** فعلاً الدول مقامات ويتضح ذلك من تصرفاتها الحضارية وشياكتها الثقافية الضاربة بعمق وفي جذور التاريخ وبخاصة عند تعاملها مع القضايا الإنسانية ولاسيما ما يتعلق بمشكلة اللاجئين. ** وفي الوقت الذي نلمس فيه اقامة الآلاف من المخيمات لاحتواء الغالبية العظمي من اللاجئين بداخلها وبخاصة لاجئو الدول العربية بالعديد من الدول.. نجد ان مصر البلد الوحيد الذي يحتضن الأشقاء العرب وحتي اللاجئين الأفارقة داخل المجتمع وبعيدا عن متاعب ومآسي المعيشة داخل مخيم.. بل انهم يتمتعون بكافة.. الخدمات التي يتمتع بها المواطن المصري حتي في اصعب الظروف الاقتصادية. ** ولم تفكر مصر لحظة واحدة في استثمار مشكلة اللاجئين لضمان تدفق مليارات الدولارات عليها كمساعدات للاجئين رغم ما تمر به من ظروف كلنا ندركها مثلما استثمرته دولة أخري قريبة من أوروبا والتي هددت بفتح الحدود علي مصراعيها أمام اللاجئين لغزو الأوروبيين مما استدعي الغرب لتخصيص أكثر من 3 مليارات للدولة التي استوعبت نحو مليوني و407 آلاف لاجئ سوري موزعين علي 25 مخيما في حين استوعبت لبنان بمساحتها الصغيرة نحو مليون و70 ألف لاجئ والأردن نحو 633 ألفاً و461 لاجئاً يعانون من قسوة البرد القارس بالشتاء وحرارة الشمس وارتفاعها في الصيف داخل مخيم وفي ظروف انسانية بالغة الصعوبة. ** ولم تفكر مصر لحظة واحدة في سرقة مصانع مستلزمات وتصنيع الملابس من سوريا الشقيقة ونقلها إلي المدن الجديدة كما فعلت احدي الدول.. بل انها أتاحت أمام الأشقاء السوريين وخاصة من مدينة حلب النزول للأسواق للعمل بحرية وبدون مضايقات لتدبير احتياجات أسرهم وبالفعل حقق السوريون نجاحات في أسواقنا سواء بأسواق الملابس في الأزهر أوالمطاعم والمأكولات في المدن الجديدة. ** وإذا كانت أرقام مفوضية شئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تشير إلي تضاعف اعدادهم لنحو 65مليوناً و300 لاجئ شردتهم الصراعات بنهاية العام الماضي الا ان مشكلة تزايد اعداد اللاجئين ليست وليدة اليوم بل يمتد تاريخها إلي ما يصل إلي لنحو 3 آلاف و500 سنة ماضية ومنذ لحظة ازدهار الامبراطوريات الكبري في الشرق الأوسط سواء بالحضارة البابلية أو الأشورية أو في حضارة المصريين القدماء. ** ورغم الصعوبات التي تواجهها المفوضية السامية لشئون اللاجئين بالأمم المتحدة لتقديم يد العون لهؤلاء اللاجئين الذين هجروا بلادهم لظروف الحرب أو التعرض للاضطهاد بسبب العرق أو الدين أو الجنسية أو للانتماء لفئة اجتماعية معينة أو حتي لتحسين الأحوال الاقتصادية.. الا ان مصر حريصة علي تقديم كافة أوجه الرعاية وبخاصة للأشقاء العرب والأفارقة من تعليم ورعاية صحية ومعيشية اجتماعية مناسبة نظرا لأنها دولة قديمة وعظيمة ومحترمة بتصرفاتها الحضارية التي تعكس ثقافتها الرفيعة المستوي .. وبالفعل مقامها عال.