منذ أن أصدر الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة قراره الشهير بالغاء خانة الديانة من الأوراق الرسمية المتداولة بالجامعة.. ودوامات النقاش المؤيد والمعارض لقراره لم تتوقف. بين من احتفي بالقرار باعتباره تأكيداً لمفهوم المساواة والمواطنة التي ترفض أي شكل من اشكال التمييز طبقاً لأي معيار. وبين من زايد علي هذا القرار واعتبره يمس الهوية الدينية والثقافية للمجتمع المصري. ¢الجمهورية¢ حاورت الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة الذي أكد أن وجود خانة تنص علي عقيدة الدارس لا علاقة لها بالعملية التعليمية. بل ربما توحي بنوع من التمييز لا وجود له. مشيراً إلي أن النقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني ساندت القرار بما يؤكد سلامة بنية الدولة المصرية وإلي تفاصيل الحوار: * في البداية سألت الدكتور جابر نصار: ما الدوافع التي وقفت وراء إصدار قرارك بالغاء خانة الديانة من الأوراق والمستندات بجامعة القاهرة؟ - قال: أولاً.. هذه الخانة موجودة في بعض الاستمارات والبيانات التي تتداول داخل الجامعة. وهي غير متطلبة من الناحية القانونية. والواقعة التي حدثت بخصوص هذا الأمر هو أن هناك استمارة بأحد المعاهد العليا التابعة للجامعة كان مطلوبا فيها أن يقدم الطالب بيان الديانة والطائفة والملة. وقد رأينا أن هذا قد ينشئ وهما بالتمييز بين الطلاب. وأن وجود مثل هذه الخانة قد يوهم الطالب بأن هناك تمييزاً ضده ولذلك أغلقنا هذا الباب بإصدار هذا القرار. * قلت مقاطعاً: وما طبيعة المستندات التي تستخدم أو الأوراق داخل الجامعة والتي تحتوي علي خانة الديانة؟ - قال د.جابر نصار: هناك مثلاً بعض الاستمارات التي تقدم للامتحانات الشفوية أو العملية. أيضاً هناك استمارات تتعلق ببيان الحالة. وهناك استمارات تتعلق بشئون الطلاب داخل الجامعة في الدراسات العليا أو الليسانس. أيضا هناك تفاوت بين الكليات. بمعني أن نجد كلية نجد بها استمارة تنص علي هذا البيان واستمارة أخري لا تنص علي هذا البيان. ولذلك نحن بصدد توحيد نمط الاستمارات والشهادات والبيانات داخل جامعة القاهرة بحيث تكون الشهادة أو البيان يحتوي علي ذات البيانات ولا تختلف من كلية لأخري. * هناك عدد من النقابات بدأت تحذو حذو جامعة القاهرة في إلغاء خانة الديانة.. ما تعليقك؟ - قال د.جابر نصار: هذا أمر جيد ويؤكد أن التطوير الجدي والقرارات التي تحدث تغييرا ايجابيا يستجاب لها. نحن نقدر نقابة المهندسين حينما انضمت إلي جامعة القاهرة. أيضاً نقدر كل النقابات والأحزاب والقوي السياسية والقوي الشعبية ومنظمات المجتمع المدني التي تضامنت مع هذا القرار ضد منتقديه والذي أري أن انتقاد هذا القرار لا يقوم علي ارضية صحيحة. فالقرار لا علاقة له بالهوية ولا علاقة له بوجود الدين ولا علاقة له بالنيل من الدين. هذا كلام غير صحيح.. هذه الاستمارة مكتوب فيها خانة الديانة. ثم بعد الامتحان. أو بعد انتهاء غرضها يتم دشتها. وتلقي في سلة المهملات. ولذلك الأمر ليس له أو فيه ما يبرر كل هذه الانتقادات. ونحن سوف نتخذ كل القرارات التي يمليها علينا ضميرنا. ومن ثم نحن لا نتخذ القرارات نكاية في أحد ولا ضد أحد ولا لصالح أحد. نحن نتخذ القرارات التي تستلزمها المنظومة الادارية بالجامعة. وقد سبق أن اتخذنا مجموعة من القرارات التي اثارت جدلاً وإن لم يكن بهذا القدر والحدة. وإنما أنا أري أن الدعم المجتمعي والزخم الذي أحدثه هذا القرار امر جيد ويؤكد سلامة البنية التحتية للدولة المصرية والمؤسسات المصرية. - ويستطرد د.