* كل يوم يتأكد لنا جميعا ان الإعلام في بلادنا هذه الأيام لا يهمه إلا جمع أكبر قدر من الأموال وزيادة نسبة المشاهدة وبالتالي ارتفاع حصيلة الإعلانات ولو كان ذلك علي حساب الوطن والمواطن. فلم يعد يهتم الإعلام وتحديدا الخاص منه إلا بالقضايا الخلافية والموضوعات المثيرة التي تدعو للفرقة وتقسيم المواطنين. ولنا فيما حدث في واقعة اشتباك ¢شوبير والطيب¢ برعاية الإبراشي المثل حيث ظل الأخير جالسا علي مقعده ولم يحاول حتي فض الاشتباك بين ضيفيه!! * الغريب في الأمر أن الجميع سواء مسئولين أو حتي مواطنين صب غضبه علي شوبير والطيب ولم يتطرق أحد إلي سبب الأزمة الرئيسي والمتسبب في هذه الفضيحة الفضائية التي تابعها الملايين داخل مصر وخارجها علي الهواء مباشرة وهو مشعل الإعلام الأول في مصر وائل الإبراشي الذي أصبح برنامجه ماده خصبة لبث روح الفرقة والخلاف بين المواطنين وكذلك زرع اليأس في النفوس من كل شيء والمهم يحصل البرنامج علي أعلي نسبة مشاهدة. * الخلاف بين الطيب وشوبير لم يكن يستدعي من الأساس استضافتهما في برنامج يتبادلان فيه الاتهامات والشتائم التي لوثت آذان وعيون المشاهدين. وكان يجب علي الإبراشي عدم السماح لشوبير بالدخول علي الهواء خاصة أنه سبق له رفض المشاركة في الحوار قبل انطلاق البرنامج لارتباطه بالتحليل علي مباراة نهائي الدوري الأوروبي علي فضائية صدي البلد. ولكنه ذهب لبرنامج الإبراشي بعد أن علم بهجوم الطيب عليه وانتقاده هو وأسرته وهو ما دفعه إلي مغادرة برنامجه والتوجه إلي الإبراشي والطيب.!! * نعم كان يعلم الإبراشي ان دخول شوبير علي الهواء مع الطيب لن يمر بسلام وأن الصدام بينهما سيحدث لا محالة. وكان عليه منع دخول شوبير للحلقة وأن يتم استضافته في حلقة أخري منفردا للرد علي اتهامات أو حتي تطاولات الطيب. ولكن الإبراشي لم يفعل لأنه يسعي للإثارة واشعال الفتنة بين الضيوف بل وبين المواطنين. وأكبر دليل علي كلامي عدم تحركه من مقعده وظل يشاهد الاشتباك بين شوبير والطيب وكأنه في برنامج آخر يشاهده علي فضائية أخري وهو في صالون منزله.!! * المؤكد أننا لسنا ضد الإعلام أو الحوارات الساخنة فيه والنقاشات المفيدة ولكن نحن نرفض أي تجاوزات أو تطاول سواء في برنامج الإبراشي أو غيره من البرامج التي باتت عبئا ثقيلا علي مصر والمصريين بعدما تفرغت فقط لعرض السلبيات والكوارث وإغفال أي انجاز أو حتي مشروع يدعو للأمل والتفاؤل. وان تناولته يكون علي استحياء وفي ثوان معدودة. * من هذا المنطلق أتمني أن تسرع الحكومة والبرلمان في إصدار القانون الموحد للصحافة والإعلام وتشكيل الهيئات الثلاث المعنية بتنظيم العمل في هذين القطاعين المهمين حتي يعلم الجميع ان هناك من يتابع ويحاسب المخطئ قبل مكافأة المجد. ويعلم الجميع أيضا أنه لا أحد فوق القانون أو بعيد عن المحاسبة والعقاب في حال ارتكاب الخطأ أو التجاوز وهو ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاحه للمرحلتين الأولي والثانية من مشروع ¢الاسمرات¢ أمس الأول. * في النهاية أتمني أيضا من غرفة صناعة الإعلام اتخاذ موقف وقرار حاسم من تجاوزات الفضائيات وبعض البرامج والإعلاميين وألا يمر ما حدث بين ¢شوبير والطيب وثالثهما الإبراشي¢ مرور الكرام دون محاسبة المتسبب في هذه الفضيحة الفضائية العالمية.