جرت ثلاثة اتصالات مهمة خلال الايام القليلة الماضية اثرت بشكل واضح علي المشهد السوري. وابانت استراتيجيات وتوازنات جديدة في سوريا. واحداث تغيير في الحرب الدائرة علي الارض. والتوازنات الاقليمية المحيطة والمؤثرة في سوريا. وأبرزها الاتصال الذي تم بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتن الذي عبرا فيه عن الرغبة في حل الازمة السورية. بحسب ما جاء في بيان صادر عن الكرملين والاتصال الثاني كان بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الامريكي جون كيري والتصريح بثقة موسكو وواشنطن ببدء المفاوضات السورية السورية هذا الشهر واعلان كيري انه توصل خلال الاتصال الهاتفي مع نظيره الروسي إلي "اتفاق مؤقت من حيث المبدأ" علي وقف الاعمال العدائية في سوريا خلال الايام المقبلة كما اعلن الرئيس السوري ولأول مرة علي الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية علي الفيس بوك انه مستعد لوقف اطلاق النار المزمع عقده في سوريا بين النظام والمعارضة شرط عدم استغلال "الارهابيين" له علي حسب وصفه. بالاضافة إلي وقف الدعم المقدم للمعارضة من قبل الدول الداعمة. وعبرت مجموعة الاتصالات والمقابلات الاعلامية الايام القليلة الماضية أن هناك قرارات جديدة تتعلق جوهريا بإحداث تغيير. وانه بات من الواضح بعد ان اتفقت قوي عالمية علي "وقف العمليات العدائية" في مختلف ارجاء سوريا. في اعقاب محادثات احتضنتها مدينة ميونيخ بألمانيا هذا الشهر. انه اصبح الحديث جديا عن وقف اطلاق النار. والاتجاه نحو طاولة المفاوضات لحل هذه الازمة التي اسفرت عن قتل اكثر من 250 ألف شخص واضطر 11 مليونا للنزوح في الحرب المستمرة منذ نحو 5 سنوات. وتأتي اهمية الاتصال السعودي الروسي بعد التصريحات المتوالية التي اطلقتها المملكة العربية السعودية واعلان المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي استعداد الرياض لإرسال قوات برية لقتال داعش في سوريا. ضمن التحالف الدولي. الذي تقوده الولاياتالمتحدةالامريكية. وأنهم يدرسون امكانية شن عملية برية ليس في شمال سوريا. حيث تجري معارك طاحنة. بل في الجنوب الشرقي قرب الحدود مع الاردن. كما اعلن وزير الخارجية التركي. مولود جاويش اوغلو. ان انقرةوالرياض قد تطلقان عملية برية في سوريا. مشيراً إلي ان السعودية ارسلت طائرات عسكرية إلي قاعدة انجرليك التركية. لتكثيف الحملة الجوية ضد تنظيم داعش. وتوالت ردود الفعل الدولية المؤيدة والمعارضة علي عرض المملكة العربية السعودية استعدادها ارسال قوات. وأعرب سفير مملكة البحرين في لندن الشيخ فواز بن محمد آل خليفة عن استعداد بلاده ايضا للمشاركة بقوات برية "بالتنسيق مع السعوديين" في اطار ما وصفها بقيادة عسكرية خليجية موحدة لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" و"نظام الاسد الوحشي". في اشارة للحكومة السورية. وضمت الامارات صوتها للسعودية والبحرين وقال وزير الدولة للشئون الخارجية انور قرقاش ان بلاده "ثابتة في موقفها لدعم القوات التي تحارب داعش". وقد اثارت هذه التحركات الخليجية الجانب الروسي. والقت ظلالها علي المشهد السوري باستمرار الحرب لسنوات قادمة. ويري السفير احمد الغمراوي سفير مصر السابق في السعودية ان هذه الاتصالات تعبر عن تغيير في التوازنات الدولية في الشرق الاوسط. وان سوريا هي منطقة حرب بالوكالة تضع مؤشرات القوي في المنطقة. واقتصاديات الدول الداعمة. وان الدول العظمي وهي روسيا وامريكا تتصارعان داخل المنطقة للتواجد. ولفرض النفوذ والسياسات. وأن السياسة الحالية للغرب وامريكا هو حصار روسيا في عصر الرئيس بوتن. ولكن روسيا تحاول الخروج من الحصار بسياسات الهجوم بدلا من الدفاع. ولذا قاموا بعمل حائط الصواريخ حول الاتحاد الروسي. كما استولت علي القرم واعلنت خروجها من اوكرانيا ومازالت المناوشات علي المنطقة الحدودية. مشيرا إلي أن وجود روسيا في سوريا خروج عن النطاق الطبيعي للتمدد الروسي. ولكن دورها في محاربة داعش له تفسير صرح به الرئيس الروسي بأننا نحارب داعش في الخارج قبل ان تصل إلينا. ويأتي هذا التصريح نظرا لان عددا كبيرا من داعش معارضيون روس وكانوا من المناطق الروسية المسلمة مثل الشيشان. التي كانت بها ثورة علي الاتحاد الروسي وتم القضاء عليها. وان هؤلاء المقاتلين يحاولون بناء هذه الدولة او الخلافة لتهديد روسيا. ولذا كثفت العمليات القتالية في سوريا وتقوم بزيادة الاسطول البحري امام الشواطئ السورية. وهو الموقف المغيير لموقف ايران والتي تدعم الرئيس بشار وتتحالف معه بحكم المذهب الديني ولايجاد توازنات لها في المنطقة. وقال الغمراوي ان التصعيد الذي قامت به السعودية هو لايجاد توازن للقوي في سوريا. لأن الطرفين الروسي والامريكي في اجتماع ميونخ الالمانية ظهر منهما ما يشير إلي وجود خلل ووصف المبعوث الاممي الخاص إلي سوريا. ستيفان دي ميستورا. ان استئناف محادثات السلام بشأن سوريا في الموعد المقرر له. بأنه خيار غير واقعي. الا بعد ايصال المساعدات ووقف اطلاق النار ونتيجة للتصعيد ظهرت بوادر لوقف اطلاق النار وان الاعمال العسكرية ليست هي الحل في سوريا مشيرا إلي ان وزير الدفاع السعودي في وقت لاحق صرح بأن مقولة الدول في حرب علي الارض ضد ايران ضرب من الجنون وهو مما يعبر هم عدم الرغبة في الدخول بقوات برية في سوريا والاصطدام عسكريا بها لان إيران هي احد الداعمين لنظام الرئيس السوري بشار. ومن هنا فإن تصريحات الرئيس بشار بوقف اطلاق النار بشرط عدم مساعدة الجماعات الإرهابية وداعش هو موقف جديد له لم يكن قد اتخذه من قبل ومؤشر علي تغيير موقفه.