غريب أمرنا كمسلمين تركز أغلبيتنا علي بطنه وما سيدخل جوفه من خيرات الله مع أنه ينام حتي منتصف النهار ويزيد وليس علي جبينه نقطة عرق لأنه قابع تحت التكييف وأمامه النت وما أدراك ما النت. غريب أمر الكثير منا لا يخرج من بيته في النهار طوال الشهر الفضيل. وينطلق بعد الافطار الي الكافيهات والمولات ونوادي الديسكو ولا يعود الا عند السحور. وقد يتسحر هو ورفاق السوء ثم يعود بعد الفجر للنوم وهكذا دواليك طوال رمضان متخذاً من البطالة أو من حرارة الجو حجة لفعل ذلك كي يستطيع مقاومة الجوع والعطش أو كي يقوي علي الصيام. وهو في حال الأصل مجرد أداء لهذه الفريضة دون التمعن في حكمة فرضها علينا كمسلمين وهو سبحانه غني عن العالمين وليس في حاجة الي صلاتنا أو نسكنا أو صومنا فلن يناله شيء من ذلك وانما شرع في ذلك لصالحنا كي يهدينا الي سبيل الرشاد ويدخلنا الجنة التي وعد بها المتقون. غريب أمرنا رغم وسائل التقنية الهائلة التي صنعها انسان هذا الزمان الا أننا كمسلمين لم نفكر في استغلالها لصالحنا ولتطوير أنفسنا أوحتي كنوع من لاثقافة ونركز علي نشر فضائحنا وغسيلنا "الوسخ" علي الردح أقصد التواصل الاجتماعي حتي في رمضان. غير عابئين بفضل هذا الشهر الذي يقترن اسمه بالكريم والفضيل لأنه فيه أكرم الله المسلمين وفضلهم علي العالمين. ففيه كان أول انتصار للمسلمين في بدر وهم قلة وأذلة وكان ذلك في 17 رمضان في السنة الثانية للهجرة وسميت الغزوة بيوم الفرقان وفيه أيضاً فتح مكة يوم 20 منه عام 8 هجرية. وفي هذا الشهر الذي نتكاسل فيه ونتعامل معه نحن في هذا الزمان كان انتصار المسلمين علي الفرس في الاسبوع الأخير من رمضان منه 13 هجرية مع ان عدد المسلمين كان 8 الاف في مواجهة 100 ألف وفيه تم فتح الاندلس 92 هجرية علي يد موسي بن نصير. ليؤسس المسلمون دولة اسلامية في أوروبا استمرت 80 عاماً ولولا التراخي والابتعاد عن الله وتعاليمه لظلت تلك البلاد أو ربما ثروات رقعتها الي يومنا هذا. وفيه أيضاً الانتصار الساحق للمسلمين في عين جالوت بقيادة سيف الدين قطز علي جحافل التتار في 658 هجرية وغيرها من الانتصارات التي حققها المسلمون في هذا الشهر وكان أحدثها هو العاشر من رمضان عام 1393 هجرية الموافق 6 أكتوبر 73 والذي يدرس في الاكاديميات العسكرية العالمية للآن لابراز العبقرية المصرية وقوة الجندي المصري الذي قهر الاسرائيليين ودمر أقوي خط حربي منيع في التاريخ وهو خط بارليف. للأسف أغلبنا يعتبر هذا الشهر عبئاً وعائقاً أمام العمل والحركة والنشاط في النهار مع انه كما ذكرنا كان يفضل فيه المسلمون الجهاد والحرب علي الأعداء. فلو كان كذلك ما فضله السابقون عن بقية أشهر العام. فالصوم جنة وصحة وعافية وبركة وخير وقل ما شئت وأكثر. لأن الله لا يفرض شيئاً الا كان فيه الخير لعباده. لذا علينا أن ننتهز الفرصة ونغتنمها لصالحنا. وأن نزيد من العمل فيه ليس داخل المكاتب. وانما في الميادين حيث المشروعات العملاقة التي يتم تنفيذها حالياً لبناء مصر الحديثة. أو حتي في فتح مشروعات صغيرة تدر لنا الخير بدلاً من المكوث أمام النت بالساعات بحجة عدم وجود فرص عمل أو لتسلية الصيام. علينا أن نتخذ من هذا الشهر الدروس والعبر والتزود من نفحاته وبركاته وان نتخلي عن كل العادات السيئة كالاكثار من الطعام. والردح علي النت. والخوض في الأعراض والتحكم في النفس عند الغضب. والابتعاد عن كل ما يغضب الله.. وللحديث بقية. وأخيراً: * مر 12 يوماً من رمضان وكله من عمرنا.. ويا ليت السنة كلها رمضان * لم نشعر فيه بالتعب ولا بالجوع ولا بالعطش رغم لهيب الجو.. سبحان الله * وقبل يومين مرت ذكري عطرة علي المصريين وهي انتصارات العاشر من رمضان علي الاسرائيليين. * سيارات النقل تجوب الشوارع نهاراً... ولا عزاء للمرور * زيادة رسوم استخراج الشهادات من الأحوال المدنية ليس في صالح الفقير * بأمارة إيه.. المالية ترفع موازنة مجلس النواب الي مليار جنيه. * مذبحة أورلاندو.. تفضح القصور الأمني الأمريكي.