جابر نصار قائلاً: بعض الذين ينتقدون هذا القرار يقولون لماذا الآن؟ وهذا يعني أنك تسلم أن هناك تمييزا أو شبهة تمييز ثم تطالب رئيس جامعة القاهرة أن يصطبر علي هذا الأمر وينتظر لما نحل المشاكل.. مشكلة الإسكان ومشكلة الطاقة ومشكلة التلوث ومشكلة التعليم ومشكلة الصناعة ومشكلة الزراعة.. يبق لا نتخذ قرارات إلا لما نحل كل هذه المشكلات ولو فعلنا ذلك لن تحل مشكلة. * قلت: وكيف تتحول فكرة المواطنة من نص دستوري إلي واقع يعيشه الناس؟ - قال د.جابر نصار: الدستور في المادة 53 منع التمييز علي أي اساس. وعدد مجموعة من الأسباب كالدين والعرق والملة والطائفة والأصل الاجتماعي والمستوي الاقتصادي.. وفي الآخر قال: ولأي سبب آخر.. ولذلك جاء الدستور المصري محكما في هذا الأمر. ونحن نحتاج إلي ثقافة المساواة وعدم التمييز إلا بمقتضي.. بمعني أن يكون المعيار هو الكفاءة وأن تميز بين المواطنين بالكفاءة.. والعلم.. إنما التمييز علي اساس الأصل أو اللون أو الطائفة أو الملة هذا كلام انتهي وقته.. والحقيقة أن الكثير من اساتذة جامعة القاهرة فوجئوا بوجود هذه الاستمارة وتجاوبوا مع هذا الأمر تماماً. * مصر تخوض حربا ضد الأفكار الرجعية التي تعوق انطلاق المجتمع.. كيف تري نتصدي لها؟ - قال د.جابر نصار: والله أنا شايف أن مصر النهارده تعيش مرحلة زمنية مهمة جدا تستلزم النظر في كل هذه المسلمات. وأعتقد أننا لو كنا أخذنا هذا القرار من قبل كانت الدنيا اتقلبت وكانت حصلت مشاكل كثيرة جداً. ولكن نحن بصدد عملية تغيير حقيقية في ذهن الطالب وعقله. نواجه التطرف وأصبح لدينا مع الطلبة حالة حوار. نختلف نتفق لا توجد مشكلة. ولذلك أثر الغاء هذه الخانة علي الطلاب أعتقد أنه أثر إيجابي جداً والطلبة مبسوطة. * تتميز جامعة القاهرة بوجود علاقة خاصة بين رؤساء الجامعة وطلابهم.. كيف تحاورت مع الطلاب في هذا الأمر؟ - قال د.جابر نصار: طبعاً.. ده شيء أكيد وجامعة القاهرة في قلبنا وعقلنا ودمنا ونحن نمكث فيها أكثر مما نجلس في بيوتنا أنا موجود من الساعة 7 صباحاً إلي الساعة 7 مساء يعني 12 ساعة.. ولذلك الجامعة جزء مهم جدا من ثقافة المصريين.. قبة جامعة القاهرة.. ساعة الجامعة وهي رمز يشكل وجدان المصريين. ولذلك النهضة الموجودة في جامعة القاهرة هي نهضة لصالح مصر كلها. وعندما نتخذ القرار هنا يؤثر في المجتمع المدني ورأينا في النقابات أنهم ساروا علي نفس الخط والمسار وأعتقد أن هذه القرارات سوف تحدث تأثيراً ايجابيا في الفترة القادمة. * هل يمكن أن نقول أن جامعة القاهرة تحمل مشعل التنوير في المجتمع المصري؟ - قال د.