تتجه الحكومة في الوقت الحالي الي تطبيق مبدأ الدعم النقدي مع محاولة الحفاظ علي حجم ما كان يتقاضاه المواطن من دعم سلعي ومثال ذلك تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيا وطلب زيادة قيمة الدعم بواقع 20% اضافية تضاف في صورة نقاط جديدة لمنظومة الدعم ولكن أيهما أفضل للمواطن هل الاستمرار في منظومة الدعم السلعي أم الاتجاه بقوة نحو الدعم النقدي. اختلف الخبراء حول منظومة الدعم يري البعض ان الدعم السلعي كان السبب الرئيسي في انهيار النظام الاقتصادي أي منذ الثمانينيات وعدم وصوله الي مستحقيه بينما يري البعض الآخر ان الدعم هو الأفضل لكي يستطيع المواطن شراء ما يحتاج اليه فماذا يقول الخبراء؟ تقول الدكتورة عالية المهدي عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية سابقا انه سبق اجراء بحث قبل الثورة علي نحو 400 أسرة من المستحقين للدعم وكشفت الدراسة ان 85% من عينة البحث طلبت الاستمرار في الدعم السلعي ورفضت الدعم النقدي.. والسبب هو خوفهم من انخفاض قيمة الدعم النقدي عاماً بعد الآخر بسبب التضحم وارتفاع الأسعار. قالت ان الحكومة الحالية تقترب من نظام الدعم النقدي ولكن يجب ادارة فاتورة الدعم بأسلوب رشيد أفضل من النظام الحالي. تسأل لماذا لم تنخفض قيمة فاتورة الدعم في الموازنة رغم انخفاض أسعار الطاقة الي مستويات غير مسبوقة. أكدت الدكتورة عالية المهدي ان الدعم العيني أفضل من النقدي لأن الدعم النقدي يتسبب في حالة من التضخم وارتفاع الأسعار ويحصل التجار علي قيمة الدعم كاملا عندما يقومون برفع أسعار السلع بمجرد احساسهم بوجود موارد اضافية نقدية في أيدي المواطن. تري ان الدعم للمواطن البسيط يجب أن يكون علي فاتورة الكهرباء والمواصلات والدواء والعلاج بالاضافة الي الدعم السلعي. وتسأل لماذا انخفضت أسعار الوقود في الدنيا كلها ولم تنخفض أسعار الوقود في مصر مع انهيار أسعار البترول الي 35 دولاراً للبرميل بدلا من 115 دولاراً. أكدت انه لا يجب ان يدفع الناس تكلفة سوء ادارة منظومة الدعم وانتاج السلع.. مشيرة الي ان المواطن الفقير في الولاياتالمتحدةالأمريكية يحصل علي كوبونات تشتري له الحد الأدني من الطعام والعلاج. وتري الدكتورة يمن الحماقي أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس ان الدعم النقدي أفضل من الدعم السلعي الذي دمر اقتصاد البلاد منذ السبعينات من القرن الماضي وتسبب في انهيار الموازنة عاماً بعد الآخر. قالت ان الدعم السلعي كنا نلجأ اليه لأنه لم نكن نمتلك منظومة لتحديد الفئات المستحقة قالت انها مع الدعم النقدي طالما يمكن الوصول الي الطبقات المحتاجة للدعم ويمكن الوصول اليهم من خلال 70 مليون مواطن مسجلين علي بطاقة التموين. حذرت من الغاء دعم الخبز لأنه يمثل محوراً أساسياً في حياة المواطن البسيط وانه يجب عند الاتجاه للدعم النقدي ان نتدرج في التطبيق. دعت الي ضرورة التمكين الاقتصادي للأسر الفقيرة من خلال توفير فرصة عمل لعائل الأسرة أو أحد أبنائها وهو ما تسبب في نجاح تجربة البرازيل في محاربة الفقر. قالت انه مع