قال اللواء دكتور محمد عبدالخالق قشقوش أستاذ الأمن القومي بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو "منتدي الشرق الأوسط للحوار" ان مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمم والتجمعات الافريقية منذ توليه مقاليد السلطة تهدف إلي إعادة مد الجسور المتداعية في الفترة السابقة بين كل من مصر والقارة الافريقية وكدولة مؤسسة للاتحاد الافريقي وبخاصة تجمع دول حوض النيل. وأضاف اللواء قشقوش ان العمق الأفريقي يعتبر هو العمق الاستراتيجي الطبيعي للمجال الحيوي المصري وبالتالي الأمن القومي المصري في مجالاته الرئيسية "الاقتصادية. والسياسية. والاجتماعية. والعسكرية".. وأكد أنه في المجال الاقتصادي تهدف زيارة الرئيس إلي تأمين مصادر المياه الرئيسية لمصر وكذلك باقي دول الحوض "المنابع. المرور. المصب" والتوفيق بين مصالح تلك الدول دون أي تأثير سلبي علي حصة مصر من المياه والتي يأتي أقلها من البحيرات العظمي الاستوائية وأكثرها من مياه الفيضان السنوي من بحيرة تانا باثيوبيا. وكذلك التعاون الاقتصادي والتجاري ومد خطوط الكهرباء والمحاور البرية لربط القارة كأحد أهم أسس إرساء بنية أساسية لخدمة الاقتصاد وحركة المواصلات لدعم التواصل بين ربوع القارة ككيان سياسي متسق. وقال تأتي زيارة الرئيس السيسي علي دعم الوحدة الافريقية "الاتحاد الافريقي" وخاصة ان مصر احدي الدول المؤسسة له ودعم تطوير تمثيلها في مجلس الأمن. وفي المجال الاجتماعي. اضاف ان الحفاظ علي الهوية وتطوير قدرات المجتمع للاهتمام بمحاربة الفقر والأمية والأمراض التي توثر علي الكفاءة البشرية والعلمية لقوة ومستقبل التطورات والأبحاث العلمية والرفاهية. وأكد ان استفادة الدور المصري الرائد في القارة يأتي استثماراً لدعم حركات التحرر في السابق ونشر الدين الإسلامي الصحيح والسمح والذي تولاه الأزهر الشريف والجامعات المصرية والبعثات الدراسية. أضاف اللواء قشقوش ان اهتمام القيادة المصرية بزيادة المنح العسكرية للضباط والقادة من الدول الافريقية الصديقة لكافة التخصصات والمستويات حتي مستوي أكاديمية ناصر العسكرية لتطوير وتوحيد الفكر الاستراتيجي العسكري والعقيدة القتالية حيث ان تلك الأكاديمية تعد أرقي وأقدم أكاديمية في منطقة الشرق الأوسط ومنفتحة علي جميع المدارس الشرقية والغربية لهذا المستوي الراقي من العلم العسكري وروافده. وقال عضو منتدي الشرق الأوسط للحوار ان اهتمام مصر والرئيس السيسي باستعادة الدور المصري في القارة الافريقية ومعاونة الأصدقاء بما لمصر من خبرات وامكانات سيعالج فترة الجفاء والتجاهل السابقة في حق القارة الأم. كما انه سيساعد علي تأمين المجال الحيوي المصري وأمنها القومي وخاصة في مجال المياه الذي هو عصب الحياة والتنمية في مصر وكذلك مواجهة التمدد الإسرائيلي في القارة والذي يمثل العمق الاستراتيجي لمصر.