في المباريات القوية والتصفيات المؤثرة. والبطولات الحاسمة التي تحقق الألقاب.. لا تسأل عن الأداء. لأن الهدف هو النتائج!! من هذا المنطلق لابد أن يكون حكمنا علي نتيجة منتخب مصر أمام الكونغو والفوز الرائع الذي حققه منتخبنا والذي من كان من الممكن أن ينتهي بنتيجة رباعية أو خماسية الأهداف.. ومنتخبنا كان أحوج ما يكون لهذا الفوز لأنه يمثل ضربة البداية ونقطة الانطلاق في مشوار تصفيات كأس العالم من جهة.. ولأنه جاء خارج الحدود في تجربة أصعب ما فيها أنها جاءت بعد تجارب ضعيفة لمنتخبنا كان آخرها الخسارة من جنوب أفريقيا. اليوم يجب ألا نطرح قضية الأداء. بل نركز علي ما نحن فيه من فوز تصدرنا به المجموعة وكأن كل الظروف تبتسم لنا من جديد عندما تعادل منتخب غانا منافسنا الأول في المجموعة الخامسة مع أوغندا وهي أغلي هدية قدمها لنا النجوم السوداء. لتأتي الهدية الثانية من الكونغو ونفوز نحن ونجلس في المقدمة ومعنا حق وحقوق الانفراد بقمة المجموعة الخامسة. .. والملاحظ أن مجموعتنا اتسمت بتراجع الفرق التي تلعب علي أرضها.. فتعادل منتخب غانا علي أرضه وخسر الكونغو علي أرضه. مما يعطينا درساً قوياً لابد أن يعيه الجهاز الفني واللاعبون أنه ليس من الضروري أن يكون ملعبنا سلاحاً في أيدينا. بل من الممكن أن يكون سلاحاً حنوناً.. لذا وجب التحذير. لقاء مصر والكونغو كان كله جديد في جديد.. فالمدرب كوبر اختار توليفة مناسبة. ووضع لهم أسلوب لعب مناسب.. وكانت تغييراته وتبديلاته رائعة وفي توقيتها المناسب. والأجمل أن فريقنا لم يرضخ بعد أن دخل مرماه هدف الكونغو وكأن اللاعبين تدربوا نفسياً علي ذلك فلعبوا وهاجموا وسجلوا وتعادلوا في الشوط الأول وفازوا في الثاني وحافظوا عليه حتي النهاية والفوز بالثلاث نقاط. هذه كانت ليلة المنتخب وروعة كوبر التي تجلت واضحة لأول مرة بهذا الوضوح. لأنه قرأ منتخب الكونغو جيداً واستعد له بأسلحة مناسبة من اللاعبين وأجاد ثم اختيار مواقع التمركز الهجومي ووضع منصات الصواريخ السريعة في الأمام حتي اقتنص الفوز باقتدار. أكدوا للمرة الألف.. كل عناصر المنتخب كانت أكثر من رائعة سواء كانت في الفنيين أو اللاعبين أو الإداريين.. ونريدها مسيرة كاملة في لقاء غانا القادم الذي أظنه نهائي مبكراً للمجموعة.. فالفوز سيزيد الفارق مع المنافس إلي خمس نقاط كاملة. ومن أدرانا.. فلربما يتعادل الكونغو مع أوغندا أيضاً فيزداد الفارق بين منتخبنا والفرق الثلاثة مما يزيد احباطهم ويرفع معنوياتنا!! اللاعبون جميعاً أجادوا.. ولن اتحدث عن أخطاء دفاعية تتكرر منذ فترة طويلة. لأن حديث النصر وروعة التصدر تحتاج لدعم وتدعيم كامل والنظر إلي الأمام لتخطي عقبة غانا والثأر من نجومها الذين سبق وهزمونا بسداسية طعمها علقم ومن الصعب أن ننساه!! فآه لو لعبت يا حظ وهزمنا غانا بثلاثية!؟!! منتخبنا يحتاج منا جميعاً للتكاتف والوقوف خلف جهاز فني وضع قدمه في مقدمة المجموعة ويحتاج لمؤازرة كبيرة قبل لقاء غانا في مصر الشهر القادم!! أدعو لهم بالتوفيق والسداد لأن المونديال حلمنا الذي نتمني ألا يتبخر كالعادة!!