العالم يترقب نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في نوفمبر من هذا العام وقد كشفت المناظرات بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون أن الاثنين وجهان لعملة واحدة وأن السياسة الأمريكية تمضي وفق أجندة محددة مرتبطة بمصلحة أمريكا باعتبارها قوة عظمي ولا يغير من هذه الحقيقة ما جري خلال المناظرات بين ترامب وهيلاري كلينتون فكلاهما لن يستطيع سوي السير علي النهج ونفس السياسة التي تتبعها أمريكا منذ سنوات ورأيناها بوضوح إبان حملة أوباما الرئيس الأمريكي الحالي وذلك حينما جاء إلي مصر وخطب في جامعة القاهرة واعتقدنا أن هناك تغييراً جذرياً في هذه السياسة وأن المنطقة العربية سوف تشهد علي يديه نهجاً مختلفاً عن سياسة بوش الابن والأب لكن مع شديد الأسف فقد رأينا أمريكا تحتضن التنظيمات الإرهابية وداعش أبلغ دليل فلقد لقي تنظيمها كل الدعم والتسليح من الولاياتالمتحدةالأمريكية وما يجري في سوريا وفي اليمن وفي ليبيا وتدمير العراق سوف يظل علامة بارزة لنهج أمريكا في تدمير الشعوب وتخريب جيوشها ومازال هذا القطر الشقيق يعاني من هذه الأعمال التدميرية وما يجري الآن علي أرضها يؤكد أن أسلوب أمريكا لن يتغير. وخلال زيارتي الأخيرة للولايات المتحدةالأمريكية قابلت العديد من الأمريكان وسألتهم من سينتخبون ففاجأني أحدهم قائلاً لن أنتخب ترامب ولا هيلاري فأسلوبهما لن يضيف أي جديد وعندما استمعت لهما لم أجد حافزاً يدفعني للنزول والمشاركة في حين قال لي آخر أنه سينتخب هيلاري كلينتون لأنها المرأة الحديدية التي حاربت كثيراً إلي أن وصلت إلي هذه المرحلة لديها عزيمة قوية بالإضافة إلي أمريكا دائماً ما تبتكر نموذجها الخاص بها وهذه المرة سيكون رئيسها امرأة لأول مرة في التاريخ ورغم التباين في الآراء فإن المؤشرات تؤكد أن أمريكا تنظر دائماً إلي مصلحتها ورؤيتها الاستراتيجية. ولاشك أن المنطقة العربية ذاقت الكثير من الويلات الأمريكية وليتها تتدارك الأمر ويخرج من بينها من يعيد إلي هذه المنطقة كيانها ووحدتها فالعبث الأمريكي تجاوز كل الخطوط والمؤسف أن اختلاف الآراء بين أبناء المنطقة ساهم في تمزيقها ولايزال الكثير منهم يجري وراء أمريكا ويرتبط بسياستها رغم ما يشاهده من آثار سياستها التي تستهدف تفتيت دول المنطقة وتحويلها إلي كيانات صغيرة يسهل السيطرة عليها.. إن فكرة تقسيم العالم العربي جاءت نتائجها سيئة للغاية وضربت وحدة المنطقة في مقتل والسؤال الذي يفرض نفسه متي يتحد العالم العربي ويستعيد الوجه الحضاري لهذه المنطقة.. إن أبناء هذه المنطقة وما يتعرضون له من تهجير وتخريب يجب أن يدفع العرب لنبذ خلافاتهم والتحرك سريعاً لوقف مسلسل التقسيم والتخريب.. المؤشرات تصب في مصلحة هيلاري كلينتون وأشارت معظم التقارير واستطلاعات الرأي الأمريكية إلي أنها الأقرب لحسم مقعد الرئاسة والجميع يتذكر مواقفها مع المنطقة العربية التي يجب علي قادتها وشعوبها أن يبدأوا في أسرع وقت في بناء وحدة حقيقية حتي يستطيعوا التصدي لأية مفاجآت أو مخططات أخري.