قدم علي امتداد رحلة حياته اللحن الجميل والفن الجديد وبدأ في عالم الموسيقي والغناء كأنه بيت القصيد ذهب ليدرس بمعهد الموسيقي العربية فعينوه أستاذاً لمادة العود وكان أول لقاء له مع كوكب الشرق في محطة السكة الحديد. يوافق العام الحالي "2016م" ذكري مرور 110 أعوام علي ميلاده و35 عاماً علي رحيله. الفنان رياض السنباطي. * محمد رياض السنباطي ملحن قدير وموسيقي شهير ومطرب كبير. من مواليد مدينة فارسكور - دمياط في 30 نوفمبر 1906 وتوفي في 10 سبتمبر 1981 بعد رحلة عطاء واجتهاد دامت 75 عاماً. كان والده مقرئاً للقرآن الكريم ومنشداً للتواشيح وعازفاً للعود. يشارك في إحياء الليالي والمناسبات بقري ومدن الدقهليةودمياط. ظهرت مواهب رياض السنباطي مبكرة في سنوات طفولته الأولي وكان يؤدي أغاني الصهبجية لسيد درويش بصوت عذب جميل وضمه والده إلي فرقته وشاركه في إحياء الحفلات. غادر مع أسرته فارسكور إلي المنصورة وعمره 12 سنة وتقدم في فنه وعرف في المنطقة بلقب بلبل المنصورة. أعجب به فنان الشعب سيد درويش وعرض علي والده أن يذهب معه إلي الاسكندرية. لكن الموافقة علي هذا الطلب كانت صعبة بعد أن أصبح أحد أعمدة فرقته. أصيب بمرض في عينه. منعه من مواصلة الدراسة وانتقل مع أسرته إلي القاهرة 1928 للبحث عن فرص أفضل للتقدم والنجاح وكانت أم كلثوم قد جاءت مع أسرتها قبلهم إلي العاصمة من طماي الزهايرة بالسنبلاوين. رأي رياض السنباطي أم كلثوم لأول مرة في محطة سكة حديد قرية درين مركز طلخا "نبروه الآن". ذهب رياض السنباطي للالتحاق بمعهد الموسيقي العربية وكانت دهشة أعضاء اللجنة شديدة لعلمه وفنه فقررت تعيينه استاذا لمادة العود والإلقاء بالمعهد. ترك السنباطي المعهد بعد 3 سنوات وتفرغ للتلحين أوائل الثلاثينيات وقدم ألحانه لعدد كبير من المطربين والمطربات من بينهم عبدالغني السيد ورجاء عبده ونجاة علي وصالح عبدالحي وبعد ذلك لعدد كبير من كبار المطربين والمطربات. كانت بدايته مع أم كلثوم: أغنية علي بلد المحبوب وديني. من كلمات أحمد رامي سنة 1935 وأطلقت عليه لقب العبقري. لحن السنباطي أكثر من 100 أغنية وقصيدة لها دينية ووطنية وعاطفية. تألقت فيها مواهبه وتفتحت زهور ملكاته وخرج بالموسيقي العربية إلي العالمية. ومن أشهرها قصيدة الأطلاق للشاعر الطبيب ابراهيم ناجي وهي مختارة بمعرفة رامي وأم كلثوم من قصيدتي الأطلال والعودة. وفي سنة 1952 شارك في فيلم سينمائي مع هدي سلطان قدم من خلاله مجموعة من الأغاني والألحان الناجحة. لكنها كانت التجربة الأولي والأخيرة. حصل علي وسام الفنون 1964 ووسام الاستحقاق في السبعينيات وجائزة المجلس الدولي للموسيقي في باريس 1964 وجائزة الريادة الفنية 1977 من جمعية كتاب ونقاد السينما والدكتوراة الفخرية من أكاديمية الفنون 1977 وجائزة اليونسكو وجائزة الدولة التقديرية في الفنون. من أشهر القصائد التي لحنها لأم كلثوم رباعيات الخيام وسلوا كئوس الطلاح ونهج البردة وقصيدة النيل لأحمد شوقي. استبدل السنباطي بعض الكلمات بأخري أكثر وقاراً.. اطفئ لظي القلب بكأس الشراب لتكون: بشهد الرضاب. والرضاب: الريق ونوع من شجر السدر والمطر الخفيف وقطر الندي وقطع الثلج الصغيرة وقطع السكر وفتات المسك واللظي: اللهب. والصهبجية فن ظهر أوائل القرن العشرين. فرقة موسيقة من الهواة أرباب حرف يعزفون وينشدون ويكررون مقطع "يا عيني يا لا للي". وبيت القصيد هو أجمل أبيات القصيدة وأكملها معني وأروعها بيانا. أرجو أن نستعد من الآن لإحياء ذكري أمير النغم الشرقي رياض السنباطي. نكمل رحلته الابداعية ونهتم بالقصيدة العربية ونتعلم منه الإخلاص والتفاني والاجتهاد في العمل لنحقق النجاح. بعد التحية..