تواصل السياسة الخارجية لمصر نجاحاتها في الفترة الأخيرة حيث فازت مصر بتأييد 47 دولة أفريقية لتنضم إلي عضوية مجلس السلم والأمن بالاتحاد الافريقي عن إقليم الشمال وهذه العضوية تؤكد علي اهتمام مصر بالقارة السمراء والتوجه نحو الجنوب وزيادة وتقوية الروابط مع الأشقاء الأفارقة الذين شعروا بابتعاد مصر عنهم في الفترة الأخيرة نظراً للظروف الصعبة التي عاشتها. وخلال الأيام الماضية استقبلت أحد السفراء الأفارقة أثناء زيارته لجريدة البروجريه إجيبسيان التي ترتبط بعلاقات قوية مع معظم السفراء الأفارقة وتحدثنا عن العلاقات التاريخية بين مصر وأفريقيا وعشق القارة السمراء للزعيم الراحل جمال عبدالناصر وتطرق الحديث إلي عدة جوانب مختلفة منها العلاقات التجارية والاستثمارات المشتركة بين البلدين.. وأكد السفير أن مصر في الفترة الحالية تبذل أقصي الجهد لاستعادة افريقيا إلي أحضانها وكشف أن بلاده ستشارك في المؤتمر الاقتصادي الافريقي الذي يعقد في فبراير القادم في شرم الشيخ كما تحدث معي عن أهمية ما تفعله مصر في الفترة الحالية تجاه الأشقاء الأفارقة الذين يحتاجون بشدة إلي التعاون مع مصر في معظم المجالات والاستفادة من خبراتها وقدراتها. هذه الحقائق التي كشف عنها السفير تؤكد أن مصر يقع علي عاتقها مهمة أساسية لتنمية العلاقات مع مختلف الأشقاء الأفارقة والتكاتف مع قياداتها لكي تتبوأ القارة السمراء مكانتها بعد أن استغلها الاستعمار ولعب دوراً في التفرقة بين أبنائها لكن السياسة المصرية تفتح ذراعيها للأشقاء والانفتاح عليهم في شتي المجالات ومن المبادرات المهمة التي أطلقها رئيس الجمهورية العمل علي توثيق العلاقات الافريقية والمشاركة في التنمية علي أساس تطبيق مبدأ "لا ضرر ولا ضرار" وقد ظهر ذلك بوضوح في سياسة مصر نحو سد النهضة الذي تقوم أثيوبيا ببنائه علي نهر النيل وتتمسك مصر بهذه السياسة علي أساس أن الأشقاء يجب أن يتمتعوا بالتنمية واستغلال كل الموارد لإحداث نقلة حضارية في بلادهم بشرط تطبيق مبدأ العدالة والمساواة في الانتفاع بمياه النيل في توليد الكهرباء والتنمية. ولاشك أن هذا الدور الذي تقوم به مصر يفتح افاقاً متعددة للتنمية في القارة السمراء وخلال الأيام القادمة سوف تتجلي افاق هذه العلاقات الوثيقة خلال المشاركة في مؤتمر الكوميسا الذي يفتح أبواب التعاون في كل المجالات ودعوة رجال الأعمال في مصر للاستثمار والمشاركة في هذه النهضة الافريقية كما أن مصر تبذل جهوداً مثمرة في دورة الاتحاد الافريقي التي تعقد في أديس أبابا لتوثيق العلاقات والتأكيد علي دور مصر في هذا الاتحاد كما رحبت مصر بفتح الحدود بين شمال السودان وجنوبه.. كل ذلك يوضح أن دول القارة السمراء ترتبط بعلاقات وثيقة في إطار أن المصير مشترك بين هذه الدول مما يوجب عليها نبذ الخلافات والاتجاه نحو البناء والتنمية ورفض أي تدخلات تعطل هذه المسيرة.