بعد انتهاء شهر رمضان بإعلاناته ومسلسلاته أصبح من الضروري أن تقوم الجهات البحثية برصد التغيرات العصبية والنفسية التي أصابت المصريين المتابعين لشاشات الفضائيات خلال الشهر الكريم والتي تحولت معظمها إلي صناديق للتسول وجمع أموال الزكاة والصدقة مرة لبناء مستشفي للعلاج المجاني وأخري لتوفير العلاج من عشرات الأمراض التي ابتلي بها غالبية شعب مصر من كبد وكلي وقلب وسرطان وأمراض عديدة ما أنزل الله بها من سلطان. بالتأكيد مصائب المصريين ليس جميعها مرضاً بل هناك أصناف وأشكال من المصائب من فقر وجوع وبطالة ونساء غارمات وغيرها كثير من المصائب لا تسعفني الذاكرة لحصرها ولكن شركات الإعلانات حصرتها وتفننت في جذب تعاطف جميع المشاهدين وقدمتهم علي مائدة إفطار الصائمين مستغلة أطفال مرضي ومسنين علي شفا الاحتضار لاستدرار عطف المشاهدين. الحقيقة أن الزكاة والصدقات واجبة وفرض ديني علي كل البشر وفي جميع الأديان والدال علي فعل الخيرله ثواب كبير ولكن هل من المقبول دينيا ودنيويا أن تكون الدعوة لفعل الخير بهذا الكم من الكثافة وأن تتحول مساعدة الفقراء والمرضي إلي تجارة رخيصة يستغل فيها شهر رمضان لابتزاز مشاعر المشاهدين. السؤال الذي يفرض نفسه كم دفعت المستشفيات والجمعيات الخيرية مقابل هذه الحملات الإعلانية وبالتحديد هل هناك رقابة من وزارة التأمينات التي تتبعها هذه الجمعيات بأشكالها وأنواعها علي حجم التبرعات التي تم جمعها وفيم يتم صرفها. إذا كان دور وزارة التأمينات مراقبة الجمعيات الخيرية وحركة جمع وصرف التبرعات فأين دور الرقابة علي المصنفات الفنية التي تسمح بعرض مثل هذه الإعلانات التي تستغل المرضي وحاجة الفقراء لاستجداء تعاطف المشاهدين علاوة علي دور مثل هذه الإعلانات في تشويه صورة مصر والمصريين الذين تحولوا إلي مصدر للأمراض والأوبئة وكأن ليست هناك حكومة ووزارة الصحة مسئولة عن علاج المرضي الفقراء الذين يمثلون الغالبية العظمي من شعب مصر.