اتفق جميع الأطراف من مستخدمي الطريق علي عشوائية عملية عبور المشاة لنهر الطريق داخل المدن وعلي الطرق السريعة حيث يعتبر المشاة عبورهم لنهر الطريق حقاً لهم رغم أنه مغامرة غير مأمونة العواقب أو عملية انتحارية ورغم وجود أنفاق وكباري لذلك الغرض علي مسافات متباعدة إلا أنهم يفضلون المخاطرة بأرواحهم لذلك يعاني قائدو المركبات من الظاهرة فضلاً لتعطيل حركة السير بالطرق بالاضافة للحوادث والارتباكات التي يمكن أن يسببها العبور العشوائي للمشاة. في البداية يشير سيد عبدالحفيظ سائق تاكسي للارتباك والشلل المروري الذي يسببه العبور العشوائي للمشاة وقطعهم لنهر الطريق خاصة علي المحاور المرورية الهامة ملقياً بجزء كبير من اللوم علي المواطن نفسه فبالرغم من وجود أكثر من نفق أو كوبري مخصصة لعبور المشاة بمحور هام كطريق العروبة "شارع صلاح سالم" مثلاً وبالرغم من سرعة سير السيارات علي ذلك الطريق إلا أن الكثيرين يفضلون قطع الطريق وعبور الشارع بين السيارات معرضين حياتهم وحياة الغير للخطر ومتسببين في ارتباك مروري يظل تأثيره ممتد لفترة غير بسيطة عقب عبورهم للطريق. يشاركه الرأي أحمد عبدالمنعم مدير مبيعات مؤكداً علي خطورة العبور من غير الأماكن الآمنة والمخصصة للمشاة مشيراً إلي أن تلك الخطورة لا تقتصر فقط علي حياة المشاة علي الأرض بل إنها قد تطال آخرين فمن الممكن أن يتسبب ذلك السلوك العشوائي في حوادث تصادم بين عدد من السيارات بسبب الفرامل المفاجئة أو محاولات السائقين لتفادي المارة بين السيارات وعابري الطريق وغالباً ما يتسبب ذلك في تلفيات للسيارات يتحملها أصحابها وقد تمتد الخسائر إلي إصابة بعض ركاب تلك السيارات. بينما يرفض إيهاب عاطف محاسب إلقاء اللوم بالكامل علي المواطنين من المشاة مشيراً لطول المسافة غالباً بين أنفاق أو كباري المشاة إن وجدت علي أي طريق والتي تصل في بعض الأحيان لكيلو مترات ضارباً المثل بمحور جوزيف تيتو بالنزهة الجديدة والذي يسير بمحاذاة سور المطار لمسافة تتجاوز الخمسة كيلو مترات بدون نفق أو كوبري واحد لعبور المشاة وقد ظل ذلك الطريق مصيدة للمشاة لوقت طويل نظراً لاتساع نهر الطريق الذي يتجاوز عرضه الستة حارات في كل اتجاه بعد تطويره حتي تم إنشاء مطبات صناعية للحد من سرعة السيارات بعد تزايد شكاوي واستغاثات سكان المنطقة بسبب تكرار سقوط الضحايا ما بين قتلي ومصابين بشكل شبه يومي لتعرضهم للدهس تحت عجلات السيارات التي تسير بسرعات جنونية. بينما يري مصطفي نجيب ضرورة تطبيق غرامات المرور علي المشاة أيضا وليس قائدي المركبات فقط لفرض احترام قواعد وآداب المرور علي الجميع مع ضرورة إحكام السيطرة علي جميع المحاور المرورية لإجبار الجميع علي احترام قواعد المرور والعبور من الأماكن المخصصة لذلك الغرض. يوافقه الرأي أحمد محمود مشيراً لضرورة توفير البديل الآمن والمريح للمشاة فميدان التحرير علي سبيل المثال يمنع المارة من استخدام نهر الطريق ويسمح لهم باستخدام أنفاق محطة المترو لعبور الطريق وأغلب تلك الأنفاق مغلق من فترة طويلة رغم استقرار الأوضاع بالبلاد.