فى إطار احتفالات دار الأوبرا المصرية بذكرى رموز وأعلام الموسيقى والغناء فى مصر والوطن العربى، تحتفي الفرقة القومية العربية للموسيقي بقيادة المايسترو سليم سحاب في بداية نشاطها خلال الموسم الفني الجديد 2011- 2012 بالذكري ال30 لرحيل الموسيقار رياض السنباطي بحفلين. يقام الأول في الثامنة من مساء الخميس 29 سبتمبر علي مسرح أوبرا دمنهور ويعاد مساء الجمعة 30 سبتمبر على مسرح سيد درويش "أوبرا الإسكندرية"، يتضمن برنامج الحفلين مجموعة من أشهر أعمال الموسيقار الراحل رياض السنباطي، التي أثرى بها الساحة الغنائية والفنية طوال مشواره منها "قصيدة أصون كرامتي، نشيدي أنا النيل مقبرة الغزاة والجامعة، لحن الوفا، مين يشتري الورد مني، لا دمع كفاه ولا طفا النار، إن كنت ناسي أفكرك، حقابله بكره، صوت الوطن، فاضل يومين، على بلد المحبوب، عودت عيني، إله الكون، مصر تتحدث عن نفسها، حيث يشدو بها نجوم الغناء بالفرقة: عفاف رضا، ريم كمال، محمود عبدالحميد، مي حسن، غادة آدم، أحمد عفت، خالد عبدالغفار. يذكر أن الموسيقار رياض السنباطي ولد في 30 نوفمبر من عام 1906 بمحافظة دمياط، دخل عالم التلحين في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي عن طريق إحدى شركات الأسطوانات، التي قدمته كملحن لكبار المطربين والمطربات أو منهم عبدالغني السيد، ورجاء عبده، ونجاة علي، وصالح عبد الحي. تأثر السنباطي في بداية تلحينه للقصيدة بالمدرسة التقليدية، كما تأثر بأسلوب زكريا أحمد. وأخذ رياض عن عبد الوهاب الطريقة الحديثة، التي أدخلها على المقدمة الموسيقية كما كان من أوائل الموسيقيين الذين ادخلوا آلة العود مع الاوركسترا، ويري المؤرخون الموسيقيون أن ملامح التلحين لدى السنباطي قبل عام 1948 اعتمدت على الإيقاعات العربية الوقورة، والبحور الشعرية التقليدية الفسيحة، ومع تطور أسلوب السنباطي وسطوع نجم أم كلثوم في منتصف الثلاثينيات، شهد عام 1935 أول تعاون بينهم بأغنية «على بلد المحبوب وديني»، ولاقت نجاحا كبيرا، لينضم السنباطي إلى جبهة الموسيقي الكلثومية، التي كانت تضم القصبجي وزكريا أحمد، إلا أن السنباطي كان مميزا عن الآخرين فيما قدمه من ألحان لأم كلثوم، التي بلغ عددها نحو 90 لحنا. ومن أشهر ألحانه القصيدة العربية، التي توج ملكا عليها سواء كانت قصيدة دينية أو وطنية أو عاطفية، كما لحن للكثيرين من سلاطين الطرب أمثال منيرة المهدية، فتحية أحمد، صالح عبد الحي، محمد عبد المطلب، عبد الغني السيد، أسمهان، هدى سلطان، فايزة أحمد، سعاد محمد، وردة، نجاة، وعزيزة جلال. وقد نال السنباطي العديد من الأوسمه والتكريمات طوال مشواره، منها: وسام الفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، جائزة المجلس الدولي للموسيقى في باريس عام 1964، جائزة الريادة الفنية من جمعية كتاب ونقاد السينما عام 1977، جائزة الدولة التقديرية في الفنون والموسيقى، الدكتوراة الفخرية لدوره الكبير في الحفاظ على الموسيقى، جائزة اليونسكو العالمية وكان الوحيد عن العالم العربي ومن بين خمسة علماء موسيقيين من العالم نالوا هذه الجائزة على فترات متفاوتة" وفي التاسع من سبتمبر عام 1981 رحل السنباطي عن عالمنا بعد أن أثري الساحة الغنائية والفنية بمصر والوطن العربي.