منزل «جدو» تحول لمزار سياحي و«حوش عيسي» أصبحت الأشهر في مصر جدو .. إلى أين قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية لم يكن محمد ناجي «جدو» - لاعب الاتحاد السكندري - يعلم أنه بعد انتهاء البطولة سيكون حديث الساعة في الشارع المصري، ولم يدرك «جدو» قبل البطولة أنه سيكون بطلها الأوحد بعد أن نجح في إحراز خمسة أهداف في 150 دقيقة لعبها «جدو» ومع المنتخب المصري وقبل البطولة كان «جدو» متألقاً مع الاتحاد السكندري ونجح في قيادة الفريق الأخضر للفوز في خمس مباريات متتالية وإحراز العديد من الأهداف الجميلة التي جعلت الكابتن حسن شحاتة - المدير الفني للمنتخب المصري - يضع «جدو» في قائمة اختياراته لبطولة كأس الأمم الأفريقية في أنجولا وتألق جدو، لكن قبل التألق كان قد وقع لنادي الزمالك وبعد العودة تغير الحال تماماً ووقع جدو تحت الضغط النفسي ولم يستطع أن يخرج من دائرة الضغط النفسي الرهيب الذي وقع عليه بعد حصوله علي جائزة هداف بطولة كأس الأمم الأفريقية، وهناك العديد من اللاعبين الذين يقعون تحت دائرة الضغط النفسي ولا يستطيعون أن يقدموا مستواهم الكبير. ومن هؤلاء النجوم نجم الزمالك محمود عبدالرازق شيكابالا الذي لا يستطيع أن يتحمل الضغوط الجماهيرية، فمع أي هتاف جماهيري ضده يبتعد عن مستواه وكان قبله في الزمالك محمد أبوالعلا، الغريب أن أبوالعلا مع الإنتاج الحربي يقدم أداء راقياً بعيداً عن العصبية عكس مع كان مع الزمالك تكثيراً ما كان أبوالعلا يشتبك مع جماهير نادي الزمالك بعد المباريات وعلي المستوي العالمي كان أشهر من يخرجون عن النص ويشتبكون مع الجماهير النجم الفرنسي الكبير أريك فانتونا الذي اشتبك كثيراً مع جماهير مانشستر وجماهير الفرق الأخري وكان أطرف عراك لكاتشونا عندما صعد إلي المدرجات واشتبك مع متفرج ولكمه في وجهه وبعدها اعتزل كرة القدم. وأداء «جدو» مع فريق الاتحاد السكندري في مباريات الدوري بعد العودة من أنجولا أن «جدو» قد يختفي سريعاً من علي قائمة نجوم الكرة المصرية لو لم يخرج عن دائرة الضغط النفسي، ففي مباراة الاتحاد السكندري أمام بتروجت غاب جدو تماماً عن اللقاء وتم تغييره في الدقيقة 60، وفي مباراة الفريق أمام المقاولون التي خسرها الاتحاد بأربعة أهداف، لم يقدم جدو أي مردود لفريق وجماهير الاتحاد السكندري لن تصبر طويلاً علي جدو وإذا لم يعود جدو إلي تعدل فقد يكون أسيراً لدكة البدلاء في فريقه لأن المدير الفني لفريق الاتحاد كارلوس كابرال معروف عنه أنه يحب اللاعب خاصة وفي هذه الأيام، وفي ظل الضغوط النفسية الصعبة التي يمر بها سيكون خارج حسابات كابرال. محمد ناجي «جدو» نجم له موهبة كبيرة ولو لم ينجح في تحمل النجومية والشهرة والضغوط العصبية، فسيكون مثل العديد من النجوم الذين اختفوا وضاعت موهبتهم بسبب قلة الثقة بالنفس. «جدو» لاعب له إمكانيات كبيرة تؤهله لأن يصبح أحد نجوم الكرة المصرية في المستقبل، ولكنه يعاني أزمة ثقة كبيرة فبعد الشهرة والأضواء، اضطر «جدو» لأن يكذب في كل القنوات الفضائية ويقول إنه لم يوقع للزمالك، ولكن عندما ظهرت العقود اضطر لأن يقول الحقيقة وهو ما خلق هزة عنيفة وأزمة ثقة للاعب في نفسه فقد كانت الصورة التي خلقها الإعلام ل «جدو» أنه سيكون بديلاً «أبوتريكة» في كل شيء حتي في الالتزام الأخلاقي، ولكن «أبوتريكة» تعامل مع النجومية والشهرة بشيء من الهدوء والثقة في نفسه والهدوء في التعامل مع الإعلام فلم ينجرف إلي أضواء الشهرة ولم تجده في كل القنوات الفضائية ويخرج بحساب ويتكلم بحساب، ولكن يبدو أن الفارق أن «أبوتريكة» جاءته النجومية علي مراحل، ففي البداية لعب في الأهلي فحصل علي شهرة بسيطة ثم زادت الشهرة مع لعبه لمنتخب مصر وإحرازه لقب بطولة 2006 ورغم أن الشهرة جاءت ل «أبوتريكة» ول «جدو» في نفس السن، فإن تعامل «جدو» مع الشهرة مختلف تماماً عن تعامل «أبوتريكة» والإعلام هو الآخر لعب دوراً سلبياً في أزمة «جدو» لأنه وجد اللاعب فريسة سهلة فجعله عرضاً مستمراً في كل البرامج والقنوات الفضائية وكان منزل «جدو» أشهر من هرم خوفو أثناء بطولة كأس الأمم الأفريقية فقد تحول منزل «جدو» في حوش عيسي لمزار سياحي لكل القنوات الفضائية وهو ما خلق نوعاً من عدم الاتزان النفسي للاعب الذي ظهر بهذا المستوي الباهت مع الاتحاد السكندري بعد مباراتين في الدوري العام المصري لكرة القدم، ولعب «جدو» أسوأ مبارياته مع الفريق منذ انضمامه للفريق الأخضر بعد العودة من أنجولا ويبدو أنه لم يعد يستطيع اللعب أساسياً واشتاق إلي دكة البدلاء التي جعلت منه لاعباً فذاً في كأس الأمم، أما اللعب أساسياً في الاتحاد السكندري فلم يعد مفيداً له الآن.