صدر كتاب قيم بعنوان "نغمات علي شاطيء الواقعية" عن المجلس الأعلي للثقافة لكاتبته ومؤلفته الدكتورة الفنانة رانيا يحيي الكتاب يحتوي عدد 379 صفحة. ويستهل باهداء رقيق أفردته إلي ولديها قالت فيه "إلي من أحيا فؤادي وتفردا في الهوي.. قرتا عيني.. يحيي.. فريدة". ثم يبدأ بمقدمة تتناول فيها نبذة عن القيمة الفنية لهذا المخرج العبقري ثم تمهيد تستعرض فيه إبداعات مشوار أبوسيف ويرتكز اهتمامها هنا علي المؤلفين الموسيقيين الذي تعامل معهم أثناء مسيرته. كذلك تقص فكرتها في هذا الكتاب بايجاز. وقسمت المؤلفة الكتاب لخمسة أقسام الأول عنوانه صلاح أبوسيف والسينما وتطرقت فيه الكاتبة للحديث عن الموسيقي والسينما منذ البدايات وموسيقي الأفلام في مصر. ثم أفردت جزءاً عن أبوسيف ونشأته وبداية عشقه لفن السينما وكيف تحقق له هذا الحلم. وأهم الشخصيات التي أثرت في حياته وكذلك آراء بعض النقاد والسينمائيين الذين تعاملوا معه. نجد بعد ذلك ثلاثة أقسام متتالية تتناول فيها تحليل الأفلام داخل كل مرحلة في حياة المخرج الكبير. ومن أهم الأفلام التي قامت بتحليلها في الكتاب الزوجة الثانية. الوحش بين السماء والأرض. فجر الإسلام. البداية. الصقر. المنتقم وغيرها حيث وصلت الأفلام لعدد ستة عشر فيلماً مقسمة داخل الثلاث مراحل التاريخ تبعاً للمرحلة الزمنية وعدد الأفلام. يلي ذلك القسم الأخير في الكتاب والمعنون المؤلفون الموسيقيون وبصمة أبوسيف وتناولت فيه نبذة تاريخية عن حياة كل من المؤلفين الموسيقيين الذين أبدعوا موسيقي أفلام أبوسيف مثل أندريا رايدر. جمال سلامة. ياسر عبدالرحمن. علي إسماعيل. عمار الشريعي. وصاحب أكبر عدد لموسيقي أفلامه العبقري فؤاد الظاهري. كما تحدثت عن الخصائص الأسلوبية للمؤلفين. وكيف أثر أبوسيف علي شكل موسيقي أفلامه. وفي ختام الكتاب فيلموجرافيا لافلام صلاح أبوسيف ثم ملحق صور ويتبعها المراجع والكاتب في سطور. وتقول د. رانيا يحيي مؤلفة الكتاب إن واقعية صلاح أبوسيف سهلة من حيث الطرح والتناول للفكرة التي نعيشها وتغلف جزء من حياتنا اليومية. لكنها كانت تحمل بين طياتها فلسفة كامنة لرؤية بعيدة المدي لعقل واع وبصيرة محكمة وبالتالي استطاع بهذا الاسلوب المتميز بما يمتلكه من بساطة أن يستقطب الجماهير في العالم العربي كله. مهما كانت انتماءاته وثقافاته حيث اجتمع الغالب الأعم علي عبقرية صلاح أوسيف في السينما المصرية. لما فيها من عمق محتوي وقضايا تمس الجميع تناولها بكل العناصر المكونة لعمله السينمائي بمعنا هيمه الواعية المستقرئة للأحداث. ولهذا نجد عدداً كبيراً من أفلامه يندرج ضمن أفضل مائة فيلم في السينما المصرية بالنسبة للنقاد والجمهور.. فعالم صلاح أبوسيف سيطر عليه الجرأة والحرية داخل حدود الفن وليست الحرية المطلقة بادعاء الواقعية كما هو الآن لدي البعض. فهو خير مثال لتطبيق المدرسة الواقعية بمرجعيتها داخل إطار الفن الراقي بفلسفة هذا المخرج المبدع الذي استطاع أن يحقق هذا النجاح لافلام مر عليها قرابة السبعة عقود. لكنها تظل من كلاسيكيات السينما العربية بكل ما فيها من أفكار متطورة وعدسة واعية بداخله سلطت الاضواء وكشفت عن الخبايا المجتمعية خلال رحلة عطائه بسعة أفقه لطرح مشكلات الناس وهمومهم. وفي هذا الوقت قالت السينما ما لم يستطع شخص أن يصرح به آنذاك فكانت هي المعول الاساسي لعرض مثل هذه الاطروحات. ويعتبر هذا الكتاب إضافة جديدة للمكتبة المصرية والعربية حيث يتطرق لجانب مهم لم يتناوله النقاد من قبل وهو موسيقي الأفلام. ولرانيا عدد من الكتب والمقالات التي كان لها السبق والريادة في كتابتها بأسلوب علمي منهجي دقيقي ويحمل مفهوم الجماليات الفلسفية التي تنطوي عليها علاقة الموسيقي بالصورة. يذكر أن رانيا عضو المجلس القومي للمرأة وعضو المجلس الأعلي للثقافة بالإضافة لأنها أستاذ بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون وعازفة الفلوت الشهيرة ولها إسهامات فنية وثقافية متعددة.