لست مع التضخيم الإعلامي لانجازات أي لاعب وبخاصة إذا كان صغير السن مثلما أنا ضد محاولات هدم لاعب أخطأ في مباراة أو أكثر مهما كان حجم خطأه. وقد كتبت كثيراً عن ظاهرة تلميع نجوم في سن مبكرة وأثر ذلك علي مستقبلهم الكروي مثلما حدث في الماضي مع محمد عباس نجم الأهلي الصاعد الذي تحول بين يوم وليلة إلي نجم متألق بعد مشاركته الأولي مع الأهلي وكانت النتيجة أنه قضي ريعان شبابه في السجن بسبب المخدرات. نفس الكلام حدث مع إبراهيم سعيد لاعب الأهلي في مطلع القرن الحالي والذي كانت سلوكياته وراء تركه لكل ناد يتعاقد معه حتي ترك الكرة سراً. وتكرر الموقف مع شيكابالا لاعب الزمالك عندما انطلقت موهبته منذ كان في السابعة عشرة من عمره ولكن أضواء الشهرة والنجومية جعلت إنتاج هذا اللاعب الكروي أقل كثيراً من موهبته. لذلك فأنا أكرر هذا الكلام خشية ضياع موهبة بحجم رمضان صبحي بسبب الضغوط النفسية والعصبية والبدنية التي نضعها علي لاعب مازال في الثامنة عشرة من عمره. رمضان صبحي أصبح مادة دسمة للإعلام في الفترة الأخيرة بشكل يمكن أن يخرج اللاعب عن تركيزه ونحن مقبلون علي مباريات هامة سواء للأهلي أو لمنتخب مصر في مشوار كأس العالم وليس كل لاعب يتحمل أضواء الشهرة والنجومية في هذه السن. ربما تكون هناك استثناءات لهذه القاعدة مثل محمد أبوتريكة الذي انتقل من ناديه الذي نشأ فيه الترسانة إلي الأهلي وهو في الظل قبل أن ينطلق إلي قمة النجومية والاضواء والشهرة ولكن كان لهذا اللاعب الرصيد الكافي من الاستقرار النفسي والإيمان والقرب من الله ما جعله يزداد توهجاً وتألقاً كلما ازداد تسليط الأضواء عليه.. ولكن والأهم أنه كان يزداد تواضعاً. ونفس الحال محمد صلاح نجم مصر المحترف في روما الذي احتوي أضواء الشهرة والنجومية العالمية. المشكلة التي أراها واقعاً الآن أن كل اللاعبين الموهوبين في الكرة المصرية في السنوات الأخيرة أمثال محمود كهربا ورمضان صبحي ومصطفي فتحي ومحمد إبراهيم ومحمد هاني.. كلهم من اللاعبين الذين لا يملكون هذه الصلابة النفسية لمواجهة أضواء الشهرة التي كانت موجودة عند النجم الاسطوري محمد أبوتريكة مما يهدد بالتأثير علي مستقبلهم الكروي. وفي المقابل لقضية الأضواء الإعلامية فإن المقابل ايضا وهو الهجوم الشرس علي بعض اللاعبين غير مطلوب ايضا وأخص بالذكر شريف إكرامي حارس الأهلي الذي أعلم تماماً أنه كان سبباً مباشراً في هزائم الأهلي الأخيرة ولكني في المقابل ضد هذا الهجوم الذي يهدم اللاعب ومستقبله بهذه الحدة. نفس الهجوم الإعلامي تعرض له باسم مرسي لاعب الزمالك نجم الموسم الماضي مما أخرجه تماماً عن التركيز أغلب فترات الموسم.. بل وأدخله في أزمة نفسية أثرت تماماً علي حساسية تهديفه في الفترة الأخيرة. لذلك أطالب الإعلام بالاعتدال في الحالتين وبخاصة في الحالة الأولي التي تهدد عطاء نجوم يمكن أن يقدموا الكثير لمصر في المستقبل القريب.