جابر نصار: يجب أن تفعل ذلك. لأن جامعة القاهرة هي أولا أهم جامعة مصرية. وهي الجامعة المصرية الوحيدة الموجودة في التصنيفات ولذلك هذه الجامعة تخرج منها أكثر من مليوني خريج عربي خارج مصر من جنسيات مختلفة .. هم يحملون مشاعل النور في كل الأمة العربية. ودول أفريقية. ولذلك جامعة القاهرة شديدة التأثير. ويجب أن تتقدم الصفوف وما تفعله بقرارات كثيرة جدا نحن بدأناها. ثم بدأت الجامعات الأخري تطبقها مثل: تحليل فيروس سي. وتوفير العلاج له. وتحليل المخدرات. وقرار التدريس بالنقاب وأعتقد أن قرار خانة الديانة سوف يعمم علي كل الجامعات اختيارا حيث ستجد الجامعة نفسها أن ذلك في مصلحتها. ..وأساتذة الجامعات والمثقفون وممثلو المجتمع المدني: خطوة هامة علي طريق طويل لتحقيق حلم الدولة المدنية رصدت "الجمهورية" ردود فعل أساتذة الجامعات والمثقفين وعدد من ممثلي النقابات ومنظمات المجتمع المدني حول قرار رئيس جامعة القاهرة بإلغاء خانة الديانة من الأوراق المتداولة بالجامعة.. هو القرار الذي أعلنت عدد من النقابات ومن بينها نقابة المهندسين تأييدها له واصدار قرارات مماثلة له. في البداية يقول الدكتور رابح رتيب بسطا عميد كلية الحقوق جامعة بني سويف ان ما اتخذه الدكتور جابر نصار يعد من المواقف الرائعة التي تحسب له والتي تعبر بصدق عن مدي وعيه الوطني وحسه القانوني باعتبار ان اثارة هذا القرار وعمل بلبلة واعتباره كمشكلة من الأمور غير السوية.. بل ان الجدل فيه هو جدل عقيم لا يعبر عن وطنية خالصة وما تتمسك به مصر في هذه الآونة بالذات وفي عهد الرئيس السيسي من ضرورة التماسك والترابط بين المواطنين حتي ان الغالبية تميل نحو تسمية أو ترديد عبارة الوحدة الوطنية إلي المحبة الوطنية. واضاف الدكتور رابح رتيب: وعلي ذلك فإن انصهار الشعب المصري في وحدة واحدة يجعل من يطلب ذكر الديانة في الأرواق لا معني له ولنا في الدول المتقدمة والكبري مثال ذلك وهو انه لا توجد خانة واحدة في أي ورقة أو استمارة للتساؤل أو لمعني ذكر الديانة لذلك فما اتخذه د.جابر نصار في هذا الشأن هو قرار جليل وقانوني 100% ويستند أيضا إلي الدستور الذي لا يفرق بين المواطنين بسبب اللون أو الجنس أو العقيدة ومن ثم فإن طلبها غير قانوني وان ما اثاره البعض من ان هذا يثير الخلط في الأنساب يثير الدهشة.. إذ ما دخل هذا في الانساب؟ وكما يقال فإن الدين للديان. ومن جانبها قررت نقابة المهندسين إلغاء خانة الديانة من كافة الأرواق وأكد المهندس محمد خضر أمين عام النقابة ان شهادة الحصول علي لقب استشاري فقط هي التي تحتوي علي خانة الديانة واضاف ان القرار يبدأ تنفيذه وطباعة كافة الاستمارات دون خانة الديانة بداية من الشهر القادم وقال ان النقابة لم تكن تطلب تحديد الديانة من قبل في أي أوراق باستثناء شهادة الحصول علي لقب استشاري فقط مشيرا إلي أن القرار يدعم عدم تصنيف المواطنين علي أساس ديني. وعلي غرار نقابة المهندسين أعلن نقيب المحامين سامح عاشور انه لا توجد في نقابة المحامين خانة في أي بيان أو استمارة تخص الديانة. ومن جانبها رحبت الكنائس بالقرار وطالبت بتعميمه واعتبره رجال الدين المسيحي والإسلامي خطوة رمزية تبعث برسالة هامة للمواطنين