تجملت سيناء الحبيبة لعيدها.. واستعدت للاحتفال بهذه المناسبة بالعديد من المشروعات الخدمية والتنموية فبعد الانتهاء من حرب التحرير انطلقت قافلة التنمية علي أرضها في ظل خطط قومية شاملة وأسلوب علمي سليم. ومع احتفالات التحرير هذه الأيام وفي ظل السلام تغير لون الحياة علي أرض سيناء وبدأ الاتجاه الفعلي لتنمية المحافظة وتجلي هذا الدور بوضوح بعد أن تحرر آخر جزء من جنوبسيناء عام 1982 ومن خلال تخطيط سليم بجهد وعطاء وحب كثيرين ممن عملوا علي أرضها الحبيبة للمساهمة بصورة فعالة في زيادة التقدم الحضري بها وتحويل علاقة السكان بها وبمواردها الطبيعية وامكانياتها الهائلة من سلبية لقوة دفع قوية علي أرضها التي لم تكن بها أية مشروعات اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية فقد تمثلت الحياة فيما علي أرض جنوبسيناء في بعض التجمعات السكانية بالمدن داخل منازل بدائية أو في الوديان حول مصادر المياه هذا بالإضافة لبعض التجمعات العمالية في مناطق اكتشاف البترول كمدن رأس سدر وأبو رديس وأيضا مناطق استغلال الخامات بأبوزنيمة. أما مدن شرم الشيخ ودهب ونويبع فقد كانت نماذج مدن سياحية حافظ الجانب المصري علي مستواها السياحي والانتفاع به وزيادة عدد المنشآت الساحلية بها والآن يشهد الزائر لمحافظة جنوبسيناء نهضة تنموية في مختلف المجالات تتجلي في مشروعات الاجتماعية البنية الاساسية والاسكان ومشروعات الزراعة والأمن الغذائي والمستشفيات والمدارس والمشروعات الاجتماعية والثقافية ومشروعات الصناعة والبترول بالإضافة إلي التقدم الهائل في مجال السياحة علي امتداد خليج السويس والعقبة. ولقد تولي المسئولية نخبة من قادة العمل الوطني الذين تحملوا عبء تنمية المحافظة خلال السنوات السابقة وسلم كل منهم راية العمل مرفوعة ومستمرة لمن لحقه استكمالا لمسيرة العطاء وكان لابد لما شهدته محافظة جنوبسيناء من تنمية وازدهار في كل هذه المجالات للوقوف علي ماتم من انجازات ومشروعات كبري علي أرض المحافظة. أكد اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء ان التنمية الشاملة في أرض الفيروز هي السياج الحقيقي لحماية الوطن والمواطن وإن الإرادة السياسية تدعم كل خطوات الإصلاح والتغيير والمضي نحو المستقبل بقوة وانطلاق. قال ان التعمير لا يقل أهمية عن المواجهات الأمنية في التصدي للعمليات الارهابية التي تريد خلق مناخ من عدم الاستقرار حيث ستشهد المحافظة خلال الاحتفال بأعياد تحرير سيناء افتتاح مشروعات خدمية وتنمية بكافة مدنها وتجمعاتها البدوية تصل تكلفة تلك المشروعات أكثر من 4 مليارات جنيه بكافة القطاعات سواء إسكان أو صرف صحي وتعليم وزراعة وطرق وتنمية القري والتجمعات البدوية وكذلك أعمال تجميلية بكافة المدن. قال إن التعمير يبدأ بالبشر ومن هنا فنحن نسير في خطوات لتحقيق هذا الهدف حيث سيتم تسليم 5000 وحدة سكنية توزع علي محدودي الدخل خلال الاحتفالات بأعياد التحرير من جملة 12 ألف وحدة سكنية بكافة مدن المحافظة موضحا انه لا اهمال أو تهميش للطبقات الفقيرة بالإضافة إلي وضع حجر أساس لمدرسة المتفوقين وتفقد مدرسة الشهيد عمرو شكري الإعدادية التي طبقت التجربة اليابانية وافتتاح مبان للمرور وأكمنة بمدينة شرم الشيخ وستقام ندوة كبري بعنوان "مصر بين تحرير سيناء وتحديات العبور للمستقبل" وسيتحدث فيها الدكتور مفيد شهاب ورئيس جامعة الأزهر ووزير التربية والتعليم والمحافظون السابقون وستتم جولة حرة للوزراء والمحافظين السابقين وباقي ضيوف المحافظة والقيادات التنفيذية بجولة قرية التراث البدوي وسيقام حفل فني كبير يحييه الفنان هاني شاكر بفندق كونكورد السلام. يضيف المهندس محسن سعيد مدير جهاز تعمير جنوبسيناء انه سيتم افتتاح مشروع طريق الشيخ عواد الطرفة بطول 7 كم بسانت كاترين بتكلفة 7 ملايين جنيه بهدف تنمية التجمعات علي الطريق ومشروع طرق داخلية بمدينة طور سيناء "حي بدر" بتكلفة 7 ملايين جنيه ورصف وإعادة تأهيل طرق بطول 1.3 كم لإعادة تأهيل الطرق الداخلية لتسهيل الحركة المرورية ومشروع رصف مدخل تجمع المراخ بمدينة طابا بتكلفة 2 مليون جنيه وذلك لربط التجمع بالطريق الرئيسي ومشروع مبني إدارة التموين برأس سدر بتكلفة 635 ألف جنيه ومبني الوحدة الاجتماعية الصحراوية بقرية فيران