أكد يحيي راشد وزير السياحة أن مصر صاحبة الدور الريادي ستظل دائماً بلد الأمن والأمان تفتح أبوابها للجميع وتدعو الجميع لمشاهدة آثارها التي تعبر عن حضارتها العريقة.. جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح الجلسة 104 للمجلس التنفيذي المنظمة السياحة العالمية والقمة الخامسة لمؤتمر سياحة المدن بالأقصر بحضور الدكتور محمد بدر محافظ الأقصر والدكتور طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية وعمرو عبدالغفار المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط بالمنظمة وعدد من وزراء السياحة وسفراء الدول المشاركة. وحرص الوزير علي الترحيب بالحضور لافتاً إلي انعقاد هاتين المناسبتين في الأقصر مدينة التاريخ العريق موجهاً الشكر لجميع الأطراف المشاركة معربا عن سعادته لحضور هذا العدد الكبير من ممثلين رفيعي المستوي من دول مختلفة لأن مشاركتهم تؤكد علي مدي أهمية صناعة السياحة المصرية. عبر عن سعادته لاختيار الأقصر عاصمة للسياحة العالمية هي واحدة من أفضل المدن علي الخريطة السياحية والثقافية وأكبر متحف مفتوح.. وكنز لا مثيل له.. يجب بذل الكثير لاستعادة الحركة السياحية إليها بشكل أفضل. بينما كشف الدكتور طالب الرفاعي السكرتير العام للمنظمة العالمية أنه لمس خلال لقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي إرادة سياسية قوية لاستعادة حركة السياحة وأن اجتماع أعضاء المنظمة بالأقصر لعقد فعاليات الجلسة 104 رسالة للسياحة في جميع أنحاء العالم للعودة لزيارة مصر حيث جذور الحضارة منذ أكثر من 7 آلاف عام. قال الرفاعي مصر قلعة الحضارة الضاربة في جذور التاريخ وأنها هبة النيل وحقيقة لا تقبل الجدل إن مصر وليس هوليوود ولا غيرها حيث النيل الذي صنع حاضرها كما قال هيرودوت "مصر هبة النيل". أضاف أنه نظر من نافذة حجرته صباحاً نحو النيل ليكتشف طبيعة خلابة لبلد جميل نبعث منه رسالة للعالم بأنه بلد السياحة العالمية وأصل الحضارة منذ آلاف السنين. أضاف أنه قام بجولة برفقة وزير السياحة محمد يحيي راشد ووجد الابتسامة علي وجوه الأهالي في كل مكان موضحاً أن إرسال الرسالة للسياح تدعوهم للعودة لدعم وزيارة مصر لأنها أصل الحكاية وأم الدنيا. قال أمين عام المنظمة في مؤتمر مصغر بحضور وزراء السياحة في مصر وفرنسا والأرجنتين إن السياحة قطاع حساس للغاية يتأثر بأي شيء لكنه في نفس الوقت قطاع عنيد يستطيع أن يستعيد عافيته بسرعة وأن مصر مدرسة السياحة اختبرت أكثر من مرة وكل مرة كانت تثبت للعالم كله أنها قادرة علي تجاوز الأزمات بلد عمر حضارته أكثر من 7 آلاف سنة لا يمكن أن يخضع. وخلال المؤتمر الصحفي عقب انتهاء حفل الافتتاح الذي شارك فيه عدد من وزراء السياحة قال الدكتور طالب رفاعي إنه كلما جاء إلي مصر وجد إرادة حقيقية لاستعادة الحركة السياحية وأنه شعر أن هناك إرادة سياسية وشعبية لاستعادتها وأن مصر ستستعيد عافيتها وإن كانت بدأت بالفعل في استعادة جزء كبير منها وقال إن تواجد أعضاء المنظمة بالأقصر دلالة كبيرة علي طاقة ظاهرة وواضحة لاستعادة الحركة. حول إصرار عدد من الدول علي إصدار نصائح وإرشادات سفر تمنع السفر إلي مصر قال الرفاعي إن منظمة السياحة العالمية لديها أسس واضحة لإصدار نصائح السفر وهناك العديد من الدول التي تخالف هذه الأسس وتعمل علي مكافأة الجاني ومعاقبة الضحية بإصدارها لهذه النصائح والإرشادات التي منها حظر السفر إلي مصر وأنني من موقعي في المنظمة أري أنه لا يوجد مكان في العالم آمن تماماً ولابد للمجتمع الدولي أن يتكاتف مع بعض لمواجهة الإرهاب. هذا العدو الغاشم الذي يباغت دول العالم عندما يقع حدث في أي مكان فلابد أن نقف جميعاً ونساند الضحية التي وقع عليها الاعتداء وأنه عند