مفادها حياد الدولة تجاه المعتقد الديني في التعاملات اليومية والتي لا تتطلب الكشف عن هذا المعتقد. أكد القمص صليب متي ساويرس عضو المجلس الملي ان قرار الغاء خانة الديانة قرار ايجابي ودستوري ويتماشي مع أحكام الدستور المصري الذي يحظر التمييز أو التفرقة بين المواطنين علي أساس الدين أو العرق أو الجنس أو اللغة وهو بداية صحيحة للمجتمع المدني أن تكون الدولة مدنية. ووجه التحية للدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة بعد قرار الغاء خانة الديانة متمنيا ان تحذو حذوه كافة مؤسسات الدولة التي لا تستلزم وجود خانة الديانة ضمن أوراقها الرسمية لرفع التمييز من المجتمع بأكمله. ويري القس شنودة يعقوب المسئول عن خدمة الصم والبكم بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية أننا كما نعيش في وطن واحد لابد أن نكون إنساناً واحداً ونحاول التقرب الا يكون هناك أي تمييز مرتبط بالأسماء وأكد ان قرار الدكتور جابر نصار بداية جميلة ولابد من ان الجميع يتغير للأرقي والأحسن لنمو وازدهار الوطن وقال هذه بداية جميلة لكل المصريين وتثلج قلوبهم والجميع سوف يشعرون لأن الكل واحد متساوون في كل شيء مما يغير النفوس ويؤدي إلي تكوين فكر جديد. وأوضح ان المواطنة أساس الدولة المدنية والالتزام بها وحماية كل مواطن واجب وعلي جميع مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني اتخاذ كافة التدابير اللازمة للقضاء علي كافة أشكال التمييز من أجل بناء مستقبل أفضل للأجيال في الحاضر والمستقبل. وتساءل الدكتور جورج شاكر نائب رئيس الطائفة الانجيلية ما لزوم وجود خانة الديانة في الأوراق الرسمية وقال نحن كلنا مصريون مسلمون أو مسيحيون وان جاز التعبير ديانتنا كلنا هي مصر وكلنا ندين لمصر بالولاء والانتماء والوفاء والحب الحقيقي والدين لله والوطن للجميع فكلنا مصريون. وأكد القس رفعت فكري المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الانجيلية ان قرار الغاء خانة الديانة خطوة جيدة وبداية لخطوات أخري نحو الدولة المدنية وهو قرار مهم لمواجهة أشكال التمييز علي الأساس الديني وان الهوية الدينية بين الإنسان وربه. وأكد الدكتور احمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: ان قرار الدكتور جابر نصار بإلغاء خانة الديانة من الأوراق الرسمية بالجامعة هو عمل إجرائي اداري تنظيمي لا علاقة له بحقيقة الدين من عدمه وأن الدين له علامات يعرف بها قال النبي عليه الصلاة والسلام من صلي صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم.. إذن الدين لا يتوقف علي أوراق ثبوتية. ووصف الشيخ كريمة قرار الدكتور جابر نصار بالقرار الحكيم الصائب لأنه يعالج التعصب والاضطهاد الفعلي والحقيقي نظرا لوجود كثير من الناس في مواقع مختلفة يحملون أجندات التعصب وينظرون إلي الغير نظرة اضطهاد وتفاديا لهذا الأمر جاء هذا من باب المصالح المرسلة. وأعرب المستشار نجيب جبرائل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان عن تأييده لقرار د.