لاشك ولا جدال أن تصرفات الساسة الأمريكان في الآونة الأخيرة تثير كثيراً من علامات التعجب. ففي الوقت الذي ينادون فيه باحترام حقوق الإنسان نري قمعاً غير مسبوق للحريات وتمييزاً بين المواطنين علي أساس اللون.. هذا ما حدث ومازال مستمراً من استخدام العنف المفرط للشرطة الأمريكية ضد المواطنين السود. وكان من نتاج ذلك خروج العديد من المظاهرات كردة فعل لقتل أبرياء. كما لا يغيب عن ذاكراتنا الأفعال المعيبة والمشاهد الآثمة لانتهاك حقوق الإنسان أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق وبخاصة ماحدث بسجن أو غريب. وفي الوقت الذي ينادون فيه بإعلاء القيم الديمقراطية واحترام القانون الدولي والعلاقات بين الدول. نري علي أرض الواقع تبنيهم سياسة الكيل بمكيالين. وتفضيل المصالح علي الجانب الأخلاقي. ودليل ذلك تدليل الكيان الصهيوني وتعزيز وجوده علي حساب إبقاء القضية الفلسطينية دون حل إلي الآن.. كما لا يمكن إغفال رصد سياسة غض البصر عن أفعال بعض الدول. إما لامتلاكها قوة عسكرية وأسلحة ردع. وإما لعدم أهمية جدواها الاقتصادية. ومن متناقضات السياسة الأمريكية أيضاً. مناداة دول الشرق الأوسط تحديداً بتمكين القيادات الشابة.. وفي الوقت ذاته نجد صراعاً محموماً بين مرشحين للرئاسة الأمريكية تجاوز عمر احدهما ال 70 ربيعاً. أما الثانية فهي علي أعتابها. أما السياسة التي تدمي القلوب وتسقط قناع الحياء. تتلخص في بيع السلاح للقاتل والمقتول كما حدث بفضيحة إيران جيت وغيرها.. ولا يغيب عنا الحرب الوهمية علي الكيانات الإرهابية المصطنعة كالقاعدة وداعش. والحق إنها تقصد تعمد خلق متنفس شرعي لتدمير بلاد آمنة. وفتح أسواق لتسويق السلاح وتجريبه. واستنزاف واستباحة ثروات الغير. والقصد هنا أن تعيد أمريكا حساباتها بدقة. وخاصة فيما يتعلق بدول الشرق الأوسط فالمملكة العربية السعودية أكبر من أن يصادق الكونجرس الأمريكي علي إدانتها في أحداث 11 سبتمبر. ولن يقبل مسلم واحد ذلك الاجراء التعسفي المستفز. أما صياغة علاقة جديدة مع مصر فهو الآن أمر ضروري. يستند في طياته علي الإيمان بحضارة وثقافة المصريين التي تجلت معطياتها في 30 يونيه 2013. عندما قرر الشعب تقرير مصيره دون وصاية أو إملاءات من أحد. عجلة الزمن لا تعود للوراء. واحترام إرادة الشعوب أمر حتمي واجب النفاذ. وعلي المؤسسات الدولية أن تضطلع بمهامها المنوطة بها.. ولعل الأرض خصبة الآن لإعادة صياغة العلاقات المصرية الأمريكية إلي ماكانت عليه من قبل وذلك في اطار من المؤامة والندية في التعامل بما يعود بالنفع لصالح البلدين. وما يجدر الاشارة إليه وجود الرئيس المصري الآن بالولايات المتحدةالأمريكية لحضور فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة. حاملاً في طياته أوراقه ملحمة شعب ارتضي لنفسه أن يجابه بجيشه جحافل الإرهاب الأسود. ليضبط المنطقة بأسرها من هوة السقوط في بئر الفوضي.. بل ويعمل جاهداً إلي الارتقاء بذاته رغم ضعف الامكانات ومكائد الصغار.