في سنة 193ه كان لمصر الشرف في استقبال السيدة نفيسة بنت سيدنا حسن الأنور حفيدة سيدنا الحسن رضي الله عنهم جميعاً حين حضرت إلي مصر بتوجيه من رؤية رأتها لسيدنا رسول الله "صلي الله عليه وسلم" ومكثت في مصر خمسة عشرة عاماً حتي انتقلت إلي جوار ربها سنة 208 ه وحين حضرت إلي مصر مع زوجها سيدنا اسحاق المؤتمن رضي الله عنه اقبل الناس عليها فشعرت بانشغالها عن عبادتها فأرادت ان تعود إلي المدينةالمنورة ولكن الناس لجأوا إلي الحاكم ليتوسط لديها لتبقي في مصر فاتفق معها ان تتفرغ للناس يومين في الأسبوع الأحد والاربعاء وتتفرغ لربها باقي الأسبوع فوافقت وظهرت لها كرامات كثيرة تظهر مكانتها مثل شفاء فتاة يهودية كانت مقعدة وتركتها أسرتها عند سفرهم أمانة عندها فأخذت الفتاة من ماء الوضوء لها ومسحت به ركبتيها فشفيت وقامت تمشي ولجأ إليها تجار من الصعيد فقدوا أموالهم فردت إليهم أموالهم ببركتها وأقبل أبناء مصر عليها تبركا وتعلما وحفرت قبرها بنفسها وختمت فيه القرآن عدة مرات وحين أقل الإمام الشافعي في سنة مائتين هجرية وذاع صيته أقبل إليها ليتعلم منها ويلتمس بركتها حتي مكث في مصر خمس سنين وتوفي سنة 205 هجرية وأوصي ان تصلي عليه فصلت عليه وسمع الناس هاتفاً يقول "غفر لمن صلي علي الشافعي بالشافعي وغفر للشافعي بصلاة نفيسة عليه" وعندما اقترب أجلها مرضت وأوصاها الطبيب ان تفطر من الصيام فرفضت وقالت: لي أربعون عاماً أسأل الله ان ألقاه صائمة وقالت اصرفوا عني طبيبي ودعوني وحبيبي زادني شوقي إليه وغرامي وغيبي ثم بدأت تتلو القرآن حتي وصلت سورة الأنعام وهي تقرأ قوله تعالي: "لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون" ففاضت روحها الطاهرة وأراد زوجها سيدنا إسحق المؤتمن ان يأخذها للدفن في المدينة فتمسك أهل مصر بأن تبقي بركة في مصر وصمم علي نقلها فرأي رسول الله صلي الله عليه وسلم وآله وصحبه وسلم يقول له يا اسحق اترك نفيسة لأهل مصر فأنعم بها وأكرم وصارت مصر موطن الأولياء والصالحين حيث قدم إليها سيدنا أبوالحسن الشاذلي عشر سنين سميت عشر المنح بعد ان عاش في تونس متتلمذا علي شيخه سيدي عبدالسلام بن بشيشي فأتي إلي الإسكندرية وتتلمذ عليه خلق كثير منهم المحدث عبدالعظيم المنذري صاحب الترغيب والترهيب وربي أولياء كثيرين منهم سيدي أبوالعباس المرسي الذي رافقه في رحلته إلي الحج الذي توفي فيها ودفن بقرية قريبة من مرسي علم في مقامه العظيم المبارك الذي يزوره الصالحون وقد عمر المكان ببركته وصار معلما عظيما وتربي علي يد أبي العباس المرسي أحمد بن عطاء الله السكندري الذي كان شيخاً للأزهر وذهب ليعرف من هذا الرجل الذي يلتف حوله الناس فانبهر به وصار تلميذاً له وهو صاحب الحكم العطائية وله مؤلفات عظيمة في التربية والأخلاق والسير إلي الله تعالي ومقامه بسفح المقطم في منطقة التونسي بالبساتين ومن الأولياء العظام القطب الرباني سيدي أحمد البدوي "رضي الله عنهم جميعاً" الذي ولد في فاس بالمغرب وهو من نسل آل البيت الكرام وتربي في مكة وذهب إلي العراق كل هذا بتوجيه الهي وحضر إلي مصر سنة 633 هجرية ليملأها بركة وعلما ثلاثا وثلاثين سنة حيث انتقل راضيا مرضيا سنة 667 هجرية حيث عاش بطنطا مربيا ومعلما وقطبا مجاهدا حيث ذهب هو وتلاميذه في معركة المنصورة لمقاومة لويس التاسع وجيشه فنصرهم الله وأسر لويس التاسع في دار ابن لقمان الذي كان من تلاميذ البدوي ويحتفل الملايين بمولد البدوي كل عام عارفين بمقامه وفضله وكذلك السيد إبراهيم الدسوقي العالم العامل والولي الكامل الذي تتلمذ عليه حكام مصر وقته وايضاً سيدي عبدالرحيم القناوي بقنا الولي الكبير وصاحب العلوم النافعة وكذلك سيدي أبوالحجاج الأقصري بمدينة الأقصر وغيرهم مما يضيق المقام بذكرهم.