جابر نصار وقال انه جاء في وقت عجزت فيه بعض مؤسسات الدولة عن اتخاذ مثل هذا القرار فيما يتعلق بإلغاء خانة الديانة من الأوراق معتقدا ان وجود خانة الديانة ضررها أكثر ما هو موجود عليه بمعني انه من الممكن استغلال خانة الديانة في الاقصاء من بعض الوظائف وأيضا في إحداث نوع من الغرز الطائفي بين الناس. وأضاف جبرائيل في الواقع حدثت بالفعل عملية الاقصاء من بعض الوظائف العامة أو الخاصة . وأكد المستشار رمسيس النجار المحامي بالنقض ان هذا القرار يستهدف تغيير قيم وسلوكيات المجتمع وتحرك جيد نحو الدولة المدنية متمنيا ان يتم تطبيقه في الرقم القومي علي ان تثبت بالبطاقة الجنسية فقط لا غير. وطالب النجار وزارة التربية والتعليم بأن يكون هناك كتيب يسمي "كتاب الأخلاق" ليدرس للأطفال المصريين عن الاخلاق المصرية وان تكون مبعثها الأديان السماوية في تسامحها ومحبتها وان يكون الفرق بين الطفل المسيحي والطفل المسلم مجرد الذهاب إلي الكنيسة أو المسجد. وأوضحت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب انه لا يعنيها ان هذا الطالب أو هذا الباحث مسلم أو مسيحي أو أي من أي ملة أو جهة وما يعنيها فقط انه كطالب دارس باحث ووجود خانة الديانة في أوراق الجامعة لا داعي ولا ضرورة لها. وشددت د.آمنة نصير علي وجود خانة الديانة في بطاقة الرقم القومي لأنها ما هي إلا تعبير كامل عن الهوية الشخصية الكاملة واضافت ان بعض الأعمال داخل الدولة المصرية لا تصلح ولا تكتمل الا بوجود خانة الديانة لأنه يترتب عليها زواج وطلاق وميراث وأحوال شخصية وأكدت علي ضرورة ان تثبت الخانة في البطاقة لأن هذه هوية المسلم والمسيحي في الأحوال الشخصية أما في غير ذلك فلا داعي لها. وأكد ماجد الراهب رئيس جمعية المحافظة علي التراث المصري ان هذا القرار مجرد خطوة مهمة علي طريق طويل نتمني ان يشمل بطاقة الرقم القومي وأن يتحقق كاملا حلم المواطنة والدولة المدنية الحقيقية بعيدا عن الشو الإعلامي ونتمني ان يكون هذا فكر الدولة بغض النظر عن الجنس واللون والديانة حتي الملحد له حقوق ونتمني أن يتحقق هذا في كل الأوراق الرسمية بما فيها الرقم القومي. ووصف الدكتور سينوت شنودة الأستاذ بالجامعة الأمريكية قرار الدكتور جابر نصار بالقرار الجريء والشجاع ويعد خطوة مهمة علي طريق طويل وهو حلم المواطن يعبر عن وعي الدكتور جابر نصار وإيمانه بقيمة العلم أكثر من الشكليات. واضاف شنودة ان القرار يتماشي مع أحكام الدستور المصري الذي يحظر التمييز أو التفرقة بين المواطنين علي أساس الدين أو العرق أو الجنس أو اللون. قضية وكتاب بدأت بفرار القديس ساويرس إلي مصر في اليوم الثاني من شهر بابه بالتقويم القبطي تقويم الشهداء كل عام تذكر الكنيسة المصرية حضور القديس ساويرس بطريرك أنطاكية إلي مصر سنة 519م. فرارًا من اضطهاد الملك يوستينوس المعتنق مذهب آريوس. يشكل هذا الحدث بداية لتاريخ طويل من العلاقات بين كنيستي أنطاكية والاسكندرية. تعرف كنيسة أنطاكية باسم الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. ومقرها مدينة أنطاكية. تقع انطاكية في لواء الاسكندرونة السوري الذي ضمه الفرنسيون إلي تركيا منذ ثلاينيات القرن الماضي. ولهذه