بمناسبة افلام العيد.. سبق أن كتبت اطالب منتجي هذه الافلام ليقوموا بعرضها في قصور الثقافة في الارياف والصعيد بعد انتهاء العرض الاول في العواصم بدور السينما الغالية الثمن.. أي بعد انتهاء العيد بأيام أو أسابيع لكي يغطي المنتجون مصاريف الانتاج.. ولكن بعض القراء من الريف والصعيد لهم رأي وجيه آخر قالوا لي: بلاش افلام عيد الاضحي الحالي.. لماذا لايتم عرض افلام عيد الفطر الآن بدلا من وضعها في المخازن.. لأن المطلوب هو العرض خلال ايام العيد.. فتعرض افلام عيد الفطر ايام عيد الاضحي ليشعر اهالينا في الريف والصعيد بايام العيد ايضا ويصرفون العيدية في مشاهدة الافلام مثل أهل الحضر.. لماذا لايفرحون هم ايضا بالاعياد.. وتكون تذكرة قصر الثقافة بقروش.. ليكسب الجميع.. القصر نفسه من النسبة المقررة له علي كل تذكرة ويكسب المنتج بدلا من وضع الافلام في المخزن ويكسب الناس الغلابة باستمتاعهم بالعيد مثل أهل الحضر.. وستكون الافلام بقروش معدودة خلال ايام العيد أهم وخير ما تقدمه قصور الثقافة ووزارة الثقافة كلها للشعب الطيب المسكين!! في عيده!! لا تقل لي عندهم التليفزيون.. الموضوع مختلف في العيد.. رب الاسرة البعيد عن زوجته وأولاده طوال العام.. سينتهز فرصة اجازة العيد ويقترب من "لحمه ودمه" ويلم ما تبعثر طوال العام ويلبس الجميع الملابس الجديدة.. بلاش الجديدة ..الملابس النظيفة التي لايرتدونها كثيرا وكنا نسميها "ملابس الخروج" !! يذهبون إلي السينما ويأكلون الايس كريم سيشعرون معه بان اليوم عيد بحق وسط عام كامل مليء بالاحباط والمسئولية والعمل ومشاكل الحياة المختلفة!! لاتقل لي التليفزيون.. التليفزيون امامهم ليل ونهار طوال العام فما هو الجديد.. بل لعل هذا هو السبب في الايرادات الخيالية لافلام الاعياد. اليوم عيد.. اذن انا الشاب اترك البيت وأمشي في للكانسين شوارع نصف البلد واشاهد ايفيشات الافلام والصور العارية واشتري كيس اللب وادخل السينما.. اتفرج واتسلي وأرمي القشر علي الارض من أجل عيدية وباقي العام دراسة أو عمل متواصل!! زمان .. خلال الحرب العالمية الثانية "1939-1945" كان الانجليز يحتلون مصر.. وكان المعسكر الرئيسي اسمه "الاورنس" ولا ادري ما سبب هذا الاسم ام هي كلمة انجليزية عسكرية معينة هذا المعسكر كان في آخر العباسية خلف كلية البوليس ومستشفي الامراض العقلية وعلي مساحة ضخمة.. بني الانجليز سينما صيفي بدائية للغاية.. شاشة عريضة امامها مدرج واحد فقط.. لا تقل لوج ولا فوتيل لوج.. ابدا.. مدرج واحد وسعر موحد وبعد ان كثرت حوادث قتل الانجليز خصوصا في شارع عماد الدين والازبكية وغيرما.. والكباريهات الليلية التي تضع فقط ادوية سامة في زجاج الخمر ليموت العسكري بعد ان يذهب إلي معسكره.. هنا اتفق الانجليز مع النقراشي باشا وزير الداخلية علي نقل معسكراتهم من القاهرة والاسكندرية إلي شاطئ القناة قرب الاسماعيلية استولت ادارة الشئون المعنوية بالجيش علي السينما وقامت بإدرتها .. عرضت احدث الافلام. ولم يكن هناك تليفزيون - وكان الدخول بقرشين صاغ يعني بجنيه يدخل خمسون متفرجا.. وكل ليلة حفلتان لكل الناس .. لا تجد كرسيا خاليا في كل الحفلات.. كانت أحدث الافلام هي التي يتم عرضها والمنظر المتكرر صباح كل يوم الجنود يحملون زكايب الخيش الضخمة المليئة بالقروش الصاغ ليعطوها للبنك لتجميدها وتحويلها إلي جنيهات. قولوا لي ايها المسئولون عن قصور الثقافة وآخر معلوماتي عنهم أن الادارة كانت في شارع قصر العيني.. قالوا لي: لماذا لاترفهون عن كل الناس.. اليوم افلام باسعار معقولة وغدا مسرحيات القطاع العام المتواضع.. أليست هذه مهمتكم؟!