تتمتع بشخصية قوية يظهر ذلك من خلال صوتها القوي وتعبيرات وجهها واشارات يديها التي تعبر دائما عن مواقفها بحزم قبل أن تعبر عنه من خلال الكلمات. انها السيدة هيلين كلارك رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة والمرشحة لمنصب الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة خلفاً لبان كي مون. ثلاث نساء في دائرة المنافسة لتكن "كلارك" إحداهن أول امراة تتولي الأمانة العامة للأمم المتحدة علاوة علي أربع من المرشحين الرجال. حيث تولي الأمانة العامة للأمم المتحدة تسعة أشخاص حتي الآن جميعهم من الرجال. هيلين كلارك تؤمن بمثل نيوزلاندي قديم حول من هم أهم شيء في العالم وهم البشر وتريد أن تبعث الأمل والعدالة والانسانية من خلال الخوذ الزرقاء التي تمثل الأممالمتحدة في جهود الاغاثة. مطالبة بدور أكبر لدول جديدة وصديقة للسلام كما انها تتطلع إلي دعم مصري في عضويتها بمجلس الأمن وثقلها بمنطقة الشرق الأوسط. ما الذي دفعكم للترشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة؟ البعض يقول لي أنني أتمتع بخبرات قيادية اكتسبتها خلال 30 سنة من العمل في دوائر السلطة في نيوزيلندا وأروقة الأممالمتحدة. لدينا قول مأثور في نيوزيلندا ما هو أهم شيء في العالم؟ هم البشر.. البشر.. البشر. ونحن ندين لهم بأن نجعل الأممالمتحدة في أفضل صورة يمكن أن تكون عليها وندين لهم بناء عالم أفضل وأكثر عدلاً وأمنا. بداية حديثنا عن اللقاء الذي جمعكم مع الرئيس المصري؟. الرئيس السيسي ذو رؤية حاسمة كما أنه قام باستعراض الجهود التي تقوم بها الحكومة في سبيل النهوض بمختلف الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وأن "رؤية مصر 2030" التي تعد استراتيجية متكاملة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والارتقاء بمعدلات النمو فضلاً عن مكافحة الفقر والفساد. وبدوري أشدت بالجهود التي تقوم بها مصر في سبيل تحقيق التنمية الشاملة. وحرصي علي مواصلة التعاون بين برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومصر من أجل تحقيق الأهداف التنموية المرجوة واستراتيجية "رؤية مصر 2030" جيدة جداً ومتسقة مع أهداف التنمية المستدامة لما بعد 2015 التي اعتمدتها الأممالمتحدة. والرئيس أعرب خلال اللقاء عن تمنياته بالتوفيق بمناسبة اعلان نيوزيلاندا عن ترشيحها لمنصب سكرتير عام الأممالمتحدة. وأنا اتطلع إلي الدعم المصري لي خلال الانتخابات الأممية علي منصب الأمين العام. كيف ترين مصر خاصة بعد حصولها علي مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي؟ نحن نقدر دور مصر المحوري في العالم العربي بوصفها ركيزة رئيسية للسلام والاستقرار. والقاهرة لها دور فاعل في جهود تنفيذ أهداف التنمية المستدامة علي مستوي العالم العربي بالتعاون مع المكتب الاقليمي لبرنامج الأممالمتحدة الانمائي للدول العربية. ويمكن لمصر أن تساهم بشكل اساسي في تعزيز دور التنمية في حفظ السلم والأمن الدوليين بما يساهم في توفير واقع افضل للشعوب التي تمر بظروف سياسية أو اقتصادية صعبة. ما هو البرنامج التي سوف تتبنيه لتحسين وتطوير المنظمة العالمية؟ منصب الأمين العام للأمم المتحدة عليه تحديات كبيرة ويواجه الكثير من القضايا أهمها قضية العدالة ومواجهة الاسلاموفوبيا وتصحيح مفاهيم الاسلام الصحيح للغرب. مشيرة إلي أنه علي الدول ان تساعدها في مواجهة تلك التحديات الأمنية والاقتصادية وسوف أعمل علي مبدأين هامين هما اتخاذ مواقف مرنة ومتناسبة مع الحدث. وحث الدول الأعضاء للعمل معاً للوصول إلي حلول. هل يمكن أن نري تعاوناً مثمراً بين الأممالمتحدة والجامعة العربية؟ بالفعل فقد رددت علي مثل هذا السؤال خلال المؤتمر الصحفي لي في الجامعة العربية وأكدت علي ضرورة العمل علي تضافر الجهود من أجل اصلاح المنظومة الدولية فالعالم يختلف كثيراً اليوم ويتطلب جهوداً كبيرة من جانب أذرع الجمعية العامة للأمم المتحدة للعمل معاً من اجل مواكبة التحديات الراهنة. كيف يمكن للأمم المتحدة أن تتأقلم وتطور من نفسها؟ أري أنه يمكن تطوير اداء المنظمة العالمية من خلال التركيز علي النتائج آكثر من الاجراءات التقليدية من خلال التشاور الوثيق مع الدول الاعضاء وايضا تحقيق شفافية حقيقية والاستثمار في الاشخاص وفي الأداء. من وجهة نظرك.. كيف يمكن أن تحل النزاعات الاقليمية في منظمة الشرق الأوسط وهي مهددة بخطر الارهاب؟. الحلول الأمنية والعسكرية ليست قادرة علي ادارة النزاع الحالي. وأحب أن أنوه إلي الدور الذي يقوم به مبعوثو الأممالمتحدة ومنهم مارتن كوبلر المبعوث الخاص بليبيا وجهوده من أجل حل الأزمة الراهنة. وإسماعيل ولد الشيخ مبعوث الأممالمتحدة الخاص باليمن الذي يسعي لتفعيل الحوار بين كل الاطراف والتواصل لحل الأزمة اليمنية. وستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص بسوريا والذي يسعي للتوصل إلي حل سياسي للأزمة الراهنة في سوريا. الرئيس المصري تحدث عن مبادرة للسلام بجانب المبادرة الفرنسية في اطار الجهود من أجل حل القضية الفلسطينية؟. بالطبع رحبت بالمبادرة المصرية فهي شريط وركن اساسي وفعال وتاريخي وارحب ايضا بالمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام وتنفيذ حل الدولتين. وتعهدت بالدفع قدماً بمسار حل القضية الفلسطينية حال فوزها بمنصب الأمين العام للأمم المتحدة. هل يمكن أن نري مقاعد دائمة من القارة الافريقية وتغييرللخريطة الدولية حال فوزك بالانتخابات؟. ذكرت اكثر من مرة في لقاءاتي بضرورة اصلاح مجلس أمن الأممالمتحدة من خلال تحويل المانيا واليابان والهند والبرازيل إلي اعضاء دائمين بالمجلس ومن الممكن أن يكون من بين الاعضاء الدائمين بمجلس الأمن عضوان دائمان من دول افريقيا حتي يعكس تشكيل المجلس واقع القرن الواحد والعشرين.