مازال المواطن البسيط.. أو محدود الدخل بعيدا عن خطط المسئولين ومشروعاتهم فعندما بدأ التشغيل التجريبي لمشروع التاكسي النهري والذي تبدأ مرحلته الأولي من ميدان التحرير حتي المعادي.. أعلن المسئولون في وزارة النقل وهيئة النقل النهري ان هذا المشروع من أجل تخفيف التكدس المروري ولاضافة وسيلة أخري من وسائل المواصلات من أجل راحة المواطنين وتوفير وسيلة نقل مريحة حضارية ولكن ما يؤكد ان المسئولين لا يسعون إلي توفير هذه الوسيلة للمواطن البسيط وانه ليس من حق هذا المواطن ركوب وسيلة مواصلات سهلة ومريحة وراقية وعليه فقط الجري وراء وسائل المواصلات المزدحمة المتكدسة بالركاب.. أما الوسائل الحديثة والمتطورة لا يجب ان يفكر في ركوبها ولذلك حددت وزارة النقل اسعارا سياحية للتاكسي النهري الجديد وبلغ سعر التذكرة من ميدان التحرير وحتي المعادي 20 جنيها وتشمل 4 محطات فقط وسعر المحطة الواحدة 5 جنيهات وإذا تم افتتاح جميع المراحل والتي تبدأ من القناطر الخيرية وحتي حلوان فكم تصل تذكرة الركوب؟! ويؤكد المسئولون ان التاكسي النهري من أجل تخفيف الزحام المروري داخل شوارع القاهرة.. فهل اصحاب السيارات سيتركون سياراتهم ليتنقلوا بهذه الوسيلة الجديدة ذات الاسعار المرتفعة ولكن في الواقع ان هذه الوسيلة الجديدة للأسف لن تحل مشكلة الزحام المروري لأن مالكي السيارات لن يستخدموها في تنقلاتهم فلن يتركوا سياراتهم الخاصة للانتقال بالتاكسي النهري قد يستخدمونها للنزهة ولكن ليس للانتقال لقضاء أعمالهم الخاصة فهو لن يستخدمها كوسيلة انتقال لأن اسعارها ايضا ستكون مرتفعة بالنسبة لهذه الفئة. كما ان محدود الدخل لن يستخدم هذه الوسيلة لارتفاع سعر التذكرة فليس من المعقول ان يدفع 20 جنيها عند ذهابه لعمله أو لقضاء حاجته و20 جنيها أخري عند العودة وإذا استقل التاكسي النهري حتي لو محطتين فقط سيدفع 10 جنيهات في المرة الواحدة وهو ثمن مكلف لا يتحمله أصحاب الدخول المحدودة. المشروع جيد ومطلوب وخاصة في حالة تشغيل الخط بكامل مراحله في المسافة من القناطر الخيرية وحتي حلوان في ظل الاسعار التي تم تحديدها سترتفع ثمن التذكرة في حالة تشغيل جميع المراحل ولن يستفيد منه الا فئة واحدة وهي اصحاب الدخول المرتفعة وليس للتنقل ولكن للنزهة فقط. فلماذا لا يتم الاستفادة من هذا المشروع بجذب جميع الفئات لاستخدامه في تنقلاتهم حتي لو تم تحديد درجات للركوب تبدأ بأسعار تناسب محدود الدخل.. وترتفع للمستويات الأعلي حتي لو تم التوسع في هذا المشروع واستخدام الاتوبيسات النهرية.. ولكن لا نقسي علي المواطن البسيط ونحرمه من الاستفادة من هذه الوسيلة من المواصلات ونقصر هذه الخدمة علي فئات معينة ومرة أخري لا يظلم المسئولون المواطن البسيط.. والعدالة مطلوبة عند تطبيق أي مشروع.