الهجمات الصاروخية الأخيرة المنسوبة إلي المتمردين الحوثيين علي القطع البحرية في البحر الأحمر. بمساعدة من سلاح الحرس الثوري الإيراني وحزب الله. قد تتطور إلي مواجهة قربية بين طهرانوواشنطن. مفارقة غريبة المفارقة هنا أن واشنطن التي أطلقت يد إيران في منطقة الشرق الأوسط لتواصل حروبها بالوكالة في مقابل الاتفاق النووي الذي أبرم في العام الماضي. قد تكتوي هي نفسها بالنيران الإيرانية ولا سيما في ظل تضارب المصالح. وهو ما يقوض حجة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن الاتفاق النووي من شأنه أن يجعل الحرب بين الولاياتالمتحدةوإيران أقل احتمالا. ففي ظل الاتفاق النووي الإيراني حصلت طهران علي أموالها المجمدة لدي واشنطن. بالإضافة إلي طائرات محملة بالعملة الصعبة بلغ مجموعها أكثر من 33 مليار دولار. ما مكن إيران من توسيع حروبها بسهولة كدولة راعية للإرهاب شأنها شأن واشنطن. وخير دليل علي ما نشهده في حروبها المباشرة في سوريا وبالوكالة في اليمن والعراق. السيطرة علي المضايق وبات من الواضح أن إيران تسعي من وراء حربها في اليمن إلي بسط نفوذها علي مضيق باب المندب الاستراتيجي. وهو ما من شأنه أن يمنحها بالتبعية السيطرة علي قناة السويس. حيث يمر أكثر من 10% من الشحنات البحرية في العالم عبر هذا المسار بصفة يومية. وعندما يقترن ذلك بالسيطرة علي مضيق هرمز. فسوف تتحكم إيران بجميع شحنات النفط العربية. فضلا عن جميع الشحنات الإسرائيلية الصادرة من وإلي ميناء إيلات في البحر الأحمر. وبحسب عدة تقارير فقد تم مؤخرا تشييد موقعي رادار بمساعدة عناصر من الحرس الثوري وحزب الله. خارج اثنين من الموانئ اليمنية الرئيسية علي البحر الأحمر. وهما ميناءا المخا والحديدة. واللذان يخضعان لسيطرة المتمردين الحوثيين. وعلي الرغم من النفي الإيراني. تلقي الحوثيون خلال الشهر الجاري. شحنة أسلحة إيرانية هي الأكبر من نوعها علي الإطلاق. وبحسب تقارير شملت صواريخ سكود D أرض-أرض يبلغ مداها 800 كيلومتر. وكذلك نسخة مطورة صواريخ C-802 الصينية المضادة للسفن. ومن المقرر استخدام صواريخ سكود ضد المملكة العربية السعودية. بينما تم توجيه الصواريخ المضادة للسفن لحركة أنصار الله الحوثيين. والذي يقودها بصورة مباشرة الحرس الثوري الإيراني. وفي نفس اليوم الذي أطلق فيه الحوثيون صواريخ ضد السفينة الأمريكية "يو اس اس" ميسون. بمساعدة من الحرس الثوري الإيراني. تم إطلاق صواريخ سكود D علي مدينة الطائف السعودية. والتي تقع علي بعد 700 كيلومتر من الحدود اليمنية- ولكن. الأهم من ذلك. إنها تبعد عن مدينة مكةالمكرمة فقط 70 كيلومترا. في رسالة واضحة للسعوديين. بأن إيران تعتزم مناوئة السعوديين حتي في الأماكن المقدسة. كما يسيطر الحوثيون علي جزيرة بريم في فم مضيق باب المندب. حيث إن عرض البحر في هذه المنطقة من البحر الأحمر فقط 20 كيلومترا فسوف تكون هذه الجزيرة بمثابة نقطة الاختناق الطبيعية التي يمكن من خلالها تهديد جميع السفن طالما أنها لا تزال تحت سيطرة جماعة الحوثي الإيرانية. ولم يقف التصعيد الإيراني عند هذا الحد بل قامت بإرسال سفينتين حربيتين إلي خليج عدن لتنتزع لنفسها موطئ قدم في المياه الدولية قبالة اليمن. تدخل وانفتاح سياسة التدخل الإيراني السافر في اليمن وسوريا والعراق. يقابلها سياسة انفتاح علي الغرب. وفتح البلاد أمام السياحة ورءوس الأموال والتكنولوجيا والخبرات الأوروبية والأمريكية. وهي سياسة جديدة ينتهجها المرشد الأعلي آية الله خامنئي وحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني. وهي كما يقول سعيد ليلاز وهو خبير اقتصادي ومحلل سياسي مقرب من حكومة روحاني بأن الهدف منها هو تعزيز قوة ونفوذ إيران. والمفارقة هنا بحسب رأيه أن سياسة طهران تضاهي ما تقوم بها الولاياتالمتحدة منذ عقود. ولكن في الوقت نفسه لا يكف المرشد نفسه من حين لآخر علي انتقاد السياسات الأمريكية ولا يرغب في تليين موقف طهران ضد الشيطان الأكبر- أمريكا. ويشير المحللون إلي أن سياسة الانفتاح الإيراني علي الغرب وتورطها في صراعات الشرق الأوسط تُنفذ بتوجيه مباشر من آية الله خامنئي. إيران هي نفسها أمريكا وإن اختلفت الأساليب والسياسات. تسعي إلي بسط نفوذها وهيمنتها علي اليمن. الذي دمرت بنيته التحتية وقتل منه ما يربو علي 10 آلاف شخص وشرد الملايين جراء حرب لم يكتب لها النهاية بعد. وربما تتجه للتصعيد.