زيارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب المتوقعة للقاهرة.. لها قصة قديمة مشهورة... نعم الزيارة متوقعة بإذن الله... فقد وعد بها الرئيس المنتخب خلال زيارة الرئيس السيسي لامريكا... عكس المرشحة هيلاري كلينتون... تم توجيه الدعوة للرئيس المنتخب بمجرد ظهور النتيجة... دعوة رسمية للاتفاق علي موعدها... يؤكد جديتها بإذن الله. أول رئيس أمريكي زار مصر كان ريتشارد نيكسون في السبعينيات... نعم جاء روزفلت إلي مصر عام ...1945 ولكن لم تكن زيارة رسمية... بل جاء روزفلت مع تشرشل وستالين في طائرة واحدة في الظلام ومعهم قوة حراسة خاصة بهم... ولم يتم الاعلان عن هذه الزيارة... بل كان الزعماء يبحثون عن مكان لا يخطر علي بال أحد بعيدا عن الحرب التي كان مازال دخان الحرائق مشتعلة!!!... فاستبعد الزعماء أوروبا كلها مكانا للاجتماع وامريكا بعيدة وأقرب دولة تليق بهؤلاء المنتصرين.. زعماء العالم... العالم القديم والعالم القادم... يريدون الاجتماع لتوزيع "غنائم الحرب"!!! فاختاروا مصر وفندق مينا هاوس بالذات... البعيد عن قلب القاهرة واحيائها. لم تعلم مصر بهذه الزيارة الا قبل هبوط الطائرة التي تحمل الزعماء بساعات قليلة لكي يتم اخلاء الفندق من كل من فيه سواء نزلاء أو حراسة أو عمال أو سفرجية أو طباخين... حتي موظفي الحسابات وإدارة الفندق... فقد تولت قوة الحراسة المصاحبة للزعماء كل شيء. من الحكايات القديمة لهذه الزيارة أن الملك فاروق قرر أن يكون في استقبال الزعماء فرفضت السفارة الانجليزية لان التعليمات أن سيارات السفارة وبعض موظفيها فقط هم الذين سيقومون بكل شيء من لحظة وصول الزعماء إلي حين سفرهم... وبعد الحاح من السراي تقرر أن يقوم الملك فاروق وحده دون حراسة بزيارة الزعماء في الفندق في الموعد الذي سيتم تحديده وأن يقابل كل زعيم علي حدة في جناحه لمدة ربع ساعة بالضبط. إذن لم تكن زيارة روزفلت زيارة رسمية... ويعتبر نيكسون أول رئيس أمريكي يزور مصر. * * * لاحظ الرئيس السادات خلال ذهابه الي المطار لاستقبال نيكسون أن جماهير كثيرة علي الجانبين طوال الطريق... بل الشرفات والبلكونات مليئة بأهل البيت خاصة الشوارع التي سيمر منها الموكب... لذا طلب السادات سيارة مكشوفة للعودة من أجل هذه الجماهير... وعند وصول الرئيس نيكسون ومعه حرسه الخاص اعترض قائد الحرس الأمريكي علي السيارة المكشوفة... وأصر السادات عليها... فطلب الحارس الأمريكي وثيقة من المسئولين عن الأمن المصري بانهم يتحملون المسئولية... غضب السادات وصاح في استراحة المطار بانه هو المسئول عن الأمن طوال زيارة الرئيس الأمريكي... وقد كان. ألقي الناس الورد علي الموكب طوال الطريق... حتي أن السادات طلب من قائد السيارة الاقلال من سرعته ليعطي فرصة للجماهير لتحية الزائر الكبير. * * * وفي شرفة قصر القبة وقف نيكسون يخطب في الجماهير التي ملأت الحديقة وقال قولته المشهورة : نحن الرؤساء من كثرة زياراتنا الخارجية نشعر ونعرف اذا كان الاستقبال استقبالا شعبيا من تلقاء الشعب أم أنه استقبال حكومي حشدته الحكومة... من هنا سعادتي بكم لقد دخلتم قلبي. كان هناك مترجم من السفارة يترجم ما يقول.. بعد هذه الزيارة التاريخية... دبرت له اسرائيل تهمة ما خلعته من منصبه!!! ربنا يستر علي "اخونا ترامب"!!!