفتهم ومن هنا جاء اسم الجمعة السوداء. في بلدنا لأنها المرة الأولي التي تطبق فيها مناسبة الجمعة السوداء أو البيضا حتي لا نكون مصدر شؤم علي أهالينا تجمهر فعلاً المواطنون أمام أبواب المحلات قبل موعد الافتتاح ليفوزوا بالخصم الكبير قبل غيرهم وفي منتصف اليوم أغلقت كثير من المحلات أبوابها لمنع دخول مواطنين جدد بعد أن بلغ الزحام حده ولم يعد هناك موضع لقدم جديدة وقبل أن ينتهي اليوم فرغت المحلات وأصبحت خاوية من أي بضاعة. الغريب أن هذا الكم الغفير من المواطنين اشتري بالفعل المعروضات رغم أن نسبة الخصم أقل بكثير من النسبة المعلن عنها ولكن الأهم من ذلك هل هذه السلع والمنتجات التي نفدت بعد ساعات يحتاجها هؤلاء المواطنون فعلاً أم أنه شراء الفرصة كما يحلو للبعض تسميته. المتابع لحركة البيع والشراء في مصر سواء في الجمعة البيضا أو السوده أو التي بدون لون يتأكد أن مصر تضم كما كبيرا من الأثرياء يبحثون عن أي فرصة لدفع أموالهم فيما يحتاجون أو لا يحتاجون رغم أنني علي يقين بأن هناك فئة من المواطنين يتعذر عليهم توفير ما يشبعهم من الطعام أياً كان نوعه.