المدينة أهمية كبيرة لدي مسيحيي الشرق. ففيها واحد من الكراسي الرسولية العالمية بجانب كراسي روماوالاسكندرية والقسطنطينية والقدس. وكانت انطاكية المدينة الثالثة في الإمبراطورية الرومانية من حيث الأهمية بعد روماوالإسكندرية بسبب مركزها الجغرافي والسياسي. يذكر القمص ميخائيل جريس في ¢مذكرات في تاريخ الكنيسة المسيحية¢. أنه نظرًا لأهمية انطاكية الجغرافية كمفتاح لنشر المسيحية في الشرق. اتخذها القديس بولس الرسول مركز انطلاقه للتبشير بالدين الجديد. بدأت العلاقات تتوثق بين كنيستي أنطاكية والاسكندرية سنة 451م حينما اتخذ مجمع خلقيدونية الشهير قراراته بالموافقة علي آراء أريوس. وهي القرارات التي أدت إلي انقسام الكنيسة إلي قسمين: الأول غربي ويضم كنيستي القسطنطنية وروما وهما يؤيدان قرارات المجمع. ونظرًا لوجود مقر الملك البيزنطي في هذا القسم عُرفت الكنيسة فيه ب "الكنيسة الملكانية". أما القسم الشرقي فرفض الاعتراف بقرارات المجمع وبالتالي تعرض لاضطهاد الامبراطورية. ويضم هذا القسم كنيستي الإسكندرية وأنطاكية ثم تضامن معهما الأرمن والأحباش وكنيسة مار توما بالهند. ومن هذا التاريخ توثقت العلاقات أكثر فأكثر بين هذه الكنائس. ولاسيما الإسكندرية وأنطاكية اللتين تعرضتا لنفس الاضطهاد من أباطرة القسطنطينية المؤيدين لمجمع خلقيدونية. يضيف القس باسيليوس صبحي في ¢نبذة مختصرة عن العلاقات القبطية السريانية عبر العصور¢ أنه ظهر في هذه الفترة قديس عظيم ومجاهد كبير هو القديس يعقوب البرادعي 500-578م الذي اشترك في رسامته بالقسطنطينية سنة 543م البابا ثيؤدسيوس الإسكندري البطريرك 33 لكنيسة الاسكندرية المرقسية. مع البطريرك الأنطاكي يعقوب الذي من شدة تمسكه بالإيمان المستقيم وجهاده. أطلق الخلقيدونيون اسمه علي اتباع الكنيستين السريانية والقبطية. فعرفوا لفترة باسم ¢اليعاقبة¢. مع اشتداد الاضطهاد الخلقيدوني. فر البطريرك الأنطاكي ساويرس 512- 538م إلي مصر سنة 519م. ومكث بها حوالي عشرين عامًا. ظل خلالها يدير أمور كنيسته بواسطة وكلائه هناك. وتوفي في مدينة سخا بكفر الشيخ حيث دفن بها. ثم نقل جسده إلي دير الزجاج غربي الإسكندرية. الذي كان مقرًا لعدد كبير من الرهبان السريان. وبعد خراب هذا الدير. نقل الرهبان جسده إلي دير السريان بوادي النطرون حيث يحفظ حتي اليوم. واكرمته الكنيسة القبطية. بان حددت له ثلاثة أعياد في السنكسار. أحدها عيد مجيئه لأرض مصر 2 بابه- 12 أكتوبر. كما أكرمته أيضًا بذكر اسمه في القداس بعد اسم القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية مباشرة. وقبل أسماء عديد من قديسيها العظام. مثل البابا أثناسيوس الرسولي. يضيف القس باسيليوس صبحي أن قوة العلاقة بين الكنيستين انعكست في تبادل الرسائل بين بطاركتها. فحينما يرتقي أحدهما الكرسي الرسولي. يشرح للبطريرك الآخر ثباته علي الإيمان المستقيم. حُفِظت هذه الرسائل في مخطوط ¢اعتراف الآباء¢ يرجع لسنة 1078م. ويحوي الرسائل المتبادلة منذ عهد البابا كيرلس الأول بطريرك الإسكندرية ال24 حتي عهد البابا خريستوذولوس البطريرك ال66 المتنيح سنة 1077م.