تظل الكوميديا هي المطلب الأساسي لجمهور أفلام العيد. وهو ما يلقي المزيد من المسئولية علي مبدعي هذا النوع من السينما. وفيلم "حملة فريزر" يشبه مسلسلات "السيت كوم" التي عرفها الجمهور خلال السنوات العشر الأخيرة من خلال كاتب السيناريو الموهوب ولاء شريف. وهو هنا يقدم تجربته الأولي في الكتابة للسينما عن قصة كتبها هشام ماجد وشيكو. واللذان قاما ببطولة الفيلم مع بيومي فؤاد ونسرين أمين وأحمد فتحي ودارين حداد وإخراج سامح عبدالعزيز. يبدأ "حملة فريزر" من فكرة خيالية طريفة وهي أن مصر تعاني في السنوات الخمس الماضية من انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة. وتحولت الجملة المعبرة عن الطقس من "حار جاف صيفا.. معتدل ممطر شتاء" إلي "برد موت صيفا.. وديب فريزر شتاء".. وتصل المعلومات إلي الداخلية بأن وراء ذلك جهاز تملكه إحدي عصابات المافيا في إيطاليا. بالتالي يسافر اثنان من ضباط المخابرات إلي روما للقبض علي العصابة ولكن بحيلة معروفة في الأفلام الأجنبية وهي الادعاء بتصوير فيلم هناك لمتابعة ومراقبة العصابة.. الخ. الملاحظة الأولي أن الفيلم لا يقدم كوميديا العاهات التي تنتزع ضحكات الجمهور من الحركات الجسدية البذيئة. إلا إذا اعتبرنا سمنة "شيكو" عاهة وهي ليست كذلك. فهو في الفيلم قام بدور الممثل الذي يقدم شخصيات الحيوانات للأطفال مثل الفيل أو الدب. وأول مرة يقوم بدور إنسان طبيعي في الفيلم المزمع تصويره في إيطاليا. قدم شيكو دور الممثل مديح البلبوصي بأسلوب بعيد عن الغلظة والاستظراف. وفي أول يوم تصوير يريد أن يذبح عجلا في إشارة ساخرة إلي نوعية نجوم هذا العصر الذين يفعلون ذلك لطرد عيون الحساد. ويقدم هشام ماجد دور الضابط "سراج الدين بعتذر" الذي يرتكب الحماقات ويعتذر دائما عنها. أما بيومي فؤاد فهو الرتبة الأعلي عديم الكفاءة الذي يرث مهنة والده ويرث معها فشله المهني أيضًا. وتقوم ببطولة الفيلم الوهمي أمام مديح المتألقة نسرين أمين في دور فتاة الليل الكومبارس التي تحصل علي فرصة لأول مرة. وهي ترتدي باروكة صفراء وملابس عجيبة وهكذا.. ويتم الاستعانة ب "فرومايكا" أحمد فتحي الذي قدمه الضابط بأنه مصري الأصل بورسعيدي اللغة وإيطالي الثقافة الجنسية لأنه يعيش في إيطاليا ويدمن مشاهدة الأفلام الثقافية! يثبت المخرج سامح عبدالعزيز موهبته في تقديم نوعيات مختلفة من الأفلام وهو في "حملة فريزر" يقدم الكوميديا مع مجموعة من الشباب ليس فقط هشام ماجد وشيكو ولكن تقريبا كل طاقم العمل. مدير التصوير أحمد كردوس ومهندس الديكور رامي دراج ومونتاج عمرو عاصم وموسيقي تصويرية عادل حنفي الذي استعان في بعض المشاهد بموسيقي علي إسماعيل من فيلم "الخطايا" لحسن الإمام وعبدالحليم حافظ وعماد حمدي. وفي المشاهد الأولي من الفيلم استخدم ياسر النجار المؤثرات البصرية بالجرافيك للتعبير عن الجليد في شوارع القاهرة وطيور البطريق التي تعبر الطريق. وهي كوميديا بصرية بعيدا عن الأحداث والشخصيات. من الممكن اعتبار "حملة فريزر" خطوة جديدة ناجحة في تجربة عمل هشام ماجد وشيكو بعد "الحرب العالمية الثالثة" رغم غياب زميلهم الثالث أحمد فهمي. وهم هنا يتعاونون في السينما لأول مرة مع كاتب السيناريو ولاء شريف الذي قدم لنا علي شاشة التليفزيون "تامر وشوقية" و"راجل وست ستات" مع مؤلفين آخرين. ومن المتوقع أن يقدموا معًا المزيد من الأعمال الكوميدية الناجحة.