الإسكندرية - هبة بكر الإسكندرية ليست الكورنيش فقط كما يظن الكثيرون.. عيون المسئولين اقتصر نظرها علي المناطق الراقية فحسب وأصيبوا بقصور في النظر للمناطق الداخلية.. شوارع تعاني الإهمال.. مطبات.. حفر.. قمامة.. باعة جائلين! المؤسف.. أن سكان تلك المناطق بحت أصواتهم وضاعت استغاثاتهم.. وذهبت شكاواهم للمسئولين أدراج الرياح فلا كبير يحاسب صغيراً.. ولا رئيس يعاقب مرءوساً فضاعت حقوق الغلابة من سكان تلك المناطق ولم يعد أحد يسأل فيهم. "الجمهورية".. تنقل الصورة الحقيقية لهذه المناطق من الإسكندرية التي لا تعرفها لتضعها كاملة أمام القيادات بالمحافظة. في منطقة المندرة قبلي وتحديداً شارع النبوي المهندس الذي كان في السابق واحداً من الشوارع التي اتسمت بالنظام ولكنه منذ أكثر من 3 سنوات يعاني الإهمال وتحول إلي بؤر أرضية كسرتها الشركات المسئولة عن توصيل المرافق ولم تعدها إلي أصلها بعد الانتهاء. استغاث قاطنو الشارع بالمسئولين لإصلاحه أو إعادته كما كان في السابق.. قال أيمن علي موظف إن الإهمال هو السبب الرئيسي لوصول الشارع إلي تلك الحالة المتردية حيث تم حفره منذ 3 سنوات ولازال العمل مستمراً دون التحرك خطوة إلي الأمام. وفي شارع الملاحة الذي أطلق عليه المواطنين لقب "طريق هلاك السيارات" أكد منير عبدالهادي تاجر أن السيارات التي تمر في الشارع تحتاج دائماً إلي إصلاح مستمر. وبات هجر الشارع والبحث عن بديل آخر للمرور هو الحل الوحيد لإنقاذ السيارات. فضلاً عن القمامة المتراكمة علي الطريق والتي حولت الشارع إلي مقلب قمامة كبير. وفي منطقة محطة الرمل والتي تعد من المناطق التراثية بالإسكندرية عادت ظاهرة الباعة الجائلين في شوارعها الأمر الذي أدي إلي تحويلها إلي سوق عشوائي كبير. وشهد كورنيش الإسكندرية ازدحاماً مرورياً وعدد من الشوارع الرئيسية الأخري مثل شارعي أبوقير وجمال عبدالناصر وبات المشوار الذي يحتاج إلي 15 دقيقة يتطلب ساعتين. أضاف وحيد سلامة سائق أن اختيار شوارع بديلة للمرور بها يعد تحميلاً كبيراً عليها حيث يمر بها عدد كبير من السيارات الأمر الذي يساعد علي تلافيها سريعاً بالإضافة إلي الزحام الذي تعاني منه الشوارع لتتحول إلي أماكن تحتاج إلي ساعات لعبورها. وفي شارع فرنسا والذي يعد من أكبر الشوارع التجارية بالمنشية قال محب سيد تاجر إن هذا الشارع كان أهم الشوارع التي اشتهرت ببيع الذهب والقماش والملابس والموبيليا ولكنه تحول إلي عشوائية كبيرة لعدم الاهتمام به وتطويره وباتت الشوارع الجانبية به تحتاج إلي إصلاح. لافتاً إلي أنه علي الرغم من أن الشارع مليء بالتجار إلا أنهم رفضوا الاشتراك مع المحافظة في التطوير وهو الأمر الذي جعل هناك تعنتاً وتراجعاً في تنفيذ أي خطة تطوير. وأكد أهالي منطقة الورديان التابعة لحي غرب أن شارع الأمير لؤلؤ بمنطقة المتراس شديد التردي ولا يتمكن المواطنون من المرور به. وقال علي مطاوع من قاطني المنطقة إن كوبري 27 تحول إلي مصفاة لمياه الأمطار رغم المبالغ المالية الكبيرة التي صرفت عليه لإعادة تأهيله. مشيراً إلي أن الشارع أسفل الكوبري حالته شديدة التردي نتيجة لمرور سيارات النقل الثقيل دون رادع. كما يعاني شارع أم السلطان لنفس الحي من أزمة عدم الاهتمام. أضاف أن عدم الاهتمام بالشوارع الجانبية المؤدية لطريق الورديان والقباري سمح للبلطجية بإقامة الأكشاك علي الطريق وتحويلها إلي غرز أو زرائب لتربية الماشية بحد وصفه الأمر الذي يحتاج إلي تدخل فوري من المسئولين. وفي منطقة بحري أكد الأهالي أن المنطقة لم تعد كما ذكرها التاريخ وباتت علي شكل بؤر تتراكم فيها المياه نتيجة لتكسير شوارعها الأمر الذي يعد بداية النهاية لواحدة من المناطق التي تشتهر بها عروس الأبيض المتوسط. أيضاً يعاني أهالي منطقة العامرية من شوارع أحاطها الإهمال وبات التكسير هو السمة الغالبة عليها حيث شكي أهالي طريق البصرةفلسطين من سوء حالته وانهياره وعدم قدرة السيارات أو المواطنين السير به لعدم رصفه وحاجته الملحة للتطوير. أكد اللواء خالد محيي الدين رئيس حي الجمرك ل "الجمهورية" أن الحي دخل خطة التطوير وتم تخصيص حوالي 2.5 مليون جنيه لرصف نحو 17 حارة وشارعاً. لافتاً إلي أن عملية السفلتة ستبدأ بعد الانتهاء من الأمطار التي عجز الحي عن إتمام عملية الرصف خلال الفترة الحالية. أضاف أن مشروع الصرف الصحي المفترض إقامته من منطقة المنشية إلي حلقة السمك ماراً ببعض المناطق الواقعة في نطاق الحي رسي العطاء علي إحدي الشركات بتكلفة 15 مليون جنيه وسيتم البدء فيه خلال الفترة المقبلة. موضحاً أنه من أجل إتمام مشروع الصرف يتم تكسير الشوارع وإعادة رصفها مرة أخري ولكن بعد الانتهاء بالكامل من المشروع. من جانبه أكد أحمد عثمان رئيس حي العامرية ثان أن الميزانية هي السبب الأول والرئيسي في الأزمة حيث يتم تخصيص مبالغ مالية لرصف بعض الشوارع في الوقت الذي تحتاج الشوارع المجاورة لها رصف أيضاً وهو الأمر الذي يعجز أمامه رؤساء الأحياء حيث يتم الرصف وفقاً للميزانية فقط. وحول مشكلة طريق البصرةفلسطين والتي يعاني أهلها من مشاكل بسبب عدم التطوير وحاجته للرصف أكد أن الميزانية التي يحتاجها هذا الطريق تبلغ 28 مليون جنيه وغير متوفرة ويحتاج الأمر إلي تدبير موارد جديدة لتوفيرها وإصلاح هذا الطريق.