في رحلة العمر التي تنظمها "الجمهورية"

الأوائل قضوا يوماً كاملاً علي جبال الألب

في اليوم الثالث زار أوائل الثانوية العامة مدينة جارميش التي تبعد 90 كيلو متراً عن ميونيخ حيث قضوا يوماً كاملاً فوق أعلي قمة علي جبال الألب والتي تقع وسط مثلث يطل علي النمسا وسويسرا وألمانيا وحيث ترفع كل دولة علمها علي خطوط التماس.. وتعتبر جارميس أقرب مدينة لسالبورج أول مدن النمسا والتي تضم المنطقة الجبلية بها عشرات الأنفاق والطرق التي اختبأت فيها الجيوش النازية إبان الحرب العالمية الثانية.. وقد اختفي هتلر في هذه الأنفاق بعد هزيمته في الحرب أمام جيوش الحلفاء.
2992 متراً ارتفاع جبال الألب في جارميش وتبدأ رحلة الصعود إليها عبر قطارات جبلية صممت قضبانها علي طريقة الدبابات.
زحام شديد شهدته المنطقة التي يأتيها سكان إيطاليا وألمانيا والنمسا وسويسرا وسلوفينيا لممارسة رياضة تسلق الجبال والتزلج علي الجليد ووسط الزحام تنتشر بيوت المزارعين شديدة الجمال حيث يهتم أصحابها بتزيينها بالورد الملونة وتمتد أمامها مساحات شاسعة من الأخشاب التي قطعت في فصل الصيف وتركت حتي الشتاء لتجف تمهيداً لبيعها.. حيث يتركون ماشيتهم لترعي عبر مساحات واسعة يربط بينها وبينهم أجهزة إنذار تخبرهم عن مكانها.. ومن ثم استدعائها إذا ابتعدت.
وقد أقيمت في جارميش دورة الألعاب الأولمبية الشتوية مرتان حيث تمتاز بأنها أكبر مناطق ألمانيا في نسبة الثلوج وهي مرشحة لدورة .2024
واقتصاد المدينة يعتمد علي سياحة التزلج علي الجليد ولذلك فهي عامرة بالموتيلات الصغيرة حيث تقتصر السياحة فيها علي العطلات ونهايات الأسبوع.
بحيرة أيب زي
من بحيرة أيب زي بدأت رحلة التسلق وهي بحيرة تكونت من شلالات الجبال.. حيث توقف القطار الجبلي بالقرب من منطقة المطاعم ومنها استقل الطلبة التلفريك الذي حملهم للقمة وسط بساط أخضر يكسو الجبال التي تحتضن مجموعة كبيرة من الأشجار والغابات ثم فجأة ظهرت الثلوج التي اختفت قممها بين السحاب.
هبط التلفريك وسط مساحات شاسعة من الثلوج التي يتم تثبيتها بعدد من المسامير لتركيب الشباك عليها قبل موسم الشتاء الذي سيبدأ بعد أسبوعين حتي لا تتساقط الثلوج والصخور الصغيرة.. فالألمان لا يتركون شيئاً للصدفة.
مراعي الغزلان
وإلي جانب رياضة التزلج والتسلق اللتان تعتمد عليهما المنطقة تمتد في سطح جبال الألب مراعي الغزلان المسموح بصيدها للسكان بشرط الحصول علي ترخيص من الحي في وقت معين من السنة وبعدد محدود حيث يثبت في رجل كل غزالة رقم والصياد ملزم بتسليم الرقم للحي بعد الصيد وقد اعتاد الألمان علي تناول لحوم الغزلان.
وبشكل عام الحيوانات مرقمة في ألمانيا وإذا تعرض حيوان لحادث سيارة لابد أن يبلغ صاحب السيارة نفسه ولا تطبق عليه أي عقوبة بشرط عدم تجاوز السرعة وعدم الإبلاغ يضاعف العقوبة.وقد التقط الأوائل الصور التذكارية وجربوا السير علي الجليد وسط الشمس الساطعة رغم أن درجة الحرارة لم تتجاوز درجة واحدة مئوية ومع ذلك يحاول الألمان قدر المستطاع الاستفادة من أشعة الشمس الضعيفة حيث تنتشر علي سطوح جبال الألب محطات توليد الطاقة من الشمس وقد تناول الطلاب طعام الغداء وسط الثلوج في مطعم مغلق وعادوا بعدها إلي مدينة ميونيخ في المساء بعد أن ازداد انخفاض درجة الحرارة.
ورغم الأمطار المتساقطة والبرد الشديد أجمع الأوائل علي أن الزيارة كانت من أروع التجارب في حياتهم وأنهم لن ينسوها أبداً والغريب أنهم وسط كل هذه المتعة لم ينسوا مصر وكانوا يريدون تنفيذ التجربة في بعض مناطق مصر كشاطئ عجيبة أو العين السخنة وبعضهم أكد أنه سيرسل مقترحاً بذلك للرئيس السيسي.
يقول أبادير غالي طب أسنان لم أتخيل جمال المنظر كنت خائفاً لأنها أول مرة أركب التلفريك لكن سرعان ما تبدد الخوف أمام روعة الجبال ودقة الألمان وقدرتهم علي تأمين مثل تلك الرحلات الخطرة.
ويضيف أحمد عبدالوهاب من طب المنصورة بهرني النظام والالتزام والمناظرر الطبيعية الرائعة رأيت تجربة جديدة يقوم بها شعب محترم زرع فينا حب الوطن.. أصبحت أكثر إصراراً علي أن تسير مصر علي طريق الأفضل.
ويلتقط طرف الحوار أبانوب عادل قائلاً: كنت أسمع عن الثلج واليوم أول مرة أسير عليه.. دنيا جديدة لن نراها في مصر الفكرة رائعة وخطيرة نفذها شعب ملتزم ودقيق.
إيمان حمدي كلية ألسن الرحلة جميلة رغم خطورتها تجربة جديدة لم تعشها من قبل في مصر أنا أدرس اللغة الألمانية وزيارتي لألمانيا ساعدتني كثيراً ورغم أنني أخاف من الأماكن المرتفعة إلا أن رحلة التلفريك والسير علي الثلوج بددت كل مخاوفي.
عبير السيد طب كفر الشيخ شعوري لا يوصف وامتناني ل "الجمهورية" كبير فقد عرفنا أن ألمانيا لا تعرف هذا التكريم للأوائل فالعاملون في الفندق عندما تعرفوا علينا استغربوا فهم في ألمانيا لم يسمعوا عن ذلك.
وفي اليوم الرابع غادرت المجموعة الأولي للرحلة مدينة ميونيخ في التاسعة صباحاً متجهة إلي برلين حيث ستقضي خمسة أيام في العاصمة الألمانية تزور معالمها وتلتقي مع السفير د.بدر عبدالعاطي سفير مصر في ألمانيا بينما قضت المجموعة الثانية يومها الأخير في ميونيخ لزيارة معالمها الرئيسية علي أن تلحق بالمجموعة الأولي في برلين في اليوم الثاني.