تتمتع الافلام العاطفية بشعبية كبيرة خاصة في أوساط الفتيات. وهي نوعية من الافلام لا تغيب عن السينما الامريكية طوال العام بل أصبح لها موسم وهو عيد الحب "الفالانتين داي" في فبراير وهذا الأسبوع شاهد جمهور السينما في مصر فيلم "أنا قبلك" للمخرجة ثياشاروك المأخوذ عن رواية الكاتبة البريطانية جوجو مويس التي حققت أعلي المبيعات هناك خلال عام .2012 الفيلم حاصل علي جائزة اختيار المراهقين لأفضل قبلة سينمائية لهذا العام. ونحن في مصر لا نعرف هذا النوع من الجوائز أو القُبل وحسناً فعلت الرقابة عندنا بأن أبقت علي القبلة حتي يستطيع النقاد تقييم الأداء التمثيلي. وهذا الفيلم من إبداع المرأة تأليفاً وإخراجاً وتمثيلا أيضا بالأداء الجميل لاميليا كلارك في دور لويزا.. الفتاة التي كانت تعمل جرسونة في "كوفي شوب" تقدم القهوة والكيك للسيدات العجائز وتعاملهن أفضل معاملة. ولكن صاحب الكوفي يضطر إلي الاستغناء عنها وتبحث "لويزا" عن وظيفة حتي تعمل مرافقة للشاب ويلي الثري المريض بالشلل الرباعي ويعيش علي كرسي متحرك. وقام بالدور سام كلافلن. ويحدث ما هو متوقع وتنمو مشاعر الحب الدافئة بينهما. وأبدعت إميليا كلارك في تقديم دور الفتاة الساذجة البريئة المقبلة علي الحياة في حين أن ويل يريد إنهاء حياته بإرادته بعد التأكد من استحالة علاجه. هي أرادت أن تثبت له أن الحياة تستحق أن نعيشها. وهو يتصل بعيادة للقتل الرحيم في سويسرا ويحجز موعداً لموته وكنا نقرأ عن احتجاجات جمعيات المعاقين في الولاياتالمتحدة واستراليا ضد الفيلم. ولكن بعد مشاهدته نستطيع القول بأنهم علي حق. هذا الفيلم يبدو وكأنه يقدم دعوة للانتحار وحطم فكرة أن الحب قادر علي صنع المعجزات. بل جعل المرضي ينتصر علي الحب بالضربة القاضية. وقدم للمشاهد - دون أن يقصد - المستوي الهش للمواطن ابن الحضارة الغربية العملاقة. وكأن الحياة التي نعيشها هي مجرد فندق إذا وجدنا الخدمة سيئة تركناه. ولكن الفنادق كثيرة والحياة واحدة! ودائماً بعد مشاهدة هذه النوعية من الافلام نتذكر "الماستربيس" للأفلام العاطفية وهو فيلم "قصة حب" عام 1970 إخراج أرثر هيللر عن رواية ايريك سيجال. وفي نهايته تموت البطلة بسبب المرض ولكن علي غير إرادتها. ولو اتيحت لها فرصة الاختيار لاختارت الحياة بلا تردد. لكن الكاتبة جوجو مويس جعلت العاشق يختار الموت بملء إرادته علي أن يعيش عاجزاً بجوار حبيبته. وأن حبه للفتاة لويزا لم يؤثر علي الاطلاق في أفكاره الشريرة وتخطيطه للموت.. معني ذلك أن وجود الحب في حياتنا مثل عدمه!! من نقاط ضعف الفيلم أيضا أن المخرجة ثيا شاروك استغرقها الحديث عن قصة الحب التي نشأت بين لويزا وويل ولم تعطنا صورة واضحة من المعاناة التي يعيشها ويل لدرجة أنه يختار الموت بإرادته.ماذا بعد الشلل الرباعي والكرسي المتحرك. لقد استطاع أن يجري حوارات طويلة مع لويزا وخرجا معا إلي شاطئ البحر ثم إلي حفل موسيقي للاستماع إلي موتسارت. إلي جانب القبلة الشهيرة التي تحدثنا عنها. هل لا يعترف الفيلم إلا بالحياة الكاملة بين اثنين من الاصحاء. هل لا يستحق المعاقون الحب؟. أما والد ووالدة ويل فهما نموذج للإنسان في الحضارة الغربية اليوم أناس يعيشون بلا مشاعر تماما مثل المخرجة شاروك وكاتبة الرواية مويس.