بأبو رديس بتكلفة 1.3 مليون جنيه وداري مناسبات بقرية الطرفة ومدينة سانت كاترين ومشروع مركز تدريب وتمكين المرأة بوادي سعال بتكلفة 1.8 مليون جنيه وذلك بهدف تنمية المجتمع بالتجمعات والقري بجنوبسيناء وافتتاح 32 وحدة سكنية باجمالي 4 عمارات بتكلفة 4 ملايين جنيه وتفقد مزرعة الرينة علي مساحة 30 فداناً افتتاح خط كهرباء الرينة لمسافة 45 كيلو متراً يغذي 4 تجمعات هي الرينة والنهايات والبير والشيخ عمرو بتكلفة 19 مليون جنيه كما يفتتح 128 وحدة سكنية بمدينة أبوزنيمة بتكلفة 16 مليون جنيه وفي مدينة أبورديس يفتتح 48 وحدة سكنية بتكلفة 7 ملايين و250 ألف جنيه وافتتاح وحدة صحراوية بوادي فيران بتكلفة مليون ونصف جنيه. أوضح المحافظ بأننا نخطط ايضا لانشاء مدينة شرم الشيخ جديدة علي مساحة 92 الف فدان جنوبشرم الشيخ الحالية باتجاه طور سيناء والمدينة الجديدة التي يجري التخطيط لها ستكون علي احدث الطرز المعمارية وتستوعب مليون مواطن. أشار إلي أن الاهتمام بإقامة مطارات وموانئ جديدة يأتي بهدف توفير المزيد من فرص العمل وخدمة الحركة السياحية وتعزيز وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية. قال ان الطرق من أهم شرايين الحياة والتنمية وبلغت تكلفة التطوير 2 مليار جنيه تمثلت في التوسعات ورفع الكفاءة وإزالة مخلفات السيول. أكد أن حل مشاكل المستثمرين تأتي ضمن أولويات الدولة ويتم دراسة جميع المقترحات والآراء لتلافي أية اخطاء وبما لا يتعارض مع الأمن القومي المصري. أضاف أن لديه خطة طموحة لن تتوقف للنهوض بمدن جنوبسيناء وتطويرها لتنافس المدن العالمية. وقال فودة ان حجم الاستثمارات في سيناء تصل الي 90 مليار جنيه تقريبا وارتفع اجمالي الغرف السياحية في سيناء الي 60 ألف غرفة وخلال العامين القادمين سوف يصل العدد الي 72 ألف غرفة. أوضح أن كل مدينة لها طبيعتها المميزة إلا أنها لم تصل بعد إلي مرحلة الطلب المستمر مثل مدينة شرم الشيخ ولكن استقبال المدن السياحية في المحافظة للسائحين لم تقتصر فقط علي شرم الشيخ وانما يوجد مدينة دهب والتي اضعها في مقدمة أولوياتي خلال الفترة المقبلة فهي مدينة واعدة ولها مستقبل سياحي لا يقل بأي حال عن شرم الشيخ ففيها وادي قني الذي يعد مستقبل السياحة القادم وكذلك توجد منطقة "البلو هول" ثاني أفضل مكان للغطس في العالم كما توجد رياضات مثل وند سيرف مشيرا إلي انه يريد الوصول بمدينة دهب لتصبح منتجعا كبيرا يعادل مدينة شرم الشيخ. وحول سياحة المؤتمرات قال المحافظ انني أشعر بسعادة غامرة بعودة سياحة المؤتمرات الي مدينة السلام حيث استضافت شرم الشيخ مؤخرا العديد من المؤتمرات والقمة الاقتصادية والقمة العربية تلاها اكثر من 5 مؤتمرات كبري أيضا متنوعة ما بين طبية وغذائية وبيئية مشيرا الي أن مثل هذه المؤتمرات ستبشر بعودة شرم الشيخ كما كانت مدينة للمؤتمرات. أكد فودة ان البدو هم الاساس في التنمية والدفاع عن سيناء ونسعي لحل أي مشاكل لهم وتوطينهم وفي هذا الإطار يجري حاليا انشاء قرية بدوية في طابا علي مساحة 200 الف متر لاستيعاب بدو المنطقة من وادي المراخ بالاضافة الي انشاء أكثر من 500 منزل بدوي بكافة القري والتجمعات البدوية. في مجال الزراعة قال ان هناك 72 ألف فدان صالحة للزراعة بمدن طور سيناء ورأس سدر وأبو زنيمة وقام جهاز تعمير سيناء بغزو الصحراء والوديان والتجمعات البدوية علي أرض سيناء حيث تم انشاء أربع مزارع في وديان مكتب وأبو غراقد وتال والبدع كلا منها علي مساحة 50 فداناً تضم مجتمعاً زراعياً متكاملاً يشمل مزارع سمكية كثيفة وزراعة خضراوات مكشوفة من نخيل وصوب زراعية وأشجار فاكهة وتربية أغنام وماعز ويجري تعميم هذه التجارب بعد ثبوت نجاحها علي كافة وديان المحافظة لتصبح منتجة. بجانب إحلال زراعات ذات ربحية عالية كبديل للزراعات المحرمة حيث تم زراعة 120 فداناً بالجوز واللوز والفستق ونجاح زراعة بنجر السكر والنباتات الطبية بسانت كاترين. وفي مجال التنمية المستدامة علي أرض المحافظة وتوفير فرص عمل للشباب يجري حاليا تطوير موانيء طور سيناء البحري وميناء الصيد بتكلفة 350 مليون جنيه تقريبا وميناء شرم الشيخ البحري بتكلفة تصل الي 100 مليون جنيه وتم تطوير ميناء نويبع البحري بتكلفة تصل تقريبا الي 250 مليون جنيه تقريبا.