رغم ما لدينا من ثروة هائلة من الترع والمصارف المائية التي تأخذ من نهر النيل لتروي الأراضي الزراعية وعطش الانسان والحيوان إلا أنه للأسف في الآونة الأخيرة تدهورت حالة الترع والمصارف ولم تعد مياهها نظيفة كما كانت فقد تحولت معظمها إلي مقالب قمامة وموطن للتخلص من الحيوانات النافقة فضلا عن الكثير من القري محرومة من الصرف الصحي فتلقي بحمولتها بالترع لتنقل لنا الأمراض المستوطنة من خلال الشرب أو الأكل ناهيك عن عطش الأراضي الزراعية من ندرة المياه وتبوير الأراضي الزراعية التي نحن في أمس الحاجة لخيرهاوهذا التراجع يرجع لغياب وزارة الري لتطهير الترع وأيضاً غياب الارشاد الزراعي لقتل الثروة الزراعية التي كانت تغنينا عن السؤال وتوفر لنا قوت اليوم. يقول محمد عبدالحميد- مزارع- ان حال الترع أصبح سيئاً للغاية بعد أن تحولت لبؤر للتلوث ونقل الأمراض لغياب الرقابة من وزارة الري لتطهير الترع والتي ساهمت بشكل كبير في دفع المواطنين للتخلص من مخلفاتهم بالقائهم بالتبرع بعد أن هجرتها المياه النظيفة. ويضيف صلاح حسب الله- موظف- نظرا لعدم وجود شبكة صرف صحي بالقرية تحولت ترعة الشامي وأبوالمنجا لمصرف لطرنشات المنازل والحيوانات النافقة فضلا علي قيام الأهالي التي تقع منازلهم بجوار الترع قاموا بمد مواسير الصرف الصحي مباشرة دون اللجوء للطرنشات مما يشكل خطورة قصوي علي حياة المواطنين. ويوضح حسين الصعيدي- معاش- ان مصرف كوم أشفين الذي يمر بقرية ناي ونوي وأبوالمعاطي وهذه المنطقة تضم العديد من بساتين الفاكهة والأراضي الزراعية والكتل السكانية حيث يلجأ المزارعون بريها بمياه الصرف الصحي نتيجة النقص الحاد لمياه الري. يشاركه الرأي سيد حلمي- عامل- قائلاً ان معظم الأراضي الزراعية بالقرية يتم ريها بمياه الصرف الصحي لتواجده الدائم ونظرا لتباعد فترات نوبات الري وندرة مياه الري النظيفة للترع وارتفاع تكاليف الري بالمياه الجوفية. أما سعيد السيد- محام- فيقول انهارت الترع والمصارف وبالتبعية الجسور بسبب غياب المسئولين الذين لا يحركون ساكنا والتطهير أصبح غائبا مما ساعد غالبية الأهالي لردم الترع والاستيلاء علي الجسور وأغلقت منابع الري وان وجدت تتحول إلي بؤر تلوث. ويطالب السيد متولي- مزارع- من الجيزة بضرورة اجراء عمليات التطهير للترع والمصارف بشكل منتظم واتخاذ الاجراءات القانونية تجاه حالات التعدي علي الترع والمصارف والجسور بالاضافة الي تبطين هذه المصارف وتحجيرها لحمايتها من الانهيار حفاظاً علي الأراضي من البوار. محمد عبدالفتاح- مزارع- يشير إلي ان المشكلة تكمن في عدم التطهير بشكل دوري فضلاً علي القاء المخالفات الناتجة من التطهير علي جانبي الترع والمصارف مما يعوق حركة السير وانبعاث الروائح الكريهة واضطرار المزارعين الي إعادته مرة أخري للمجري المائي. أما عبدالحميد الشحات مزارع- يقول اننا نعاني من نقص مياه الري وعدم وصولها الي نهاية معظم الترع مما أدي إلي جفافها وتعرض الزراعات للجفاف بسبب نقص المياه وارتفاع تكلفة الري بالمياه الارتوازية التي يمكن ان تستخدم كبديل مما تسبب في تبوير غالبية الاراضي الزراعية. ويضيف السيد شعيرة- مدرس- الي أن قلة المياه بالترع وتلوثها تسبب في اهدار الثروة السمكية كما تساهم بشكل كبير في سد الفجوة الغذائية والمساهمة في خفض أسعار الاسماك نظراً لكثرة المعروض ولكن الان أصبحنا نستورد كمية كبيرة من هذا المنتج. ويري وائل عمر عامل ان مصرف كفر شبين مثلاً يشكل أكبر تهديد علي حياة سكان القرية والقري المجاورة لها لارتفاع نسبة الملوحة والبكتريا الضارة بهذا المصرف بالاضافة إلي الرائحة الكريهة لمياهه ونظرا لنقص مياه الري النظيفة يتم ري معظم الأراضي الموجودة علي جانبي المصرف من مياهه والنتيجة خضروات وفاكهة ملوثة مما تسبب في إصابة عدد كبير من المواطنين بالفشل الكلوي والتهاب الوبائي والسرطان. ويناشد أحمد عبدالظاهر عامل المواطنين عدم القاء المخلفات أو الحيوانات النافقة بالترع والمصارف حتي لا يحدث انسداد لها كما طالب المسئولين بضرورة تغطية الترع الواقعة في نطاق الكتل السكنية وتنظيفها وإزالة الرواسب والحشائش وورد النيل بها بصوة دورية لضمان وصول المياه اليها بشكل يسهم في الحفاظ علي الاراضي الزراعية وزيادتها.