بالقطع جريمة بشعة تلك التي ارتكبها أحمد مالك وشادي حسين بلغت حد اهانة مؤسسة من مؤسسات الدولة نحترمها جميعاً ونقدم لها تضحياتها من أجل الوطن. ويظل أبناؤها في القلب والعين. فلا أحد يقبل إهانة أي مؤسسة أو مواطن. فما بالنا ورجال الشرطة هم من يتحملون عبء الدفاع عن الداخل المصري في وقت عصيب يمر به الوطن أمام حفنة من تجار الدين أعداء الانسانية والحياة محترفي القتل والتخريب وإراقة الدماء.. وبالتالي فالمحاسبة واجبة والعقاب لابد ان يكون رادعاً. ولكن دعونا نقف قليلاً أمام المناخ االذي صنعه ويصنعه الاعلام المصري منذ عدة سنوات وبالتحديد بعد 5 يناير 2011 ولأن من بين حصاده المر "بلالين" مالك وشادي. من "الاراجوز" باسم يوسف الي "أبله فاهيتا" مروراً ب "نفسنة" و5 موووواه و"يللا بقي الجيبة ضيقة" تتعدد جرائم الفضائيات بحق المجتمع. فتظل تضخ "افيهات" سخيفة وتعبيرات فاضحة في آذان أطفالنا وشبابنا ليل نهار حتي ارهقوهم وقادوهم الي طريق التهلكة.. وبالطبع كان شادي ومالك بين ضحايا هذا الاعلام الفاضح. وفشلنا نحن في ملاحقة جرائم تلك الفضائيات بحق أبنائنا. فشاركنا في تربيتهم رغم أنوفنا. وكان الحصاد المر خطايا علي شاكلة جريمة شادي ومالك. من قضايا تافهة أبعد ما تكون عن هموم الوطن والمواطن وما أكثرها اختصتها فضائيات رجال المال بمساحات زمنية واسعة فجعلت من كلب شارع الهرم أشهر من علماء كبار. ومن ساقطة انتجت فضيحة أطلقت عليها اسم كليب يدعو للفسق والفجور فصارت مثلاً أعلي لفتياتنا.. الي لغة حوار هابطة لا ترقي حتي إلي تلك المستخدمة في نحارة سد بأكثر أحيائنا عشوائية عبر برامج عبثية تمتد لساعات طويلة لا تدعنا نخلد الي النوم ولو لساعات قليلة كان المناخ السائد والبيئة الخصبة التي أنتجت جريمة شادي ومالك وغيرها من آلاف الجرائم بحق المواطن المسكين. ان "بلالين" شادي ومالك تفجر في وجوهنا جميعاً منظومة اعلامية وتعليمية وأخلاقية وثقافية فاسدة وجب علينا مراجعتها بعمق وفوراً قبل ان ينحدر المجتمع بنا إلي هاوية سحيقة وهي مسئولية الجميع مؤسسات ومواطنين فلنبدأ فوراً قبل السقوط.