لاعب كرة القدم المصري في الملاعب الخليجية قليل من النجاح كثير من الفشل هذه حقيقة أكدتها السنوات الماضية في عالم الاحتراف الذي انتقل لملاعب كرة القدم في عدد من دول الخليج خاصة بالسعودية والإمارات وقطر والاحصائيات تؤكد وجود عدد لا بأس به من لاعبينا في ملاعب هذه البلدان الثلاثة ولكن من ترك البصمة والعلامة الفارقة كانوا قليلين للغاية ولابد من الاعتراف أن اللاعب المصري لم ينجح بشكل كامل في تلك الملاعب لأسباب متنوعة ولطبيعة تكوينه الكروي الذي أصبح يعتمد في فترات طويلة سابقة علي جوانب خاصة بالمهارة الذاتية للاعب. الحقيقة والأرقام تؤكد تراجع سلعة وسعر اللاعب المصري في الدوريات الخليجية وخير دليل علي ذلك في الوقت الراهن انه لا يوجد أي لاعب في الدوري الإماراتي مع نهاية موسم 2015/2016 وانه وان تواجد لاعب في بداية هذا الموسم وهو عمرو السولية مع نادي الشعب لكن هذا اللاعب فشل فشلا ذريعا مع الشعب الذي هبط للدرجة الأولي وترك السولية الشعب مع فترة الانتقالات الشتوية باللعب في صفوف الأهلي. "الجمهورية" تفتح هذا الملف الشائك من خلال عدد من الآراء المتنوعة للوقوف علي الاسباب التي أدت إلي فشل اللاعب المصري خليجيا علي الرغم من وجود عدد من التجارب الناجحة عالميا وفي دوريات أوروبية كبيرة وأكبر دليل علي ذلك وجود محمد صلاح والنني وكوكا في أكبر الاندية في ايطاليا وانجلترا والبرتغال. وقبل الدخول في الموضوع هناك وجوه مصرية مشرفة في الملاعب الخليجية ونذكر منها حسني عبدربه الذي تألق مع الأهلي الإماراتي عندما توج معهم بلقب بطولة الدوري ومحمد عبدالشافي مع الأهلي السعودي والمتوج بلقب بطولة الدوري مؤخرا باستثناء ذلك لم تنجح العديد من التجارب المصرية في ملاعب الخليج خلال الفترات الأخيرة ونتطرق معا لعدد من تجارب لاعبينا في الملاعب الخليجية حيث شارك محمد أبوتريكة علي سبيل المثال مع فريق بني ياس الإماراتي وعلي الرغم من تحقيقه معهم لبطولة الاندية الخليجية لكنه لم يترك البصمة الأهم في بطولة الدوري وبطولة الأندية الخليجية اعتقد انها ليست مقياسا لنجاح أبوتريكة فهي بطولة متواضعة المستوي وتراجع فيها الاندية التي تحتل المراكز المتأخرة مثل خامس أو سادس أو سابع الدوري ولكنني أجزم بأن أبوتريكة نجح اخلاقيا فقط في الإمارات لكنه فشل فنيا بدليل نتائج الفريق في البطولة المحلية وقتها وترتيبه البعيد عن الصدارة. اضف إلي ذلك السقوط الكبير لمحمد زيدان مع بني ياس ايضا في فترة كان هذا النادي ينظر إلي زيدان علي انه المنقذ في ظل قدوم اللاعب بهالة كبيرة ولكنه لم يظهر بالشكل اللافت ولم يحقق شيئا له بصمة كبيرة مع النادي بل تفاقمت المشاكل كثيرا عليهما لدرجة انها وصلت إلي تدخل اتحاد الكرة ليكون حكما بينهما اضافة إلي ذلك التجربة الأخيرة لعمرو السولية والتي كانت الضربة القاضية في ظهر اللاعب المصري بملاعب الإمارات حيث لم يقدم السولية شيئا يذكر مع الشعب حيث عاد الفريق للدرجة الأولي سريعا وربما يكون الحظ العاثر للسولية انه تواجد مع ناد ضعيف لكن اللاعب نفسه لم يقدم المستوي المقنع لدرجة ان القائمين علي الشعب أبدوا حزنهم الشديد لهذه الصفقة التي تم وصفها بالفاشلة وقبل السولية كانت هناك تجربة مميزة للوصل الإماراتي مع شيكابالا الذي لم يقدم ما يشفع لجمهور هذا الفريق الكبيرة في الكرة الاماراتية حيث لم يكمل شيكا الموسم وطلب الرحيل عن النادي. وننتقل معا إلي الأزمة الكبيرة حاليا والدائرة بين الزمالك والأهلي السعودي بسبب محمد عبدالشافي وهذه نقطة سلبية اخري حيث ينجح لاعب ثم تأتي أمور ادارية لتخلق مشاكل كبيرة بين الناديين وهذه هي حقيقة الأمر بين الزمالك والأهلي السعودي حاليا. الرمادي آراء متنوعة حرصنا علي ابرازها بين مدربين واداريين ووكلاء لاعبين لمعرفة اسباب فشل اللاعب المصري في الملاعب الاماراتية تحديدا والخليجية بشكل عام حيث يري ايمن الرمادي وهو واحد من المدربين المصريين الذين نجحوا في الملاعب الخليجية في الامارات وعمان واظهر بصمة واضحة في قيادته لأكثر من فريق والصعود بهم من الأولي للمحترفين. يقول الرمادي: اللاعب المصري فرديا واقصد في النواحي المهارية أكثر من ممتاز وهذه موهبة مغروسة في اللاعب المصري لكن مشكلته علي المستوي الخططي ضعيف جدا ورصيده في هذه النقطة لا يتعدي 2% واقول ذلك لأنني عاصرت الدوري المصري هذا الموسم. وختم ايمن الرمادي بقوله تألق محمد صلاح والنني في أوروبا لم يأت من فراغ بل انهما فعلا الكثير حتي انتقلا لناديين كبيرين علي مستوي القارة الأوروبية. من جانبه يقول حميد يوسف مدير الكرة الحالي بنادي الوصل: لا نستطيع القول بأن شيكابالا قد فشل مع الوصل حيث طلب الرحيل عن النادي بعد رحيل الفرنسي برونو ميتسو وان شيكا كان ملتزما للغاية في التدريب والمواعيد وقدم مستوي جيدا وادارة النادي لم تجبره علي الرحيل. وينتقل بنا اسماعيل راشد نجم المنتخب الاماراتي الاسبق وواحد من المواهب الخليجية إلي نقطة أخري بسبب عدم نجاح اللاعب المصري خليجيا قائلا: اللاعب المصري يصعب التأقلم مع الخليج لاسباب منها: انه يريد ان يصنع أمورا بمفرده وبعض اللاعبين لا يحبون النظام مع زملائهم بشكل كبير ومن الصعب التعامل مع زملائه من اللاعبين والجهاز الفني وبالتالي يصعب نجاحه في الخليج باستثناء لاعب واحد وهو حسني عبدربه. وقال النجم الاماراتي الكبير والعاشق لمصر في نفس الوقت: المفروض ان يكون العطاء أفضل فالملاعب الاماراتية خاصة والخليجية عامة مرآة ونظرة مهمة نحو أوروبا لكي ينطلق اللاعب والنظرة المادية فقط للاحتراف الخليجي تؤدي إلي الفشل السريع والنجاح في أوروبا سببه المادة القليلة وهذه نقطة ايجابية.