نشرت وسائل الإعلام الأخبار والصور وتحدثت عن ظهور القمر في حجم أكبر وتابع الناس الأمر وامتد السهر لرؤيته حتي مطلع الفجر وهي ظاهرة تتكرر كل شهر. لكن أثرها لا يظهر إلا باجتماع الحضيض مع البدر. اقترب القمر من الأرض الاثنين الماضي 14 من صفر 1438ه . 14 نوفمبر 2016م ظهر أكبر من حجمه العادي بنسبة 14% ودرجة لمعان أوضح بنسبة 30%. يطلقون عليها ظاهرة القمر العظيم أو العملاق أو "السوبر مون super moon" بالانجليزية والأقرب إلي الواقع وصف "القمر الكبير". لم يظهر القمر بهذا الحجم أو القرب من الأرض منذ 26 يناير 1948 "68 عاما". تتكرر هذه الظاهرة من 3 - 6 مرات وتتضح في نوفمبر لصفاء سمائه. يدور القمر علي مدار بيضاوي حول الأرض مرة كل شهر "28 يوما تقريباً". كان الاقتراب الأول هذا العام في 16 أكتوبر 2016 ويأتي الثالث 14 ديسمبر .2016 تابع الملايين الظاهرة عبر الشاشات والصحف وتسابق المصورون والهواة في تسجيلها وفضل البعض بالرؤية المباشرة وكانت أوضح في المناطق الخالية والعالية التي لا يعترضها حجر أو شجر أو بشر. وهي ظاهرة لا يترتب عليها كوارث طبيعية أو مظاهر سلبية أو تغيير في الطقس باستثناء رأي يقول بنقص معدلات النوم بنسبة من 5 - 20 دقيقة. يقع القمر علي بعد 384.400 كم تقريباً من الأرض. فنقص خلال الظاهرة بنسبة 400.35 كم تقريباً. تتكرر الظاهرة نظرياً كل شهر عندما يهبط القمر في الأفق أثناء دورته إلي نقطة "الحضيض" لكن الأثر لا يظهر إلا باكتمال القمر "البدر" وتسمي أبعد نقطة عن الأرض "الأوج". تتكرر الظاهرة بنسب متفاوتة كل 18 سنة تقريباً. وصل القمر إلي أقرب نقطة من الأرض الساعة 11.23 قبل الظهر "جرينتش" 23 كم2 بالتوقيت المحلي. يعود القمر إلي نفس الاقتراب تقريباً في 25/11/2034 "356.512". وفي 19 مارس 2011 اقترب القمر من الأرض بصورة واضحة. - يبلغ قطر الأرض 12.742كم - وقطر القمر 3474 كم وللأرض قمر واحد "المريخ قمران وزحل 18 قمرا" هو خامس أكبر أقمار المجموعة الشمسية وهو الأول في حجمه بالنسبة لكوكبة "قطره ربع قطر الأرض" وهو أكثر الأجرام السماوية لمعاناً. لا يوجد ماء علي سطح القمر وربما وجد علي شكل جليد "إن وجد" يعكس ضوء الشمس ويساعد علي لمعانه وان الوجه المواجه للأرض بركاني وداكن تترتب ظاهرة المد والجزر علي جاذبية القمر عند اكتماله وترتفع مياه البحر بسبب جاذبيته المغناطيسية. ورد ذكر القمر في القرآن الكريم 26 مرة والشمس 33 مرة وهناك سورة تحمل اسمه "سورة القمر" وأيضاً "سورة الشمس". ترتيب سورة القمر في المصحف الشريف رقم "54" وآياتها "55" مكية نزلت بعد الطارق. تقول آيتها الأولي "اقتربت الساعة وانشق القمر" "القمر 1" تشير إلي معجزة انشقاق القمر في سماء مكة في صدر الدعوة الإسلامية طلب أهلها من النبي الكريم صلي الله عليه وسلم أمرا خارجا علي المعتاد فكانت الواقعة التي ظهر فيها القمر في شقين. كل منهما في ناحية. ثم عاد سيرته الأولي. وقد أشارت بعض الصور الفضائية إلي ما يؤكد هذه الواقعة. قال النبي صلي الله عليه وسلم: "الشمس والقمر آيتان من آيات الله. لا يخسفان لموت أحد" وأمرنا بالصلاة عند وقوعهما. وعن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلي الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين عند حدوث أي منهما كل ركعة بركوعين. وكان العرب يظنون في الجاهلية ان الشمس والقمر يخسفان لموت العظماء. يقول الإمام البوصيري في بردته "أشهر المدائح النبوية" في وصف النبي "صلي الله عليه وسلم" كالزهر في ترف والبدر في شرف والبحر في كرم والدهر في همم وتقول الأنشودة الدينية الشعبية: سيدنا النبي قمر قمر ارتبط الشعراء والأدباء والمحبون بالقمر وأضافوا في وصف جماله وأطلق الناس أسماء قمر وبدر وهلال علي بناتهم وأولادهم. وديانا هي آلهة القمر والصيد عند الرومان وأيضاً الفتاة الجميلة كالقمر. يقول أبو الطيب المتنبي في الغزل فالبدر يطلع من ضياء جبينه والشمس تغرب من شقائق خده ملك الجمال بأسره فكأنما حسن البرية كلها من عنده وصل القمر إلي نقطة الأوج "البعد" في 19 ربيع الثاني 1437 . 30 يناير 2016 علي بعد 404.540 ميل وبدأ أصغر من حجمه. ويصل الفرق بين الحضيض والأوج إلي 50.345 كم. يظهر القمر الكبير عند اصطفاف القمر والأرض والشمس عند نقطة الحضيض "الاقتراب" ووصل إلي أقرب نقطة خلال القرن العشرين 1912 "34 ألف كم من الأرض". يقول الحق في محكم التنزيل: "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون" "يس 40".