ان رسالة السيد المسيح ليست فقط تعليما وارشادا وتوجيها ولكنها رسالة موت وحياة فقد جاء المسيح لكي يعطينا الحياة الأبدية "جئت لكي تكون لكم حياة وليكون لكم أفضل" ولهذا مات المسيح علي الصليب وقام لكي يقيمنا معه.. يا لها من متعة روحية يؤكدها لنا معلمنا القديس يوحنا الرائي ويعرفنا ان الذين آمنوا بالمخلص القائم من بين الأموات هم وحدهم لهم رجاء في داخلهم كما ان لم يعرفوا المسيح لأنهم لم يختبروا قوة القيامة في داخلهم ولم يقدر هؤلاء الأموات ان يقاوموا الوحش وسمته وقوته إلا بايمانهم علي المسيح القائم من بين الأموات إذ يقول عنهم الوحي الالهي "عاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة أي بقية الأموات فلم تعش" "رؤيا 30:5- 6". والنصرة الإيمانية هي متعة الخلاص المجانية التي أخذها أولا الله في خلاص نفوسهم من سلطان الموت.. وأصبح لهم حق مقاومة الموت بكل ما له من سلطان حقا ما أجمل ما عبر عنه القديس يوحنا الرائي بقوله: "هذه هي القيامة الأولي هؤلاء ليست للموت الثاني سلطان عليهم" "رؤياء 20- 65".. نعم انها دعوة حياة للأموات الذين رفضوا القيامة ظانين انهم بذلك نزهوا المسيح عن ضعف الموت ولكنهم لو أدركوا ما فعله المسيح بالقيامة لعرفوا مقدار ما قيل عنه "انه بالضعف أظهر ما هو أعظم من القوة" انها دعوة للبشرية المائتة التي ضلت طريق القيامة وجازت دياجير الموت وسري بين خلاياها نتن الخطية وها قد تناهي الليل وتقارب النهار ها قد مضي إلي الموت واشرقت القيامة وليس للموت سلطان علي من آمن برب القيامة والحياة. دعوة لنعيش مع المسيح ونقوم قيامة المجد مع المسيح الذي مات لأجل تبريرنا ونملك في مجده لأنه لابد لنا من اختبار فعل القيامة لكل من تطلع إلي خلاص الرب ولعل ما قاله مخلصنا الصالح بقوله "أقول لكم انه تأتي ساعة وهي الآ حين يسمع كل الأموات الذين لم يؤمنون بالقيامة في شخص الرب يسوع" صوت ابن الله والسامعون يحيون "يوحنا 5:25". أين شوكتك يا موت؟! إبراهيم شوقي ابراهيم منذ بداية الخليقة والإنسان يخاف الموت ويرتعب منه لأن الموت هو الحدث الوحيد الذي لم تجد له البشرية حلا أو علاجا بالرغم من التقدم العلمي المذهل الذي وصل إليه الإنسان. لقد مات المسيح.. فيومها بدأ الموت وكأنه انتصر علي الحياة وبدأ الظلام وكأنه قد ادرك النور وبدأ الوجود وكأنه قبر كبير وظنت الهاوية انها قد اطبقت عليه وظفرت به كما ظفرت بالكثيرين من قبل ولكن صبرا فان السيد المسيح هو الشخص الوحيد الذي استهان بالموت وافقده قيمته وهزمه بقيامته من الأموات. لقد قام المسيح نعم بالحقيقة قام.. قام ناقضا أوجاع الموت. إذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه "اعمال الرسل 24:2" قام المسيح ظافرا منتصرا كاسرا شوكة الموت قائلا "أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية" "كورنثوس الأولي 15:55". لقد قام السيد المسيح من بين الأموات فتغير معني الموت بعد أن كان مصدر خوف ورهبة وازعاج حتي للأنبياء في العهد القديم. فلم يعد القبر هو نهاية المطاف بل هو الجسر الذي نعبر به من عالم الشقاء والاتعاب إلي عالم الراحة والأمجاد ومن العالم المادي إلي العالم الروحاني السماوي. وتجدد الرجاء بقلم:المهندس ثروت فهيم عبدالملاك تأمل صبر السيد المسيح وآلامه علي الصليب يوم الجمعة العظيمة وكم تحمل من ظلم الأشرار وجحود البشر حتي ذاق الخل حينما عطش وقال "قد أكمل" "يوم 19:30" ويا للعجب من تلاميذ المسيح الذين اتبعوه خطوة بخطوة وعاشوا معه وشاهدوا المعجزات وعندما رأوا معلمهم يحاكم وتم صلبه بين لصين ملكهم الشك وفرقهم الخوف وانهارت آمالهم. لكن قوة القيامة المجيدة فجر الأحد كانت أقوي بكثير من غضب الطبيعة يوم جمعة الصلب الحزينة ونور القائم من الأموات بدد ظلام القبر وابطل رهبته وجدد الأمل والرجاء قام المسيح منتصرا علي الموت تاركا القبر والأكفان وبقيامته قام الأمل وانكسرت شوكة الموت ولم يعد هو نهاية حياة قصيرة علي الأرض إننما هو بداية الحياة الأبدية في السماء. قام المسيح وظهر للتلاميذ وطمأنهم وتحدث إليهم وأكل معهم وجدد رجاءهم وحول حزنهم إلي فرح كما وعدهم وذكرهم بكل الوعود "ثقوا اني قد غلبت العالم" "يو 16: 33" و"ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر" "متي 28: 20".