وقوع حادث بمصر أخرج إلي العالم عقب وسائل الإعلام لأعلن أنني سأصطحب عائلتي في رحلة إلي مصر. لذلك أدعو السائحين من مختلف دول العالم إلي زيارة مصر والأقصر وأؤكد أن من يحمي السائحين هم أهل مصر وأنهم أكبر حماية توفر الأمان للسائحين. وقال إذا كان دورنا في منظمة السياحة العالمية فنيا حيث نعمل علي تقديم الدعم الفني لمختلف دول العالم فإننا نعمل دائماً علي دعم مصر فنياً بالإضافة إلي الدعم السياحي لها خصوصاً إذا كانت قضيتها عادلة. مشيراً إلي عقد اجتماعات الجلسة 104 في الأقصر لم يكن وليد الصدفة وعن قصد لمساندة مصر وإرسال رسالة للعالم عن أمان المقصد السياحي المصري. وطالب بعدم السعي إلي الدول التي أصدرت قرارات لحظر السفر إلي مصر موضحاً أنه علينا أن نفعل ما علينا من تدابير وإجراءات وهم سوف يسعون إلينا دون أن نتوسل إليهم ونستجديهم لزيارتنا. وأشاد بحملة الدعاية التي تنظمها مصر حالياً في أكبر الأسواق المصدرة لحركة السياحة وقال إن انطباعه الأول عنها إنه ستحقق تأثيرا هائلا ومتميزا خاصة أنها حملة زكية وتخاطب العقل. وحول إحصائية منظمة السياحة العالمية عن عدد السائحين هذا العام في منطقة الشرق الأوسط ونسب النمو أو الانخفاض قال إن دول الخليج حققت ارتفاعاً كبيراً في زيادة حجم الحركة السياحية القادمة إليها في حين أن دولاً مثل مصر والأردن والمغرب وتونس تعاني من ظروف ليس لهم ذنب فيها والتي أدت إلي انخفاض حجم الحركة بها والمشكلة التي تعاني منها هذه الدول هو التعميم المبني علي الجهل والذي تعود نتائجه السلبية علي حجم حركة السياحة. قال إنه من المتوقع أن يصل عدد السائحين بمنطقة الشرق الأوسط إلي 145 مليون سائح عام 2030 بدلاً من 53 مليونا حالياً. أضاف: السياحة ليست أرقاما فقط نرصد بها حجم الحركة ولكن الأرقام تعكس حجم التحرك لمختلف المقاصد السياحية ولابد أن ندفع العالم كله للنظر فيما يمكن أن يقدمه قطاع السياحة للعالم حيث يمكن أن تكون هي الحل للعديد من المشاكل. من جانبه قال ميشيل دوران وزير السياحة الفرنسي إن لدينا مشاكل وأشياء كثيرة مشتركة ولكن إذا وجدت المشاكل لابد أن نواجهها ونجد لها الحلول المناسبة ونحن في فرنسا كان لدينا الإصرار بتنظيم بطولة الأمم الأوروبية في ديسمبر الماضي علي الرغم من الأحداث الإرهابية التي شهدتها فرنسا لنؤكد للعالم أننا لدينا إصرار وعزيمة علي تحدي الإرهاب وأننا نعمل علي الحفاظ علي بلدنا وتاريخها.. وعلينا بالعمل معاً لتسويق البلدين مصر وفرنسا. قال إننا في فرنسا ننظر إلي المستقبل وما يمكن أن نفعله لزيادة حجم الحركة السياحية القادمة إلينا في المستقبل من خلال دراسة كل متطلبات السائح من فنادق وأماكن ترفيهية ولا نكتفي فقط بالمعالم السياحية الرئيسية التي تتميز بها فرنسا وعلي مصر أن تعمل علي تطوير منهجها السياحي ليلبي متطلبات السائحين المختلفة. قال ادولف سابتين وزير السياحة الأرجنتيني إنني من الطرف الآخر من العالم وقد حضرنا إلي الأقصر ومصر بلد سياحي من الطراز الأول ونحن نقول للعالم إن زيارة مصر شيء رائع وأننا لم نلاحظ أي سلبيات تؤثر علي السائح وأدعو مواطني أمريكا الجنوبية إلي زيارة مصر وأتمني العودة إلي مصر مرة أخري مع أسرتي للاستمتاع بها والتعرف عليها أكثر وأنا علي يقين أن العالم كله يرغب في مساعدة مصر لتجاوز أزمتها الحالية. من جانبه حرص يحيي راشد وزير السياحة علي مصافحة جميع الضيوف المشاركين بالاجتماع والمؤتمر وسادت حركة تفاؤل واضحة بين قيادات القطاع السياحي وأصحاب النشاط بالمدينة العريقة لعودة التدفقات السياحية قريباً.. كما أكد الوزير أن استضافة الأقصر لهذه المناسبة العالمية ذات المائة باب يعيدها إلي بؤرة الاهتمام العالمي وما تستحق إمكانياتها وتاريخها.