الأسف فان الحكومة ليست عندها رؤية واضحة في التمكين الاقتصادي للأسرة ومحاربة الفقر وكذلك فيما يخص المشروعات المتناهية الصغر والتدريب ولذلك فاننا محتاجون لإعادة النظر في تناول مثل هذه القضايا. يقول الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي انه يجب دراسة أولا كيف يتم تقديم دعم نقدي للفقراء قبل المضي في تنفيذ هذه التجربة وما هي السلع التي سيقدم عليها دعم نقدي. قال ان المجموعة الوزارية الاقتصادية لم تحسم أمرها حتي اليوم ما اذا كان سيتم الاستمرار في الدعم السلعي أو التحول الي الدعم النقدي. قال ان الحكومة مازالت حتي اليوم تطبق شرائح من الدعم السلعي بالاضافة إلي الدعم النقدي.. لأن السلع التي يرفض المواطن استلامها تتحول له الي دعم نقدي. أضاف ان الدعم النقدي لا يقدم في أيدي المواطن ولكن يمكن للمواطن شراء السلع التي يرغب في شرائها دون فرض سلعة لا يرغب فيها. قال ان رئيس الجمهورية تدخل وقام بزيادة عدد النقاط التي يحصل عليها المواطن بنسبة 20% عوضاً للمواطن علي خفض قيمة الجنيه بواقع 15%. أشار إلي ان بعض المستوردين قاموا بزيادة الأسعار 30% في بعض المنتجات. قال انا الدعم النقدي سوف يضيع أمام جشع التجار بسبب عدم وجود أجهزة رقابية كافية للجشعين الذين يستغلون مثل هذه الفرص. أضاف ان سلع مثل الخبز والأدوية ولبن الأطفال لا يصلح معها ما يسمي بالدعم النقدي. أضاف ان أفضل أسلوب لتقديم الدعم للمواطن هو خليط بين الدعم النقدي والسلعي مشيرا إلي ان الدعم النقدي موجود في أوروبا ولكن يوجد معه أجهزة رقابية مع معدلات تضخم أقل ما يمكن بينما في مصر يصل معدل التضخم السنوي 12%. يقول الدكتور أحمد العزبي رئيس غرفة صناعة الأدوية ان التحول الي الدعم النقدي أفضل بشرط الا يكون مبلغاً ثابتاً تنخفض قيمته عاماً بعد الآخر بسبب معدلات التضحم المرتفعة التي يتميز بها الاقتصاد المصري عاماً بعد الآخر. قال انه يجب تقديم حد أدني من الدعم للأسر الفقيرة لمعاونتها علي استمرار الحياة وذلك من خلال بحث اجتماعي تقوم به الشئون الاجتماعية بالتعاون مع وزارة التموين لتنقية البطاقات التموينية. أوضح ان المواطن الفقير يجب ان يكون له الحق في العلاج بكل المستشفيات الحكومية بدون مقابل وان يحصل علي الأدوية والعلاج بدون مقابل كما يجب ان يعفي من المصروفات الدراسية في المدارس الحكومية ويحصل علي الطاقة والكهرباء بأسعار رمزية. قال انه ممكن مثلا ان يتم احتساب أسعار مرتفعة للكهرباء لمناطق أكثر رقياً مثل الزمالك ومصر الجديدة والتجمع الخامس بأسعار مرتفعة ويحصل المواطن في الأحياء الشعبية علي هذه السلع بأسعار مخفضة. يقول الدكتور محمد عاطف رئيس الشركة المصرية لتجارة الجملة انه لا يوجد اتجاه في الوقت الحالي للتحول الي الدعم النقدي والغاء الدعم السلعي. قال ان طبيعة الشعب المصري تعودت منذ فترة طويلة علي الدعم العيني وأصبح سلوك وأسلوب تعامل. أضاف انه لو أعطينا للمواطن بدلاً نقدياً لشركة ما يحتاج اليه من سلع وخدمات لن يكون راضيا حتي ولو كان أعلي من قيمة السلع التي يحصل عليها.