ما من ساعة تمر.. إلا وتشهد حادثا.. يثير الأسي والحزن.. ويدعو للدهشة والغرابة.. ويبعث علي القلق والخوف مما وصلت إليه سلوكيات وردود أفعال المصريين.. وباتت تهدد بتفكيك المجتمع وهدم أركانه.. وتضرب قواعد الأمان والسلام في مقتل..! تبدلت الطبائع الحميدة.. وتغيرت الخصال السمحة.. واختفت الشهامة والنخوة. وتوارت العادات الأصيلة.. وسادت الأنا والنرجسية.. وانتشر العنف والبلطجة.. وهيمنت العصبة والقبلية.. وأصبح الأقوي يفرض قانونه علي المسالمين والضعفاء..! مع أي خلاف في وجهات النظر.. يتطاير الحلم ويتحكم الغضب.. وتتبخر السماحة ويرسو الغل.. يتبدد الوئام ويندلع الصدام والقتال.. ومن أول نقاش.. يحل الخصام والقطيعة.. ويتوعد كل طرف ويهدد الآخر.. بل وتسبق اليد الباغية.. أي فكر عقلاني أو تصرف حضاري.! توالت الوقائع المشينة. والأحداث الدامية.. فقتل الرجل خاله في نهار رمضان.. وأطلق ضابط الشرطة رصاصات مسدسه علي قلب شقيقه.. ورشق الأب السكين في صدر ابنه.. واشعل الابن النيران في جسد والده.. واختطفت الأسرة زوج ابنتها والبسوه ملابس النساء وساروا به وسط الشوارع والميادين..! حالات التحرش زادت عن الحد.. المشاجرات اليومية حطمت الأرقام القياسية.. وحوادث البلطجة والحرق والتخريب انتشرت في القري والحواري.. والاعتداءات علي أملاك الدولة فاقت كل الحدود.. ووقائع الفساد اقتحمت معظم الأجهزة والشركات.. واختطاف الأطفال والسيارات مقابل فدية.. صار من الأخبار المعتادة في الصحف والقنوات..!! وحتي الرياضيين خرجوا عن المألوف.. وسحل ¢الكابتن حسام حسن¢ مصورا واشبعه ضربا علي مرأي ومسمع من الجميع..! جائر.. من يحمل كل الوزر للظروف الاقتصادية.. ووأهم من يخص التراخي الأمني وحده بالأسباب.. فمن الانصاف أن ينضم إلي العنصرين السابقين.. كل من ¢التربية¢ والتنشئة.. والانحلال الديني والأخلاقي..! لقد ابتعد الكثيرون عن الالتزام بالقيم والمبادئ.. وافتقدوا التعاليم الدينية السمحة.. ونسوا الله فنسيهم.. وتقربوا للشيطان فأغواهم وتسلط عليهم.. فماتت الضمائر.. وخربت الذمم.. وانطلق كل واحد يعيث في الأرض طغيانا وفسادا..! إنقاذا للحال المتردي.. وجب التركيز علي الصغار.. بالتربية السليمة.. والتنشئة الصالحة.. وبث في نفوسهم القيم الرفيعة والمبادئ النبيلة.. وتعريفهم قيمة النخوة والشهامة.. والايثار والغيرية.. وأرشادهم إلي طرق السماحة والترفع التي لا تخلو من التمسك بالعزة والكرامة. أما ¢الكبار¢ الذين فاتهم قطار التربية والإصلاح والالتزام.. فلا جدوي معهم.. سوي باخضاعهم للقبضة الأمنية التي تؤدب وتهذب وتعيد الرشد والصواب.. وتكف اذاهم وتمنعهم من التمادي في إيذاء خلق الله.. وبدون أن يحدث هذا.. فسوف يتجبر الظالم. ويتحكم الشرير.. وينتصر مجتمع الأشرار.. وهذا ما يخالف شريعة الله في أرضه..!